المصدر / غربة نيوز
غزة تدفن مرتين: موت بلا قبور
في غزة، لم يعد الموت نهاية المعاناة، بل بداية رحلة جديدة من الألم، فمع اشتداد العدوان الإسرائيلي، تواجه العائلات صدمة إضافية: أين سيدفن الشهداء؟ المقابر دمرت، وأيضا الإسمنت والحجارة نفذت، والانتظار قد يمتد لساعات أو أيام.
يقف الأهالي في المقابر، يحملون جثامين أحبّتهم، يبحثون عن قبر شاغر، أو مكان يجهز بطرق بدائية، عمر أبو دقة، الذي حاول دفن أحد أقاربه، يقول: صدمت عندما رأيت عشرات الجثامين تنتظر، ولا قبر واحد جاهز، أما محمد أبو نجا يصف مشهده المؤلم قائلا: دفن فتاة من العائلة تحول إلى عذاب، فلا مواد، ولا قبور، ولا حتى أكفان كافية.
عبد الكريم أبو عمر اضطر لدفن شقيقه في قبر قديم بعد أن طال الانتظار، فيما أشار المتطوع أسعد أبو صقر إلى استخدام بقايا منازل مدمّرة لصنع قبور بطين هش وألواح صفيح، وسط خطر دائم من انهيارها.
الاحتلال دمر أكثر من 40 مقبرة، ونبش آلاف الجثامين، ما دفع الأهالي لدفن أحبائهم في ساحات المستشفيات والمدارس والطرقات،
هكذا، تحولت غزة إلى مقبرة مفتوحة يدفن فيها الشهداء مرتين.