المصدر / سمر فتحي
“فتاح” الإيراني يعيد رسم موازين القوة في الشرق الأوسط
في ذروة التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، أعلنت طهران عن امتلاكها لصاروخ “فتاح”، أول صاروخ فرط صوتي (هايبرسونيك) إيراني، في خطوة تعكس تحولًا نوعيًا في منظومتها الدفاعية وتوجه رسالة ردع استراتيجية تتجاوز الأدوات التقليدية.
ويتميز “فتاح” بسرعة هائلة تتراوح بين 13 و15 ماخ (أكثر من 15 ضعف سرعة الصوت)، وقدرة على تغيير مساره أثناء التحليق، ما يصعّب رصده أو اعتراضه عبر أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، بما فيها “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود”. ويبلغ مدى الصاروخ نحو 1400 كيلومتر، مما يتيح له استهداف العمق الإسرائيلي انطلاقًا من داخل الأراضي الإيرانية دون الحاجة إلى قواعد إطلاق قريبة.
ويصل الصاروخ إلى هدفه خلال 336 ثانية فقط، وهو وقت قياسي يجعل من الصعب على أي منظومة دفاعية التعامل معه بفعالية. وبحسب خبراء، فإن هذه القدرات التقنية تضع “فتاح” في مصاف أخطر الأسلحة الهجومية في المنطقة، وتمنح إيران تفوقًا استراتيجيًا في أي مواجهة محتملة.
التوقيت الذي اختارت فيه طهران الكشف عن “فتاح” ليس عشوائيًا، بل يأتي كرسالة مباشرة إلى كل من تل أبيب وواشنطن بأن إيران لم تعد تعتمد فقط على الصواريخ الباليستية التقليدية أو الهجمات بالطائرات المسيّرة، بل باتت تمتلك أدوات ردع فائقة السرعة والاختراق، قادرة على تغيير قواعد الاشتباك.
ويشير مراقبون إلى أن دخول “فتاح” على خط التوترات الحالية ينقل الصراع من حرب استنزاف تقليدية إلى ساحة صراع تقني معقد، يعتمد على التفوق في السرعة والدقة والقدرة على اختراق الدفاعات، ما يزيد من مخاطر المواجهة ويجعل احتوائها أكثر صعوبة.