• facebook
  • twitter
  • google+
  • youtube
  • rss
أحدث الأخبار|

إثيوبيا تعلن افتتاح سد النهضة في سبتمبر وتدعو مصر والسودان وسط أزمات داخلية وضغوط إقليمية "من أميركا إلى العالم.. Beewise تطلق أول بيت نحل روبوتي" عاجل نيران كريت تلتهم الغابات.. والآلاف يفرّون من منازلهم زلزال كل ساعة".. 900 هزة تضرب توكارا اليابانية في أسبوعين! عاجل | الداخلية في غزة: مؤسسة مشبوهة تنتهك كرامة الناس باسم الإنسانية فوضى جوية في فرنسا: إضراب المراقبين يشل مطارات باريس ويهدد عطلات الآلاف ماكرون وبوتين يناقشان أزمات العالم: أوكرانيا والملف النووي الإيراني في الواجهة ترامب يهاجم ممداني: لن نسمح لـ"شيوعي" أن يحكم نيويورك! تلغيم مضيق هرمز.. ورقة ضغط إيرانية تهدد أمن الطاقة العالمي "مصر تربط آسيا وأفريقيا وأوروبا بكابل إنترنت عملاق شواطئ مصر تُطلق صافرات الإنذار.. البحر ينحسر والموج يعلو "حر أوروبا يشتد.. العالم يتأقلم" "مصر تواجه أمطارًا صيفية غير مسبوقة.. هل تنذر الظاهرة بتغيرات مناخية خطيرة؟" مصر وقطر تصنعان فرصة سلام حقيقية.. ترامب يكشف عن خطوة نهائية لإنهاء الحرب الصين تحتفل بالذكرى الـ80 لنهاية الحرب العالمية الثانية بعرض عسكري مهيب يهزّ العالم

الأربعاء 27/02/2019 - 03:26 بتوقيت نيويورك

حراك الطلاب الجزائريين.. كسر لجدار الصمت رفضا لترشح بوتفليقة

حراك الطلاب الجزائريين.. كسر لجدار الصمت رفضا لترشح بوتفليقة

المصدر / وكالات - هيا

فاطمة حمدي-الجزائر

يحمل حقيبة على ظهره، يغطي وجهه بعلم الجزائر، يعتلي أكتاف زميله ويصرخ "استجيبوا للنداء"، وأيضا "نحن من لبى نداها عندما اشتد بلاها.. واندفعنا لفداها والمنايا صارخات، نحن طلاب الجزائر، نحن للمجد بناة" علا صوت الطالب محمد برفقة زملائه في مختلف جامعات الجزائر، وتوحدت الحناجر على حبل واحد، في مشهد يشبه وصف شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا للطالب في قصيدته.

لم يكتف الطالب محمد (23 سنة) بالهتاف ليجهد حباله الصوتية التي ما عادت قادرة على العطاء أكثر بقدر ملامحه وهو يحمل ورقة حمراء في يده، بل ردد وهو على أكتاف زميله "حان الوقت ليرحل رئيس صمتنا على انتهاكه للدستور عشر سنوات".

ويقول محمد -الذي صعد بالعلم الجزائري نحو نقطة مرتفعة قبالة الطريق السريع المحاذي لجامعة الجزائر3- إنه يريد أن يخرج الجميع "عن صمته ويكسر الخوف الذي حاولوا زرعه فينا، فأنبت قوة وعزيمة، لأننا أرض بور إن ارتبط الموضوع بالذل".

ويجمع الطلبة المناهضون لترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية خامسة على أن "الشعب الذي صمت عشرين سنة ماضية حان ليحسم الأمور في اتجاه ما يطمح إليه".

أعلن الطلبة المشاركون في الوقفات الحاشدة التي نظمت أمس الثلاثاء في مختلف جامعات الجزائر عن تلبيتهم نداء "جمعة التأكيد" ليعلنوا مواصلة احتجاجاتهم.

وتتضارب آراء المراقبين بشأن ما يحمله خروج الطلبة الجزائريين في مظاهرات سلمية بجامعاتهم من دلالات، بين من يراها لا تختلف عن رأي المناهضين من الشعب، وبين من يربط أحداث التاريخ الجزائري بالحراك الطلابي الذي كان يرسم في كل مرة منعرجا جديدا بتاريخ البلاد.

