المصدر / وكالات
قال الكاتب جوزيف هاركر إن كثيرا من ذوي الأصول غير البريطانية على نطاق المملكة المتحدة يشعرون -غداة فوز خيار الخروج من الاتحاد الأوروبي- بالخوف من موجة تعصب أطلقها الخروج.
وأوضح الكاتب -الذي يعمل محررا لصفحة الرأي بالإنابة في صحيفة غارديان- أنه وحتى المهاجرين من الدول الأوروبية الأخرى الذين قضوا عقودا بالمملكة واندمجوا تماما بمجتمعها لم يسلموا من تعصب البريطانيين الأصليين.
وأشار هاركر إلى أن بريطانية من أصول إيطالية تعيش بالمملكة منذ السبعينيات وتدير مقهى طوال الـ18 عاما الماضية حكت له أنها ولأول مرة خلال حياتها ببريطانيا تشعر بأنها غير مرتاحة لوجودها في تلك البلاد، وأنها صُدمت من توجيه إحدى البريطانيات "الأصليات" السؤال التالي لها: "ألا تفضلين العودة لبلادك؟"
حملة مخيفة
وقال إن كثيرا من البريطانيين المنتمين للأقليات من غير الأصول البريطانية يشعرون بنفس ما شعرت به تلك السيدة، مضيفا أنه وبعد حملة الاستفتاء المخيفة والتي هيمنت عليها التقارير المقلقة بالصفحات الأولى حول الهجرة والمهاجرين ربما يسود ذلك السؤال الذي وجه للسيدة البريطانية-الإيطالية.
وأضاف أن قضية الهجرة تتعلق بمن جاؤوا من أوروبا الشرقية وبمن لا تمثل لهم اللغة الإنجليزية اللغة الأولى، أما ذوو البشرة السوداء أو السمراء فإن جنسياتهم البريطانية تتعرض للشكوك باستمرار حتى إذا كانوا مولودين ببريطانيا.
وقال أيضا إن السود والسمر يشار إليهم بعبارات مثل "المجتمعات المهاجرة". وقصص الهجرة التي تحكى عنهم بوسائل الإعلام ترافقها عموما صورا لسود أو آسيويين، متضمنة أنهم وصلوا من ما وراء البحار.
الإحساس بالغربة
وتساءل الكاتب: إذا كان أحد المتقاعدين الإيطاليين الذي اندمج بشكل كامل بالمجتمع البريطاني يعتريه الإحساس بأنه غريب، فما بالكم بغير الأوروبيين؟
وأوضح الكاتب أن حملة الخروج من ترويجها عناوين مثل "تركيا ربما تنضم للاتحاد الأوروبي في نهاية الأمر"، وصور صفوف اللاجئين من الشرق الأوسط، بالإضافة إلى مزاعم بأن المسلمين سيغمرون بريطانيا؛ وضعت العرق في المعادلة، موظِفةً الصور النمطية والقوالب الجاهزة حول "الغزاة الهمج".
واختتم قائلا إنه لن يمر وقت طويل قبل أن يتعزز التعصب الذي انطلق ليصبح أمرا عاديا، باحثا عن الأهداف البشرية القديمة السهلة ممثلة في من يبدون مختلفين.