المصدر / شيماء مصطفى
تصعيد عسكري إسرائيلي يواكب تحركات دبلوماسية مصرية لإحياء مقترح هدنة في غزة
في مشهد تتقاطع فيه رائحة البارود مع حرارة المفاوضات، تشهد القاهرة منذ صباح الأربعاء اجتماعات فلسطينية مكثفة بمشاركة ممثلين عن الفصائل وقيادات من حركة فتح والقيادة الفلسطينية لبحث مستقبل غزة ومحاولة بلورة موقف موحد في ظل واحدة من أكثر المراحل دموية منذ بدء الحرب المستمرة منذ 22 شهرا. وأكدت مصادر مطلعة أن مصر تتحرك على أكثر من خط بالتنسيق مع السعودية والإمارات والأردن في محاولة لفتح نافذة نحو التهدئة.
بالتوازي، كشف الجيش الإسرائيلي عن مصادقة رئيس الأركان إيال زامير على ما وصفه بـالفكرة المركزية لخطة الهجوم في غزة خلال اجتماع ضم كبار قادة الأركان والشاباك وأجهزة أمنية أخرى، حيث استعرضت خلاله العمليات الأخيرة، أبرزها الهجوم العنيف على حي الزيتون جنوب شرق غزة. البيان العسكري أوضح أن الخطة تأتي استجابة لتوجيهات المستوى السياسي، من دون تحديد موعد انطلاقها، وسط مؤشرات على اقتراب مرحلة جديدة من الحرب.
وتتزامن هذه التطورات مع وصول وفد قيادي من حركة حماس إلى القاهرة حاملا مقترحا جديدا لوقف إطلاق النار لمدة ستين يوما، يتضمن الإفراج عن بعض الرهائن والمعتقلين وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية بلا قيود، في إطار جهود مصرية وقطرية وأميركية لانتزاع هدنة مؤقتة.
على الأرض، تواصلت الغارات الإسرائيلية العنيفة التي استهدفت عدة مناطق في القطاع، أبرزها خان يونس والزيتون، مستخدمة قنابل شديدة الانفجار أسفرت عن تسوية منازل كاملة بالأرض. الدفاع المدني في غزة وصف المشهد بـ الخطير جدا مؤكدا أن بعض الضربات دمرت خمسة منازل دفعة واحدة. وفي حصيلة دامية، أعلنت المصادر الطبية مقتل 73 شخصا منذ فجر الثلاثاء، بينهم مدنيون كانوا بانتظار المساعدات الغذائية جنوبي خان يونس وشرق دير البلح.
من جهة أخرى، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الوضع الصحي في غزة بلغ مستوى كارثي، حيث نفد أكثر من نصف الأدوية الأساسية، بينما الإمدادات الطبية التي دخلت القطاع أقل بكثير من الحاجة الفعلية. الأمم المتحدة بدورها تواصل التحذير من خطر المجاعة، في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف عملياتها التي خلفت منذ السابع من أكتوبر 2023 أكثر من 61599 قتيلا في القطاع، معظمهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة في غزة، مقابل 1219 قتيلا في إسرائيل في هجوم حماس غير المسبوق.