البعض يرى أن تواصل احتجاجات الطلاب على ترشح بوتفليقة للمرة الخامسة لانتخابات الرئاسة دلالة على مناهضة سياسة فرض الأمر الواقع (الجزيرة)

في واحد من مشاهد الوعي السياسي والمجتمعي خرج الطلبة الرافضون للعهدة الخامسة لبوتفليقة، ليعيدوا بذلك مشاهد مفصلية في تاريخ البلاد كتبها الطلاب.

جيل الاستقلال

لا يتقبل المشاركون في المسيرات السلمية رئيسا من جيل الثورة الجزائرية "أنهك العمر والمرض قواه"، ويرى الطلاب المناهضون لترشح بوتفليقة أن "في الجزائر قيادات شابة قادرة على السير بالبلاد نحو ضفة أكثر هدوءا وأمانا".

وتتساءل آمال (26 سنة) -وهي طالبة إعلام واتصال- عن سبب "تمسك السلطة ببوتفليقة رغم أن الساحة السياسية في الجزائر تعج بالأسماء التي من شأنها أن تعطي نفسا جديدا للجو السياسي بالبلاد"، ورفعت لافتة كتب فيها "ارحل.. أو نرحل".

وتحركت الجامعات الجزائرية أمس ليس للمناداة باسترجاع حقوق الطالب، ولا للبحث عن حلول لوضع التعليم العالي بالبلاد، وإنما للصراخ بصوت واحد "يكفي يكفي.. يا رئيس ارحل"، في احتشاد اعتبره المتابعون حدثا مفصليا في التاريخ الراهن لبلد المليون شهيد، حيث ارتبط تحرك الطلبة في الجزائر بمنعرجات التغيير في البلاد منذ ثورة التحرير المجيدة.

وتخوفا من عدم الاستجابة للمسيرات السلمية، نادى الطلاب في خروجهم الاحتجاجي للعصيان المدني إلى الضغط على المجلس الدستوري (المحكمة الدستورية)، ليكون مستقلا ويرفض ملف ترشح بوتفليقة الذي قاد البلاد لمدة عشرين سنة.

ويضيف سيف الدين (25 سنة) -وهو طالب في كلية الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر3- أن "المسألة تجاوزت البحث عن وقف تمرير ترشح بوتفليقة لعهدة خامسة، بل لإعادة الاعتبار لشعب وتاريخ بأكملهما تم المساس بهما".

الأمر الواقع

يرى الناشط الحقوقي والمحامي عبد الغني بادي أن خروج الطالب ما هو إلا واحدة من الحلقات المتواصلة الرافضة لترشح بوتفليقة للمرة الخامسة، مشيرا إلى أن دلالات احتجاجات الطلاب واضحة جدا، وهي أن ترشح بوتفليقة يلقى رفضا وشجبا واستنكارا واسعا داخل كل شرائح المجتمع الجزائري.

وأضاف بادي -الذي يترأس الرابطة الوطنية لحقوق الإنسان- في حديث للجزيرة نت أن الطلبة يعبرون عن رفضهم منطق الأمر الواقع الذي تفرضه السلطة منذ سنوات على الشعب الجزائري، مشيرا إلى أن السلطة بالجزائر تحاول تجاهل مطالب الشارع وتقزيمها.

ويقول الناشط الحقوقي "اليوم هناك وعي بالمسؤولية داخل كل فئات المجتمع التي نراها أكثر عزما وإصرارا على اختيار سلطتها، ورفض التدجين والتهجين الذي سارت به السلطة لعقدين من حكم بوتفليقة".

من جهة أخرى، أشار الإعلامي والناشط السياسي عبد الوكيل بلام إلى أن الحراك الطلابي ما هو إلا هبة طبيعية استجابة لنداءات النشطاء عبر شبكات التواصل الاجتماعي للتعبير عن رفضهم بطريقة سلمية ترشح بوتفليقة لولاية خامسة.

ويرى بلام أن الحراك الطلابي هو منعرج مصيري في مسار الجزائر يعلن عن "ميلاد جيل جديد من السياسيين، ونهاية جيل من قبلهم استنفد كل طاقاته في التغيير".

وأضاف الإعلامي الجزائري أنه من رحم هذه الاحتجاجات سيولد جيل من الشباب المؤمنين بضرورة التغيير، وأهمية الحريات ووجوب التداول على السلطة التي يرى نفسه أهلا لها، ويجب أن تمنح له أو أن ينتزعها بكل وسائل النضال السلمي‎.

التعليقات