السمنة لم تعد مجرد زيادة في الوزن، بل أصبحت مشكلة صحية خطيرة تؤثر على كل أجهزة الجسم، وخاصة الجلد.
كثير من المصابين بالسمنة يلاحظون بقعًا داكنة أو زوائد جلدية صغيرة أو التهابات مزمنة، وهذه العلامات تكشف عن اضطراب داخلي في الهرمونات أو في عملية الأيض.
الجلد يعكس حالة الجسم الداخلية، لذلك أي خلل صحي يظهر عليه فورًا.
وأكدت دراسات حديثة أن أكثر من 60% من مرضى السمنة يعانون من مشكلات جلدية واضحة.
السمنة تغيّر توازن الهرمونات وتضعف الدورة الدموية والمناعة، مما يزيد الالتهابات ويبطئ التئام الجروح ويضعف حماية الجلد من العدوى.
من أكثر المشكلات شيوعًا بين مرضى السمنة حالة الشواك الأسود.
وهي بقع داكنة تظهر في الرقبة أو الإبطين أو الفخذين.
وتشير غالبًا إلى مقاومة الأنسولين وزيادة خطر السكري من النوع الثاني.
كما تظهر الزوائد الجلدية بسبب الاحتكاك المستمر في ثنايا الجلد، وتنتج علامات التمدد عن زيادة الوزن السريعة.
التعرق الزائد في المناطق المغلقة يسبب التهابات جلدية وفطرية متكررة.
بعض المرضى يعانون أيضًا من الصدفية، نتيجة اضطراب المناعة والوزن الزائد.
دراسة أُجريت في مستشفى تشيناي بالهند على 100 مريض بالسمنة كشفت أن أكثر من نصفهم يعانون من أمراض جلدية واضحة، خاصة النساء بين 30 و50 عامًا.
وأظهرت النتائج أن مشاكل الجلد تزداد كلما ارتفع مؤشر كتلة الجسم.
كما أن نصف المشاركين مصابون بالسكري، وثلثهم بارتفاع ضغط الدم، مما يضاعف خطر تلف الجلد.
الأطباء يؤكدون أن هذه العلامات ليست بسيطة، بل تحذر من أمراض داخلية أخطر.
لذلك يجب على من يعاني من السمنة متابعة بشرته والانتباه لأي تغير مثل الجفاف أو البقع الداكنة أو الطفح المتكرر.
الوقاية تبدأ من تغيير نمط الحياة. النظام الغذائي المتوازن، والنشاط البدني المنتظم، والنوم الكافي، والنظافة اليومية تحافظ على صحة الجلد وتقلل التهابه.
الاهتمام بالبشرة يساعد الأطباء على اكتشاف أمراض مثل السكري أو اضطراب الهرمونات في وقت مبكر.
صحة الجلد مرآة لصحة الجسم. ومع تزايد السمنة في العالم، يصبح الوعي بهذه العلاقة ضروريًا.
فالعناية بالبشرة لا تنفصل عن العناية بالجسم، والاهتمام المبكر يحمي من أمراض مزمنة ومضاعفات خطيرة في المستقبل.

