٢٨ أكتوبر ٢٠٢٥
في تصعيد جديد بين إسرائيل وحماس، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحركة بـ تسليم رفات رهينة سبق استعادته، مؤكدًا أن هذا التصرف يمثل خداعًا وانتهاكًا صارخًا لاتفاق الهدنة في غزة.
وأعلن نتنياهو أن حكومته لن تصمت أمام هذا الفعل، وأن الجيش الإسرائيلي مستعد لرد فوري إذا لزم الأمر.
في المقابل، تواصل مصر وقطر جهود الوساطة لاحتواء الموقف ومنع تفاقم الأزمة.
توتر جديد بين إسرائيل وحماس بعد تسليم الرفات
شهدت العلاقات بين إسرائيل وحماس توترًا متزايدًا في ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٥ بعد إعلان نتنياهو أن حماس سلّمت لإسرائيل رفات رهينة سبق استعادته عام ٢٠٢٣.
وصرّح أن ما جرى تلاعب خطير بمشاعر عائلات الرهائن.
كما أوضح أن الاتفاق الموقّع في ١٠ أكتوبر ٢٠٢٥ ينص بوضوح على تسليم جميع جثث الرهائن الإسرائيليين مقابل تثبيت الهدنة وفتح المعابر الإنسانية.
نتنياهو: لن نتهاون مع الخداع في ملف الرهائن
قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن الرفات تعود إلى الرهينة أوفير تسرفاتي، الذي أعادته إسرائيل لعائلته عام ٢٠٢٣ بعد هجوم السابع من أكتوبر.
وأكد نتنياهو أن حماس سلّمت نفس الرفات مجددًا ضمن صفقة التبادل الأخيرة، معتبرًا ذلك خداعًا واضحًا للجانب الإسرائيلي.
وأضاف أن حكومته سترد بشكل مباشر إذا استمر هذا السلوك، وأن الجيش والأجهزة الأمنية يدرسان خيارات الرد بدقة.
اجتماع أمني طارئ في تل أبيب لبحث الرد الإسرائيلي
عقد نتنياهو اجتماعًا طارئًا في تل أبيب مع قادة الجيش الإسرائيلي والأمن لمناقشة الحادث. تناول الاجتماع خيارات الرد العسكري والسياسي على ما وصفه بـ الخرق الجسيم للاتفاق.
وأكد رئيس الأركان الإسرائيلي أن الجيش سيرد بقوة وحزم إذا ثبت أن حماس تعمّدت تسليم رفات رهينة سبق استعادتة.
بينما شدد نتنياهو على ضرورة التحقق من كل التفاصيل قبل أي تصعيد.
اشتباكات محدودة في رفح ورد مدفعي مكثف من الجيش
في الوقت نفسه، رصد الجيش الإسرائيلي اشتباكًا محدودًا في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأطلق مسلحون تابعون لحماس قذائف مضادة للدبابات ونيران قناصة، فردّ الجيش الإسرائيلي بقصف مدفعي عنيف استهدف مواقع الإطلاق.
وأوضح المتحدث العسكري أن القوات في حالة تأهب قصوى استعدادًا لأي تصعيد محتمل في المنطقة.
تحركات دبلوماسية إقليمية بعد الأزمة
ذكرت مصادر أن حكومة نتنياهو تدرس تجميد المساعدات الإنسانية إلى غزة وتعليق التنسيق الأمني مع الوسطاء.
كما أكدت أن إسرائيل تعيد تقييم تعاملها مع حماس. في المقابل، أجرت مصر اتصالات عاجلة لتثبيت الهدنة.
وأعلنت قطر استعدادها للتوسط مجددًا. بينما تتابع الولايات المتحدة التطورات وتدعو الجانبين إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد.
حماس تواجه صعوبات في تحديد هوية الرفات
حتى مساء ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٥، لم تُصدر حماس بيانًا رسميًا للرد على نتنياهو. إلا أن مصادر قريبة من الحركة أوضحت أن عملية تسليم رفات الرهائن تسير وفق اتفاق مسبق مع الوسطاء.
مشيرة إلى صعوبات كبيرة في تحديد هوية بعض الرفات نتيجة الدمار المتواصل داخل غزة.
وأضافت أن فرق الدفاع المدني تعمل وسط ظروف إنسانية بالغة الصعوبة لاستخراج الجثامين من تحت الأنقاض وتسليمها تدريجيًا بعد فحصها ميدانيًا.
أبعاد سياسية وإنسانية تهدد استمرار الهدنة في غزة
يُعد ملف الرهائن أهم بنود اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، الذي ينص على تبادل الأسرى والجثث برعاية مصر وقطر.
وأكدت مصادر مطلعة أن حماس ما زالت تحتفظ بـ ١٣ جثمانًا لرهائن إسرائيليين داخل القطاع، ما يجعل الملف إنسانيًا وسياسيًا بالغ الحساسية.
ويرى محللون سياسيون أن تصريحات نتنياهو بشأن تسليم رفات رهينة سبق استعادته قد تؤدي إلى توتر جديد يهدد الهدنة الهشة.
فيما حذر دبلوماسيون مصريون وقطريون من أن فشل تنفيذ الاتفاق قد يعيد الأزمة الإنسانية في غزة إلى الواجهة الدولية.

