تعيش مصر أجواء مميزة بمناسبة اليوم العالمي للسياحة، حيث تتزين مواقعها الأثرية والمتاحف للاحتفاء بتراث يمتد لآلاف السنين، ويتزامن هذا اليوم مع ذكرى فك رموز حجر رشيد في 27 سبتمبر 1822، الحدث الذي فتح للعالم أبواب فهم الحضارة المصرية القديمة.
المتحف المصري بالتحرير.. حيث يبدأ التاريخ
أطلق المتحف المصري بالتحرير احتفالية مبهرة بهذه المناسبة، ودعا الزوار عبر صفحته الرسمية إلى بدء الرحلة من حيث بدأ التاريخ، فالمتحف لا يعد مجرد مبنى أثري، بل سجل حي يوثق أعظم فصول الحضارة الإنسانية.
ويضم المتحف كنوزاً نادرة لا تقدر بثمن مثل تمثال الملك منكاورع وكنوز ملوك تانيس ويويا وثويا، ليبقى رمزا للسياحة الثقافية في مصر ومعلما يجذب ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم.
شعار اليوم العالمي للسياحة 2025: التحول نحو الاستدامة
أكد الخبير الآثاري الدكتور عبد الرحيم ريحان أن احتفال هذا العام يأتي تحت شعار السياحة والتحول المستدام، وهو ما يعكس دور السياحة في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وشهدت محافظة الأقصر احتفالات كرنفالية ضخمة في ساحة معبد الكرنك، بمشاركة فرق فنية وفلكلورية تراثية، فيما استقبلت مكتبة مصر العامة في واحة سيوة وفودا من السائحين ضمن فعاليات اليوم العالمي.
المتحف المصري الكبير.. أيقونة جديدة على خريطة السياحة العالمية
وفي إطار الاحتفالات، نشر المتحف المصري الكبير فيديو خاصا يبرز جمال المتحف وتجربة الزوار، تمهيدا لافتتاحه الرسمي في نوفمبر المقبل.
وأكدت إدارة المتحف أن كل رحلة تبدأ بشغف الاكتشاف، مشيرة إلى أن الزائر يعيش تجربة فريدة تجمع بين التاريخ والتقنيات الحديثة في عرض الآثار.
حجر رشيد.. مفتاح الحضارة المصرية القديمة
يرتبط يوم السياحة العالمي هذا العام بقصة فك رموز حجر رشيد، الذي ساهم في كشف أسرار الكتابة الهيروغليفية، ويقول الخبير السياحي محمد كارم إن هذا الحدث التاريخي يمنح مصر مكانة خاصة، حيث تمزج بين التاريخ العريق والحضارة الحديثة.
فالحجر الذي اكتشف في مدينة رشيد عام 1799، يتضمن نصا بثلاث لغات الهيروغليفية (لغة الكهنة)، الديموطيقية (لغة الشعب)، واليونانية (لغة الحكام)، وقد ساهم العالم الفرنسي شامبليون في فك رموزه عام 1822، ليفتح بذلك باب فهم الحضارة المصرية القديمة.
حجر رشيد وقضية عودته إلى موطنه الأصلي
يشير الدكتور ريحان إلى أن حجر رشيد، المعروض حاليا في المتحف البريطاني منذ عام 1802، خرج من مصر في ظروف استعمارية دون أي سند قانوني أو إذن رسمي، ويؤكد أن استعادة هذا الأثر تعد مطلبا عادلا لاسترداد جزء من الهوية الثقافية المصرية.
السياحة الثقافية المصرية.. جسر بين الماضي والمستقبل
تؤكد هذه الاحتفالات أن السياحة في مصر ليست مجرد زيارة لمواقع أثرية، بل تجربة روحية وثقافية تربط الإنسان بجذوره، فكل حجر ونقش يروي قصة حضارة خالدة، تجعل من مصر مقصداً سياحيا عالميا ومركز إشعاع حضاري لا يضاهى.