غزة – 17 أكتوبر 2025
تسليم 120 جثمانًا لفلسطينيين من الجانب الإسرائيلي في غزة
أعلنت وزارة الصحة في غزة أنها تسلّمت نحو 120 جثمانًا لفلسطينيين من السلطات الإسرائيلية خلال الأيام الأخيرة، مؤكدة أن عددًا كبيرًا منها يحمل آثار تعذيب وتقييد، وفق بيان رسمي صدر عنها اليوم الجمعة 17 أكتوبر 2025.
وقالت الوزارة إن الأطقم الطبية لاحظت أن بعض الجثامين كانت مقيدة بالأغلال أو تحمل علامات ضرب وحروق واضحة، مشيرة إلى أن ذلك
يدل على تعرضها لانتهاكات جسيمة قبل الوفاة،ما أثار جدلًا واسعًا في قطاع غزة ودعوات لفتح تحقيق دولي فوري.
إصابات بالغة وصعوبات في التعرف على هوية الجثامين في غزة
أوضحت وزارة الصحة أن الفحوص الطبية الأولية أظهرت إصابات بالغة وحروقًا وكسورًا في عدد من الجثامين، مضيفة أن الأهالي تمكنوا حتى الآن من التعرف على ستة من الضحايا فقط.
وتواجه الطواقم الطبية في غزة صعوبات كبيرة في تحديد هوية الجثامين بسبب التشويه الشديد وصعوبة إجراء فحوص الحمض النووي (DNA) نتيجة نقص المعدات وتضرر المختبرات بفعل العدوان المستمر.
كما أشارت تقارير طبية في غزة إلى أن بعض الجثامين فُقدت منها معالم الوجه أو الأطراف، فيما وصلت أخرى مغطاة بالتراب والغبار نتيجة بقائها فترات طويلة تحت الأنقاض.
وزارة الصحة في غزة تطالب بلجنة أممية مستقلة للتحقيق في ظروف وفاة الشهداء
طالبت وزارة الصحة في غزة بـ تشكيل لجنة أممية مستقلة للتحقيق في ظروف وفاة الضحايا وملابسات احتجازهم، مؤكدة أنها منحت ذوي الشهداء مهلة عشرة أيام للتعرّف على الجثامين قبل دفنها.
وشددت الوزارة على ضرورة أن يكون التحقيق شفافًا ومحايدًا، بمشاركة خبراء دوليين في الطب الشرعي وحقوق الإنسان، لكشف حقيقة ما جرى للمحتجزين قبل وفاتهم ومحاسبة المسؤولين عن أي انتهاكات إنسانية محتملة.
مزاعم بشأن سرقة أعضاء بشرية من بعض جثامين شهداء غزة
وأشارت وزارة الصحة في بيانها إلى وجود شبهات حول نزع أعضاء بشرية من بعض الجثامين، مثل القرنية والكليتين والكبد، مبينة أن هذه الملاحظات استندت إلى معاينات أولية من فرق الطب الشرعي في غزة.
وأكدت الوزارة أنها طالبت بفتح تحقيق دولي مستقل للتحقق من هذه المزاعم، مع التأكيد على أن التحقق النهائي يتطلّب تشريحات وفحوصًا دقيقة بإشراف خبراء مستقلين.
حتى الآن، لم يصدر أي تقرير دولي مستقل يؤكد أو ينفي هذه المزاعم، مما يعزز الحاجة إلى تحقيق أممي عاجل وشفاف.
ردود الأهالي وشهود العيان على جثامين الشهداء والمفقودين في غزة
قال عدد من أهالي المفقودين في غزة إنهم يواصلون البحث عن ذويهم بين الجثث التي سُلّمت، وإن صورًا ومقتنيات شخصية نُشرت للمساعدة في التعرف على الهويات، فيما عبّر بعض الأقارب عن حزن وارتباك لعدم توفر معلومات تعريفية واضحة بعد.
في الجانب الإسرائيلي، عبّر منتدى عائلات الرهائن عن غضب وقلق من عدم إعادة جميع الجثث المتفق عليها ضمن آليات التبادل، معتبرًا أن أي تقصير في ملف الجثث يعد خرقًا لاتفاقات التبادل.
وروى شهود عيان محليون مشاهد لعمليات حفر وتمشيط أنقاض بحثًا عن الجثامين، موضحين أن الظروف الميدانية القاسية ونقص المعدات تعيق عمليات الإنقاذ والتوثيق.
وتؤكد التقارير الإعلامية أن شهادات الشهود تحتاج إلى توثيق طبّي وقانوني لتصبح جزءًا من ملف ثابت يمكن اعتماده في أي تحقيق دولي أو قضائي لاحق.
تصريحات الأهالي وشهود العيان تعكس بعدًا إنسانيًا مؤلمًا، لكنها لا تُغني عن التحقيقات الجنائية والطبية المستقلة التي تطالب بها وزارة الصحة في غزة.
موقف اللجنة الدولية للصليب الأحمر والجهات الدولية من جثامين غزة
قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها تتابع عملية تسليم الجثامين وتقدّم الدعم الفني للجهات المحلية في غزة، موضحة أن عملية التعرف على الضحايا قد تستغرق وقتًا طويلًا بسبب الأوضاع الميدانية الصعبة وتضرر البنية الصحية في القطاع.
من جانبها، لم تصدر السلطات الإسرائيلية أي تعليق رسمي حتى الآن على ما ورد في بيان وزارة الصحة الفلسطينية.
منظمات حقوقية تطالب بتحقيق دولي ومحاسبة المسؤولين
دعت منظمات حقوقية فلسطينية ودولية إلى فتح تحقيق دولي عاجل في الانتهاكات المحتملة، بينما أكدت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان على أهمية إتاحة وصول فرق التحقيق إلى مواقع الدفن والتحقيق الميداني.
وفي تصريحات سابقة، أعرب مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية عن متابعة تقارير الانتهاكات الميدانية في غزة، مؤكدًا أن التحقيقات في جرائم الحرب والانتهاكات ضد المدنيين لا تزال قيد الدراسة والمتابعة القانونية.
حجم الخسائر البشرية في قطاع غزة حسب وزارة الصحة الفلسطينية
بحسب بيانات وزارة الصحة في غزة، بلغ عدد الضحايا الفلسطينيين في قطاع غزة أكثر من 68 ألف شخص منذ بدء العمليات العسكرية، وما زال آلاف المفقودين قيد البحث أو في عداد مجهولي المصير.
وتؤكد الجهات الطبية أن الظروف الميدانية القاسية ونقص الوقود والأدوية تجعل من عمليات البحث والتوثيق والتشريح مهمة شديدة الصعوبة، خصوصًا في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع.
دعوات دولية لاحترام القانون الدولي الإنساني في غزة
تأتي هذه التطورات في ظل استمرار التوتر في قطاع غزة وتبادل الاتهامات بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي حول مصير الأسرى والمفقودين.
وتُشدِّد المنظمات الدولية على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني، وحماية المدنيين، وضمان المساءلة القانونية عن أي انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان في غزة.

