في العصر الرقمي، أصبح استخدام الأطفال للهواتف الذكية أمرًا شائعًا، ومع ذلك يواجه الأهل مشاكل بسبب الإدمان المبكر على الشاشات.
الدراسات الحديثة تظهر أن الأطفال يتأثرون بشدة بالمحفزات الرقمية، إذ تنشط الشاشات دوائر المكافأة في الدماغ مثل تأثير المواد المنشطة.
ونتيجة لذلك، يصبح الطفل مرتبطًا بالإثارة اللحظية، ويضعف تركيزه، كما تزيد تقلباته المزاجية بشكل ملحوظ.
ويشير الخبراء إلى أن الطريقة التي يقدم بها الهاتف للطفل تؤثر مباشرة على سلوكه.
فإذا استخدم الطفل الهاتف كوسيلة للترفيه المستمر أو للتهدئة، يتحول الجهاز إلى ملاذ نفسي يصعب التخلي عنه.
بينما عند تقديم الهاتف كأداة للتعلم والتواصل المحدود، تقل احتمالات الإدمان.
لذلك ينصح الخبراء بعدم منح الهاتف للأطفال قبل سن العاشرة.
لأن الطفل في هذه المرحلة يفتقد مهارات التحكم الذاتي ومقاومة الإغراءات الرقمية.
أضرار إدمان الهاتف كثيرة وتشمل التأخر الإدراكي والحسي، والمشاكل السلوكية والاجتماعية.
وتأثيره على التحصيل الدراسي والنوم والصحة العامة، بما في ذلك صحة العينين.
ومن ثم، ينصح الأهل بتوفير بيئة متوازنة، وتشجيع الأطفال على اللعب في الهواء الطلق.
وممارسة الأنشطة العائلية بعيدًا عن الشاشات، لتعزيز التواصل الاجتماعي وإعادة التوازن النفسي.
يمكن للأهل اتباع خطوات عملية للحد من الإدمان، مثل التحدث مع الطفل بهدوء حول أضرار الهاتف.
وتقليل الوقت أمام الشاشة تدريجيًا، مع تحديد مواعيد للنوم والدراسة والنزهات خالية من الأجهزة.
كما يساعد إشراك الطفل في وضع قواعد الاستخدام اليومية على شعوره بالمسؤولية.
بالإضافة إلى ذلك، يجب تقسيم وقت الطفل بين الترفيه والمهام التعليمية لتعزيز شعوره بالتنوع، والتحكم في يومه، وإدارة استخدام الهاتف بذكاء.
ويؤكد الخبراء أن العقاب والتوبيخ يزيدان تعلق الطفل بالجهاز، لذلك، يجب خلق بدائل ممتعة وواقعية تملأ فراغ الهاتف.
وتشجع الطفل على التفاعل الاجتماعي والنشاط البدني، ما يعيد له شعور السيطرة ويقلل الاعتماد النفسي على الشاشات.

