اشتعلت شوارع ريو دي جانيرو بالدماء بعد معركة عنيفة بين الشرطة البرازيلية وعصابة “القيادة الحمراء”.
سقط أكثر من 100 قتيل، واعتقلت الشرطة عشرات المشتبه بهم في أكبر عملية أمنية بتاريخ المدينة.
بدأت المواجهة عندما تحرك أكثر من 2500 شرطي لمداهمة أوكار العصابة.
رد أفراد العصابة بإطلاق النار الكثيف، واستخدموا طائرات مسيرة لإلقاء متفجرات على القوات.
تحولت الشوارع إلى ساحة قتال، واضطر السكان للاختباء داخل منازلهم خوفًا من الرصاص.
قال حاكم الولاية كلاوديو كاسترو إن العملية كانت “يومًا تاريخيًا في مكافحة الجريمة”.
وأشادت الصحف المحلية بشجاعة الشرطة، لكنها وصفت اليوم بأنه “الأكثر دموية في تاريخ ريو دي جانيرو”.
تأسست عصابة “القيادة الحمراء” في سبعينيات القرن الماضي داخل أحد سجون ريو.
بدأ أعضاؤها كجماعة لحماية السجناء، ثم تحولوا إلى تنظيم مسلح ضخم يدير تجارة المخدرات والسلاح وعمليات الابتزاز.
توسعت العصابة تدريجيًا وسيطرت على أحياء كاملة في ريو ومدن أخرى بالبرازيل.
و تشير تقارير إلى أن العصابة لا تعتمد فقط على المخدرات، بل تحقق معظم أرباحها من فرض الإتاوات وتقديم خدمات أساسية مثل الغاز والمياه والنقل.
كما أنشأت تطبيقات رقمية لتنظيم أعمالها وجمع الأموال.
واجهت العصابة في السنوات الأخيرة هجمات من ميليشيات أخرى مرتبطة بالشرطة، مما أشعل صراعًا على النفوذ في المدينة.
رغم المداهمات المتكررة، استمرت “القيادة الحمراء” في توسيع سيطرتها، خصوصًا في مناطق الأمازون.
تؤكد السلطات البرازيلية أن الهدف من العملية الأخيرة هو كسر شوكة العصابة وإنهاء تمددها.
لكن كثيرين يرون أن الحرب لم تنته بعد، وأن التنظيم ما زال يحتفظ بقوته وعدده الكبير.
وبينما تحاول الشرطة فرض الأمن، يعيش سكان ريو في خوف من عودة المواجهات، وسط توقعات بمزيد من التصعيد بين الدولة وأقوى تنظيم إجرامي في البرازيل.

