أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا أساسيًا من حياة المراهقين اليوم.
يقضون ساعات طويلة في تصفح المنشورات ومشاهدة الفيديوهات ومتابعة المؤثرين.
ورغم أن هذه المنصات تساعدهم على التعبير عن أنفسهم والتواصل مع الآخرين، فإنها تسبب أحيانًا آثارًا نفسية سلبية.
أثبتت دراسات كثيرة أن الإفراط في استخدام وسائل التواصل يزيد من القلق والاكتئاب.
فالمراهق الذي يشاهد باستمرار صورًا مثالية لأصدقائه قد يشعر بعدم الرضا عن حياته، ويقارن نفسه بالآخرين، مما يقلل ثقته بنفسه ويضعف احترامه لذاته.
توضح أخصائية علم النفس أنو جويل أن هذا السلوك يجعل المراهقين أكثر عرضة لمشاعر النقص والعزلة.
وترى أن الصور والفيديوهات التي تُظهر معايير جمال غير واقعية تضر بنظرتهم لأجسامهم.
وأكدت دراسة حديثة أن تقليل استخدام وسائل التواصل بنسبة 50% فقط لأسابيع قليلة يحسن نظرة المراهقين لأنفسهم ويزيد رضاهم عن مظهرهم.
كما يعاني كثير من المراهقين من إدمان هذه المنصات، فيجدون صعوبة في الابتعاد عن هواتفهم.
يؤدي ذلك إلى ضعف التركيز وقلة النوم وتراجع الأداء الدراسي. ويزيد أيضًا خطر مشاركة المعلومات الشخصية التي قد تُستخدم في سرقة البيانات أو انتهاك الخصوصية.
ينصح خبراء النفس المراهقين بوضع حدود واضحة لاستخدام الإنترنت.
من الأفضل تحديد وقت يومي محدد، وتعطيل الإشعارات التي تدفع لفتح التطبيقات كثيرًا.
كما يُفضل تخصيص وقت للأنشطة الواقعية مثل القراءة أو ممارسة الرياضة أو قضاء الوقت مع العائلة.
ويؤكد الخبراء أهمية فهم طريقة عمل خوارزميات المنصات، لأن المحتوى الذي يظهر لا يعكس دائمًا الواقع، بل يعتمد على ما يجذب الانتباه أكثر.
لذلك يجب التفكير قبل التفاعل وتصديق ما يُعرض على الشاشة.
في النهاية، تبقى وسائل التواصل الاجتماعي أداة نافعة إذا استخدمها المراهق بوعي واعتدال.
التوازن بين الحياة الواقعية والعالم الرقمي يساعد على الحفاظ على الصحة النفسية والعيش بسعادة وثقة في هذا العصر السريع.

