منذ أكثر من مئة عام: مكتبة هاسكل تُغلق بابها بسبب قرار ترامب

في بلدة صغيرة تُدعى ستانستيد، على الحدود الكندية الأميركية، كان هناك شيء فريد يجمع بين البلدينن مكتبة “هاسكل” كانت نقطة التقاء بين كندا وأميركا، حيث يمكن للكنديين الدخول عبر المدخل الأميركي دون الحاجة للمرور عبر الجمارك. هذا التقليد استمر أكثر من مئة عام، وكان يشبه جسرًا ثقافيًا بين شعبي البلدين.

القرار الذي غير كل شيء

في مارس 2020، جاء قرار إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ليغلق هذا الباب الفريد. القرار قضى بإنهاء الامتياز الذي سمح للكنديين بالدخول إلى المكتبة عبر الأراضي الأميركية بدون إجراءات جمركية. تحول هذا القرار من مجرد تعديل في القانون إلى صدمة لكل سكان ستانستيد. أصبح من الصعب على الكنديين الوصول إلى المكتبة، وأصبح عليهم المرور من خلال الجمارك.

رمز للوحدة

تقول سيلفي بودرو، رئيسة مجلس إدارة المكتبة، “إنها نهاية شيء مميز”. تقف سيلفي على الخط الفاصل بين كندا وأميركا داخل المكتبة، حيث يمكنها أن تلمس تاريخًا طويلًا من التعايش بين البلدين. هذا القرار لم يكن مجرد تغيير في الإجراءات الجمركية، بل كان بمثابة نهاية لرمز الوحدة الذي عاشه سكان البلدة لعقود طويلة.

التحديات بعد 11 سبتمبر

قبل قرار ترامب، كان الامتياز قد تعرض لتقليصات بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، حيث تشددت الرقابة على الحدود. ومع مرور الوقت، أصبح من الصعب عبور الحدود بسهولة. لكن مكتبة “هاسكل” ظلت المكان الذي يتجاوز الحدود. كانت مساحة مشتركة، لا فرق فيها بين الكنديين والأميركيين، تجمعهم الكتب وتاريخ طويل من التعاون.

إغلاق الطريق الفاصل

أغلقت هيئة الجمارك الأميركية الطريق الذي يمر عبر الأراضي الأميركية ويتيح الوصول إلى المكتبة. وبررت ذلك بزيادة الأنشطة غير المشروعة عبر الحدود. هذا الإغلاق كان بمثابة فاصل كبير بين ما كان وما أصبح عليه الحال اليوم.

العمل على إعادة فتح الطريق

رغم هذا التغيير، لا يزال هناك أمل. في ستانستيد، تعمل الجرافات على إعادة فتح الطريق الذي يربط بين المكتبة والأراضي الأميركية. الهدف هو تمكين الكنديين من الوصول إلى المكتبة مرة أخرى دون المرور عبر الجمارك. هذه الخطوة تمثل استعادة شيء من الماضي، ورغبة في إعادة الحياة إلى رمز كان يمثل التعاون بين الشعبين.

الخلاصة

تستمر الحكاية في ستانستيد. قد تكون الحدود قد تغيرت، لكن حلم العودة إلى ما كان عليه الحال لا يزال حيًا. مكتبة “هاسكل” ستظل تشكل جسرًا بين كندا وأميركا، حتى وإن كانت الحدود قد تعقدت.