المصدر / سمر فتحي
في ذكرى ميلاده.. برنارد شو الذي سخر من نوبل وكتب عن دنشواي
في مثل هذا اليوم 26 يوليو من عام 1856، وُلد أحد أعمدة الأدب والفكر في العالم، الفيلسوف والكاتب الأيرلندي جورج برنارد شو، الذي ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ المسرح والأدب، بفضل أعماله الجريئة وأفكاره الثورية.
ألف شو أكثر من 60 مسرحية خلال مسيرته، لكن تبقى مسرحيته الأشهر “بجماليون” علامة فارقة في تاريخه، إذ نُقلت إلى السينما عام 1938، وفاز عنها بجائزة الأوسكار لأفضل سيناريو. وواصلت المسرحية رحلتها الفنية عندما تحولت إلى عرض موسيقي شهير، عُرض لأول مرة على مسرح برودواي عام 1956، ثم إلى فيلم غنائي عام 1964 من بطولة أودري هيبورن وريكس هاريسون.
لكن شهرة برنارد شو لم تكن أدبية فقط، بل ارتبط اسمه بالمواقف الإنسانية والسياسية. فعندما فاز بجائزة نوبل للأدب عام 1925، كان أول من يرفض استلامها، قائلاً بسخرية لاذعة:
“أغفر لنوبل اختراعه الديناميت، لكن لا أغفر له تأسيس هذه الجائزة، أنا أكتب لمن يقرأ، لا لأحصل على جائزة.”
ورغم ذلك، قبل لاحقًا التكريم وتبرع بقيمة الجائزة.
ومن أبرز مواقفه التي خلدها التاريخ، تناوله لـ حادثة دنشواي الشهيرة، حين كتب عنها فصلًا مطولًا في مقدمة روايته “جزيرة جون بول الأخرى”. وصف شو قسوة الإنجليز في التعامل مع الفلاحين المصريين، وقال إن رد فعلهم لم يكن ليختلف عن أي فلاحين إنجليز لو تعرضوا لنفس الإهانة. موقفه الإنساني هذا جلب عليه سخط المستعمرين، وكاد اسمه أن يُقرن بـ”دنشواي” بسبب الجرأة التي عبّر بها عن رفضه للظلم.
برنارد شو لم يكن مجرد كاتب مسرحي، بل صوت للعدالة وضمير حرّ، ظل صدى أفكاره يتردد حتى بعد رحيله.