في زمن تتعدد فيه المشاغل وتقل فيه الهمة، يتساءل الكثير هل من يقرأ القرآن الكريم دون أن يحفظه يحاسب؟ سؤال يطرحه عدد من المسلمين، خاصة كبار السن، ممن يجدون صعوبة في الحفظ، رغم حرصهم على تلاوة كتاب الله وتعلم أحكامه، ومن خلال موقع غربة نيوز سوف نوضح لكم رد دار الإفتاء.
هل يحاسب من يقرأ القرآن دون حفظه؟
أكد الشيخ إبراهيم عبد السلام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن قراءة القرآن الكريم عبادة جليلة وقربة عظيمة إلى الله، حتى لو لم يتمكن المسلم من حفظه عن ظهر قلب، وأوضح خلال حديثه في برنامج فتاوى الناس المذاع عبر قناة الناس، أن الحفظ نعمة كبيرة، لكنه ليس واجبا على كل مسلم، بل هو من فروض الكفاية، أي يكفي أن يقوم به بعض المسلمين ليبقى القرآن محفوظ في الأمة.
حكم عدم حفظ القرآن
أوضح أمين الفتوى أن حفظ القرآن الكريم كاملا ليس فرض عين، بل يكفي أن يوجد بين المسلمين من يحفظونه ويعلمونه للناس، مصداقا لقوله تعالى: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا، وأضاف أن من يقرأ القرآن الكريم ولو دون حفظٍ له أجر عظيم عند الله، مستشهدا بحديث النبي ﷺ: من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف.
الواجب حفظ سورة الفاتحة فقط للصلاة
بين الشيخ أن الواجب الشرعي على كل مسلم هو حفظ سورة الفاتحة، لأنها ركن أساسي من أركان الصلاة، ولا تصح الصلاة بدونها، أما باقي السور القصيرة التي تقرأ بعدها، فهي من السنن المستحبة، وليست واجبة، لكن تلاوتها تضاعف الأجر وتزيد من الخشوع في الصلاة.
فضل قراءة القرآن دون حفظ
أكد أمين الفتوى أن الله سبحانه وتعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، وأن المسلم الذي يجتهد في قراءة القرآن ويخلص النية يثاب على قدر سعيه، حتى وإن لم يتمكن من الحفظ الكامل، وأضاف أن تعلم القراءة الصحيحة وتحسين التلاوة عبادة بحد ذاتها، والله سبحانه يعلم الصادقين في نياتهم، ويجزيهم عن جهدهم خير الجزاء.