توقعت خبيرة الطاقة فاندانا شو، أن تشهد الأسواق توقفا قصير الأجل وفوريافي تدفقات النفط الروسي، بعد العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة ،وأوضحت أن واشنطن لا تستهدف قطع الإمدادات بالكامل، بل تضييق الخناق على موسكو ماليا عبر رفع تكاليف النقل والدفع.
تعقيدات في النقل والدفع
من جانبه، أشار روبرت ماكنالي، رئيس شركة Rapidan Energy Group، إلى أن العقوبات ستجبر المشترين على إيجاد قنوات بديلة معقدة لنقل النفط وتسوية المدفوعات، وأضاف أن الهدف الأميركي يتمثل في تقليص أرباح روسيا دون وقف صادراتها كليا، ما يجعل العقوبات أكثر تأثيرا وأقل صدامًا في الوقت نفسه.
خيارات محدودة أمام آسيا
ويرى محللون أن الصين والهند، أبرز المستوردين للنفط الروسي، لن يكون أمامهما سوى الاعتماد على الإمدادات القادمة من الولايات المتحدة ودول أوبك، وتشير التقديرات إلى أن السعودية ،تمتلك طاقة إنتاجية فائضة يمكنها تغطية جزء من الفجوة، غير أن ذلك سيؤدي إلى زيادة الأسعار العالمية نتيجة ارتفاع الطلب، على الإمدادات غير الخاضعة للعقوبات.
ارتفاع ملحوظ في الأسعار
وسرعان ما انعكست العقوبات على الأسواق العالمية، إذ ارتفع خام برنت بنسبة 5.5% ليصل إلى 66 دولارا للبرميل، فيما صعد الخام الأميركي بنسبة 6.07% مسجلا 62 دولارا للبرميل.
ويرى خبراء أن هذه القفزة تعكس حالة القلق من اضطرابات الإمدادات، إضافة إلى المخاوف من تشديد القيود على التجارة النفطية الروسية.
تحول جذري عن آلية الحد السعري
تختلف العقوبات الحالية، عن آلية الحد السعري السابقة التي سمحت بتداول النفط الروسي، طالما ظل سعره دون 60 دولارا. أما الآن، فالإجراءات الجديدة تحظر الشراء بالكامل بغض النظر عن السعر، ما يمثل تحولا جذريا في السياسة الأميركية تجاه موسكو.
وقالت فاندانا هاري، مؤسسة Vanda Insights،هذا ملف عالي الحساسية، وواشنطن لا يمكن أن تظهر بمظهر النمر الورقي، مشيرة إلى أن الاتجاه السياسي القادم قد يتغير كليا، فمكالمة واحدة بين ترامب وبوتين كفيلة بقلب المعادلة رأسا على عقب.

