المصدر / وكالات
تسعى السلطات الاميركية لتحديد دوافع رجل وامراة قتلا 14 شخصا في كاليفورنيا في عمل يمكن مقارنته في الوقت نفسه برد فعل عنيف ضد زملاء في العمل، وبهجوم ارهابي.
والسؤال هو لماذا اقتحم سيد فاروق وزوجته تشفين مالك مبنى للضمان الاجتماعي كانت تجري فيه حفلة بمناسبة نهاية العام وهما مدججان بالسلاح؟
واطلق الاثنان النار على زملاء فاروق في العمل، واوقعا ايضا 17 جريحا في اسوأ مجزرة في الولايات المتحدة منذ ثلاث سنوات.
وقتل الثنائي وهما والدان لطفل لاحقا بايدي الشرطة عندما كانا على متن سيارة رباعية الدفع استخدماها لمحاولة الفرار.
واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما بحضور مجلس الامن القومي الذي عقد اجتماعا في البيت الابيض الخميس ان "دوافع عدة" يمكن ان تكون وراء اطلاق النار مما يجعل التحقيق اكثر حساسية.
وقال اوباما "نعلم ان المنفذين اللذين قتلا كانا مدججين بالسلاح وكانت لديهما على ما يبدو اسلحة ثقيلة في منزلهما".
وتابع "انهما قد يكونان مرتبطين بالارهاب لكننا لا نعرف. قد يكونان مرتبطين بمكان العمل"، موضحا ان مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) مكلف التحقيق في هذه القضية.
وامر الرئيس الاميركي بتنكيس الاعلام في البيت الابيض والمباني الرسمية الاخرى في الولايات المتحدة تكريما للضحايا حتى الاثنين.
واعلنت الشرطة انها عثرت على 12 عبوة ناسفة يدوية الصنع في منزل الزوجين، وعلى ثلاث عبوات ناسفة اخرى يدوية الصنع موصولة ببعضها البعض في المبنى الذي استهدفه مطلقا النار، لكن هذه العبوات لم تنفجر كما قال قائد الشرطة المحلية جارود بورغان في مؤتمر صحافي.
واكدت الشرطة ان الاسلحة النارية التي استخدمها فاروق (28 عاما) وماليك (27 عاما) تم شراؤها بشكل قانوني.
ولم تعرف معلومات في المقابل عن هوية الضحايا وبينهم 17 جريحا في حال الخطر.
وقال شقيق الزوجة، ان الزوجين كانا سلما طفلتهما البالغة ستة اشهر الى والدة فاروق في مطلع النهار بداعي الذهاب الى الطبيب.
وعمل فاروق الذي يحمل الجنسية الاميركية خبيرا صحيا لهيئة الصحة في مدينة سان برناردينو الواقعة شرق لوس انجليس.
وكان زملاؤه في العمل يحتفلون الثلاثاء على الغداء عندما دار جدال غادر على اثره فاروق المكان ليعود بعدها مع زوجته ويرتكبا المجزرة.
الا ان فرضية "ثورة الغضب" غير المخطط لها لا تتطابق مع الهجوم المنظم الذي تقول الشرطة انه تم الاعداد له.
وقال جارود بورغوان رئيس الشرطة المحلية "لا اعتقد انهما حملا اسلحتهما وتزودا بمعداتهما العسكرية بشكل عفوي".
واضاف ان "الهجوم ينطوي على مستوى معين من التخطيط".
ويركز المحققون جهودهم الخميس حول شخصيتي الزوجين.
وفاروق الذي تتحدر عائلته من باكستان كان مسلما متشددا بحسب والده.
وعاشت زوجته المولودة في باكستان في السعودية حيث تعرفت على فاروق.
قالت السفارة السعودية في واشنطن اليوم الخميس، إن سيد رضوان فاروق، أحد المشتبه بهما في حادث إطلاق الرصاص في كاليفورنيا زار السعودية في صيف عام 2014.
وقالت السفارة في بيان، إن سيد رضوان فاروق سافر إلى السعودية في صيف عام 2014 لمدة تسعة أيام إجمالا. وأضاف البيان ان الحكومة السعودية ليس لديها سجلات تشير إلى أن زوجته مواطنة سعودية.
وعلق حسام عيلوش المسؤول في مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية في لوس انجلس للاذاعة العامة "يبدو ان الاسرة كانت متدينة لكن دون اي بوادر تطرف او تشدد حسبما تبين لي بعد لقائي مع احد افرادها".
والاثنان تزوجا قبل عامين ويبدو ان حياتهما كانت مستقرة وان فاروق كان يحظى بوظيفة جيدة.
ونددت الجالية المسلمة في كاليفورنيا بالهجوم بشدة في الوقت الذي لم تتوصل فيه السلطات الى اقامة اي دوافع دينية او عقادئية للهجوم.
وقال شقيق ماليك في مؤتمر صحافي الاربعاء "لماذا قام بامر كهذا؟ ليس لدي اي فكرة"، مبديا صدمته مما حصل.
ويركز التحقيق ايضا حول ملابسات الهجوم بينما تعمل الشرطة الجنائية على مسرحي جريمة على الاقل.
وعلق شون هنري المسؤول السابق في الاف بي آي "بالنظر من جانب معين الامر يتعلق بموظف غاضب توجه الى حفلة فقد فيها السيطرة على اعصابه"، واضاف "من جانب اخر هناك اشارات تدل على الارهاب".
واوضح هنري "عندما نتساءل اذا كان الامر يتعلق بالارهاب علينا تحليل طريقة تنفيذ الجريمة. كان لديهما بنادق هجومية وسترات واقية من الرصاص وعبوات ناسفة وهذه عناصر توحي بذلك".