المصدر / شيماء مصطفى
تداعيات سياسية وعسكرية تهدد استقرار المنطقة
شهدت منطقة الخليج تطورا خطيرا بعد الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت العاصمة القطرية الدوحة في التاسع من سبتمبر 2025، هذا الهجوم الذي أدى إلى سقوط قتلى وجرحى أعاد طرح تساؤلات حول مستقبل الاستقرار الإقليمي والعلاقات بين إسرائيل ودول المنطقة.
مجلس حقوق الإنسان يدخل على الخط
أعلن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أنه سيعقد جلسة نقاش طارئة يوم الثلاثاء استجابة لطلب تقدمت به باكستان نيابة عن منظمة التعاون الإسلامي والكويت نيابة عن مجلس التعاون الخليجي، الهدف من الاجتماع هو بحث التداعيات القانونية والسياسية للغارة التي وصفتها عدة دول بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي.
قمة عربية وإسلامية في الدوحة
تستضيف قطر اليوم قمة استثنائية يشارك فيها قادة وممثلون عن سبع وخمسين دولة عربية وإسلامية. القمة تبحث سبل الرد على الهجوم وتنسيق المواقف في مواجهة التصعيد الإسرائيلي، مشروع البيان الختامي يتضمن إدانة واضحة للعدوان ويحذر من أن استمرار الممارسات الإسرائيلية يهدد فرص السلام ويقوض مسار التطبيع والاتفاقات القائمة والمستقبلية مع تل أبيب.
موقف الدوحة ودعوات للمحاسبة
رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني دعا المجتمع الدولي إلى معاقبة إسرائيل على ما وصفه بالعدوان العسكري، وأكد أن بلاده ستواصل جهود الوساطة بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة من أجل وقف الحرب في غزة ،قطر شددت على أن استهداف أراضيها يمثل محاولة لإفشال المبادرات القائمة لإعادة الهدوء إلى القطاع.
تفاصيل الهجوم وأبعاده
الهجوم الإسرائيلي استهدف منطقة سكنية في الدوحة وأدى إلى مقتل ستة أشخاص بينهم ضابط أمن قطري ونجل القيادي البارز في حركة حماس خليل الحية. وأعلنت الحركة أن قيادتها العليا نجت من محاولة اغتيال كانت تهدف إلى إرباك جهود الوساطة. استهداف شخصية بحجم خليل الحية يعكس رغبة إسرائيل في توجيه ضربة قاسية للبنية القيادية لحماس حتى خارج غزة.
ردود فعل إقليمية ودولية
السعودية وصفت الغارة بأنها انتهاك فاضح للأعراف الدولية، جامعة الدول العربية اعتبرت انعقاد القمة رسالة بأن قطر ليست وحدها وأن الدول العربية والإسلامية تقف إلى جانبها، اللافت أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وجه انتقادا نادرا لإسرائيل وأكد أن قطر حليف مهم للولايات المتحدة وأن أمنها يجب أن يكون مصانا.
حسابات إسرائيل والانعكاسات المستقبلية
يبدو أن إسرائيل تسعى من خلال هذا الهجوم إلى الضغط على حماس وقطع خطوط الإمداد والدعم التي توفرها بعض الدول ، إلا أن هذه العملية قد تؤدي إلى نتائج عكسية إذ إنها دفعت عددا من العواصم العربية والإسلامية إلى توحيد موقفها ورفع سقف مطالبها في المحافل الدولية، استمرار هذا النهج قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التوتر في الخليج وشرق المتوسط.
خلاصة
الهجوم الإسرائيلي على الدوحة يمثل نقطة تحول في مسار الصراع الإقليمي، فإلى جانب مخاطره العسكرية المباشرة، أعاد هذا التطور خلط الأوراق الدبلوماسية وأجبر العديد من الأطراف على إعادة حساباتها، الأيام المقبلة ستكشف إن كانت الجهود الدولية قادرة على احتواء الأزمة أم أن المنطقة تتجه إلى مزيد من التصعيد.