المصدر / سمر فتحي
اليابان تلغي اجتماعًا أمنيًا مع واشنطن بسبب خلاف على الإنفاق الدفاعي
أفادت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أن الحكومة اليابانية قررت إلغاء اجتماع أمني سنوي رفيع المستوى مع الولايات المتحدة، كان مقررًا عقده في الأول من يوليو المقبل بالعاصمة الأمريكية واشنطن، وذلك على خلفية تصاعد الخلافات بشأن مطالب واشنطن بزيادة الإنفاق الدفاعي الياباني.
ووفقًا للتقرير، فإن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طالبت طوكيو برفع إنفاقها الدفاعي إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي، متجاوزة بذلك الطلب السابق الذي بلغ 3%، وهو ما اعتبرته اليابان ضغطًا غير مقبول. كما أشارت صحيفة “نيكي” اليابانية إلى أن واشنطن تطالب بعض حلفائها الآسيويين، بما في ذلك اليابان، برفع النسبة إلى 5%.
وكان من المفترض أن يشارك في الاجتماع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ووزير الدفاع بيت هيجسيث إلى جانب نظيريهما اليابانيين تاكيشي إوايا وجن ناكاتاني ضمن إطار محادثات “2+2” الأمنية السنوية، إلا أن طوكيو انسحبت من اللقاء، وفقًا لمصادر مطلعة لم تُسمِّها الصحيفة.
وفي المقابل، نفى مسؤول في وزارة الخارجية اليابانية، طلب عدم كشف هويته، أن تكون هناك مناقشات رسمية بشأن نسب إنفاق محددة مثل 3.5% أو 5%، موضحًا أن تنسيق مثل هذه الاجتماعات معقد بطبيعته، خاصة في ظل انشغال وزير الدفاع الأمريكي بالأزمة الجارية في الشرق الأوسط.
من جانبه، قال مسؤول أمريكي إن اليابان “أرجأت” المحادثات منذ عدة أسابيع دون تقديم تفسير، بينما رفضت وزارة الخارجية الأمريكية التعليق على تقرير فاينانشيال تايمز، كما لم تصدر تعليقات رسمية من وزارة الدفاع الأمريكية أو السفارة اليابانية في واشنطن.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن الطلب الأمريكي الأخير بزيادة الإنفاق تم تقديمه مؤخرًا من قبل إلبريدج كولبي، ثالث أعلى مسؤول في البنتاجون، والذي كان قد أثار مؤخرًا أيضًا غضب أستراليا بإعادة النظر في مشروع تزويدها بغواصات نووية.
وفي وقت سابق، رد رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا على هذه المطالب بالقول إن “الدول الأخرى لا تملي على اليابان ميزانيتها الدفاعية”، مؤكدًا تمسك طوكيو بسيادتها في رسم سياساتها الدفاعية، لا سيما في ظل تصاعد التوترات مع الصين.
ويأتي قرار الإلغاء أيضًا في توقيت حساس قبيل الانتخابات اليابانية المرتقبة لمجلس الشيوخ في 20 يوليو، التي تُعد اختبارًا هامًا لتحالف إيشيبا الحاكم، بالإضافة إلى تزامنه مع التحضير لقمة حلف الناتو المرتقبة، والتي من المتوقع أن يشدد فيها ترامب ضغوطه على الحلفاء الأوروبيين لزيادة مساهماتهم الدفاعية إلى 5% من الناتج المحلي.