المصدر / القاهرة: غربة ينوز
في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، أعلن عدد من قدامى المحاربين الأمريكيين ونشطاء السلام عن بدء إضراب مفتوح عن الطعام يستمر لمدة 40 يومًا، أمام مقر البعثة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في مدينة نيويورك، تعبيرًا عن تضامنهم مع المدنيين في قطاع غزة الذين يواجهون كارثة إنسانية متفاقمة نتيجة الحرب المستمرة.
ويشارك في الإضراب، الذي بدأ الجمعة، أكثر من 600 متطوع من مختلف الولايات الأمريكية، سجّلوا أسماءهم للانضمام تباعًا إلى المبادرة التي أطلقها نشطاء من منظمات مناهضة للحرب، أبرزها "جمعية قدامى المحاربين من أجل السلام".
وقال مايك فيرنر، الرئيس السابق للجمعية وأحد منظمي التحرك، إن المشاركين في الإضراب لن يستهلكوا أكثر من 250 سعرة حرارية يوميًا، وهو ما يعادل الحد الأدنى الذي يُضطر إليه كثير من سكان غزة للبقاء على قيد الحياة وسط الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية.
وأضاف فيرنر: "نسعى من خلال هذه الخطوة للضغط من أجل تحقيق مطلبين رئيسيين: فتح ممرات إنسانية عاجلة لتقديم المساعدات تحت إشراف الأمم المتحدة، ووقف الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل، الذي يسهم في استمرار الحرب وتوسيع رقعة الدمار والمعاناة".
من جهته، قال فيل توتنهام، الجندي السابق في مشاة البحرية الأمريكية والذي شارك في عدة مهام عسكرية، إنه يشعر بمسؤولية أخلاقية تجاه ما يحدث في غزة، واصفًا سياسة تجويع المدنيين بأنها "جريمة حرب لا يمكن الصمت عنها".
أما الكاتبة والناشطة ديانا أوسترايش، التي خدمت كطبيبة عسكرية في العراق، فقد أكدت أن مشاركتها تأتي من منطلق إيمانها بالعدالة والسلام، قائلة: "خبرتي العسكرية علمتني أن العنف لا يبني مجتمعات، وما نفعله هنا هو محاولة لصنع صوت مختلف... صوت للحياة وليس للموت".
ويحمل هذا الإضراب رسالة إنسانية وسياسية مزدوجة، إذ يعكس غضبًا شعبيًا متزايدًا داخل الولايات المتحدة إزاء استمرار الدعم غير المشروط لإسرائيل، ويطرح تساؤلات أخلاقية حول مسؤولية واشنطن في ما يصفه البعض بـ"النكبة المتجددة" التي يعيشها الفلسطينيون في غزة.