تراجعت أسعار خام الحديد في تداولات اليوم الجمعة في سنغافورة، مع استمرار الضغوط على أرباح مصانع الصلب الصينية،وجاء هذا الانخفاض في ظل تراجع الطلب داخل الصين، أكبر سوق للصلب في العالم، وازدياد حالة الغموض حول مستقبل الاقتصاد العالمي.
انخفاض العقود المستقبلية في سنغافورة:
سجلت العقود المستقبلية لخام الحديد في بورصة سنغافورة تراجعًا بنسبة 1.4% لتصل إلى 103.20 دولارًا للطن،ويتجه المعدن نحو ثاني خسارة أسبوعية متتالية، مع تقييم المتعاملين لتباطؤ الطلب المحلي الصيني وتراجع النشاط الصناعي،ويرى محللون أن الأسعار تواجه ضغوطًا من زيادة المعروض وتراجع هوامش أرباح مصانع الصلب.
مستوى دعم حرج عند 100 دولار للطن:
يقترب خام الحديد من مستوى دعم حرج يبلغ 100 دولار للطن خلال الربع الرابع من عام 2025،ويعود ذلك إلى ضعف الاستثمارات الصينية في الأصول الثابتة وتراجع أرباح مصانع الصلب،ويعد هذا التراجع يعكس هشاشة الأساسيات التي تحكم السوق في الوقت الراهن،وقالت وكالة بلومبرغ إنتليجنس إن انخفاض أسعار الصلب داخل الصين أعاد العديد من المصانع إلى دائرة الخسائر.
زيادة المخزون وتباطؤ الشراء:
أظهرت بيانات صادرة عن شركة مايستيل الصينية للاستشارات ارتفاع مخزون خام الحديد لدى المصانع والموانئ،وجاء هذا الارتفاع بعد زيادة الواردات إلى مستوى قياسي الشهر الماضي،كما تستعد الأسواق لاستقبال أول شحنة من مشروع سيماندو العملاق في غينيا، ما قد يزيد المعروض العالمي خلال الأشهر المقبلة،وأشارت مؤسسة بي إم آي التابعة لمجموعة فيتش إلى أن تراكم المخزون دفع مصانع الصلب في البر الرئيسي الصيني إلى خفض مشترياتها،وترى المؤسسة أن ضعف الطلب المحلي سيستمر في الضغط على الأسعار حتى نهاية العام.
استمرار التراجع في منتصف التعاملات:
في منتصف جلسة التداول، تراجعت العقود المستقبلية مجددًا بنسبة 0.9% لتسجل 103.75 دولارًا للطن،كما انخفضت العقود المقومة باليوان في بورصة داليان، إلى جانب تراجع عقود الصلب في بورصة شنغهاي،ويشير هذا الأداء إلى استمرار الاتجاه الهابط في أسواق المعادن الصناعية الآسيوية.
تراجع المعادن الأساسية في لندن:
وامتدت موجة الهبوط إلى بورصة لندن للمعادن، حيث قلصت المعادن الأساسية مكاسبها المحققة هذا الأسبوع،وهبط سعر الألومنيوم بنسبة 0.2% بعد أن أغلق أمس عند أعلى مستوى له في أكثر من ثلاث سنوات،كما تراجع النحاس بالنسبة نفسها، متأثرًا بتراجع النشاط الصناعي العالمي وضعف مؤشرات التصنيع الأوروبية.
نظرة عامة على السوق:
يرى الخبراء أن تراجع أسعار خام الحديد يعكس ضعف الطلب الصيني واستمرار تباطؤ الاقتصاد العالمي،ويؤكدون أن الأسعار قد تظل ضمن نطاق ضيق بين 100 و105 دولارات للطن خلال الأسابيع المقبلة، ما لم تظهر إشارات تحفيزية من الحكومة الصينية،كما أن بدء إنتاج مشروع سيماندو الغيني قد يضيف ضغوطًا جديدة على السوق، في وقت يعاني فيه القطاع من وفرة المعروض،وبهذا،يواصل خام الحديد تسجيل خسائر أسبوعية متتالية، في ظل غياب المحفزات الاقتصادية وتراجع شهية المستثمرين تجاه المعادن الصناعية.

