المصدر / شيماء مصطفى
محققة أممية إبادة غزة تشبه مجازر رواندا ومحاكمة قادة إسرائيل ممكنة
أكدت المحققة الأممية نافي بيلاي، التي اتهمت إسرائيل بارتكاب إبادة في غزة، أن هناك أوجه تشابه واضحة بين ما يجري في غزة ومجازر رواندا، معربة عن أملها في أن يأتي يوم يوضع فيه القادة الإسرائيليون خلف القضبان.
العدالة عملية بطيئة لكنها ممكنة
بيلاي، القاضية السابقة من جنوب أفريقيا ورئيسة المحكمة الدولية المعنية بالإبادة الجماعية في رواندا، قالت إن العدالة قد تكون بطيئة، لكنها ليست مستحيلة ،وأضافت أن عمليات التوقيف والمحاكمات ليست مستحيلة مستقبلا، مستشهدة بكلمات نيلسون مانديلا حول صعوبة العدالة لكنها تتحقق في النهاية.
تقرير لجنة التحقيق الدولية
خلص تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة التي ترأسها بيلاي إلى أن إبادة تحدث في غزة، وهو ما تنفيه إسرائيل بشدة، وذكر التقرير أن الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت حرضوا على ارتكاب إبادة جماعية، فيما نفت إسرائيل النتائج ووصفت التقرير بالمشوّه والخاطئ.
أوجه التشابه مع مجازر رواندا
أوضحت بيلاي أن المشاهد التي شاهدتها من المدنيين الذين قتلوا وعذبوا أثرت فيها مدى الحياة، مشيرة إلى أن أساليب ارتكاب الانتهاكات مشابهة لما حدث في رواندا، وأكدت أن كل الأدلة تشير إلى استهداف الفلسطينيين كمجموعة، وأن بعض التصريحات التي صدرت عن القادة الإسرائيليين تذكّر بالخطاب الذي استخدم أثناء الإبادة في رواندا لوصف الضحايا بأنهم غير بشر.
مذكرات توقيف وتحديات التنفيذ
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق نتنياهو وغالانت بشبهة ارتكاب جرائم حرب، إلا أن بيلاي أشارت إلى أن ضمان المحاسبة لن يكون سهلا، إذ أن المحكمة ليس لديها قوة شرطة لتنفيذ عمليات التوقيف، لكنها شددت على أن المطالب الشعبية يمكن أن تحدث تغييرات مفاجئة كما حدث في جنوب أفريقيا.
مسيرة بيلاي المهنية
تدرجت بيلاي في المناصب القضائية لتصبح قاضية في جنوب أفريقيا خلال فترة الفصل العنصري رغم أصولها الهندية، وامتدت مسيرتها لتشمل الدفاع عن الناشطين المناهضين للفصل العنصري والسجناء السياسيين، ثم رئاسة محكمة رواندا والمحكمة الجنائية الدولية، وأخيرا تولي منصب مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بين عامي 2008 و2014.
التحقيق في انتهاكات غزة
قبل أربع سنوات تولت بيلاي رئاسة لجنة التحقيق الدولية المكلفة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل، وقد واجهت اللجنة اتهامات بالانحياز ومعاداة السامية، إلا أنها نفت هذه المزاعم، وأوضحت أن أصعب ما واجهه فريقها كان مشاهدة الأدلة المصورة التي تظهر انتهاكات جنسية وعنف ضد الأطباء والمدنيين.
وأشارت بيلاي إلى أن اللجنة ستضع لاحقا مسودة لقائمة الأشخاص المشتبه في ارتكابهم انتهاكات في غزة، وستبحث احتمالية تواطؤ الدول الداعمة لإسرائيل، على أن يتم هذا العمل من قبل خليفتها بعد مغادرتها اللجنة في نوفمبر بسبب السن والمشاكل الصحية.