المصدر / القاهرة:غربة نيوز
الغضب والإحباط والخوف والحيرة كلمات تلخص مشاعر آلاف المتظاهرين أمام مبنى البرلمان في"ويستمنستر" احتجاجًا على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
لم تكن المظاهرات أمام "ويستمنستر" فقط، بل في عدة أماكن في لندن. كما كانت هناك مظاهرات مماثلة في أدنبرة وجلاسكو.
وحمل غالبية المتظاهرين من الشباب أعلام الاتحاد الأوروبي وهم يرددون "نعم للاتحاد الأوروبي" و"وداعًا بريطانيا العظمي" و"الرحمة على الجنيه الإسترليني" و"أنا لست بريطانيا.. أنا أوروبي" و"لا نريد حدودًا" و"الخروج نكتة دامية"، فيما شاب جلس على الأرض وبجواره لافته تقول:"أنا لن أغادر"، ولافتة أخرى تقول ببساطة:"أحب أوروبا".
هناك الكثير من الحزن في لندن يمكن ملاحظته بسهولة في وجوه غالبية الناس. وهناك الكثير من الحيرة أيضًا لأن الاستفتاء يضع بريطانيا كلها أمام معضلة من يقرر للمستقبل.
فالشباب بين ١٨ و٢٤ عامًا صوتوا بنسبة ٧٥٪ لصالح البقاء. وكان الكثير من هؤلاء الشباب أمام "ويسمنستر" يهتفون "لماذا لا نعطي حق التصويت في سن السادسة عشرة" على غرار إسكتلندا. فإنجلترا لا تمنح حق التصويت لمن لم يبلغ ١٨ عامًا.
وتظهر نتائج الاستفتاء فجوة كبيرة بين البريطانيين الذين أيدوا مغادرة الاتحاد الأوروبي، والذين أيدوا البقاء فيه من حيث العمر والتعليم والمستوى الاقتصادي.
وتشير الأرقام إلى أن ٧٣٪ من الناخبين تحت سن ٢٥ عامًا صوتوا بالبقاء داخل الاتحاد الأوروبي، فيما صوت ٦٠٪ ممن عمرهم فوق ٦٥ عاما صوتوا للمغادرة.
أما الشريحة العمرية بين ٢٥ و٣٤ عامًا فقد صوت ٦٢٪ منهم بالبقاء داخل الاتحاد الأوروبي، وتتقلص النسبة لتصل إلى ٥٢٪ بين الشريحة العمرية ٣٥ و٤٤ عاما.
ومع ارتفاع الأعمار تبدأ نسبة التأييد للبقاء داخل الاتحاد في التدني، فيما ترتفع نسبة المؤيدين للمغادرة. كما تكشف النتائج أن البريطانيين تفاجأوا بالنتيجة حيث توقع ٥٤٪ من مؤيدي معسكر المغادرة الهزيمة، فيما توقع ٧٠٪ من الذين أدلوا بأصواتهم فوز معسكر البقاء.
ووسط هذه المشاعر الملتهبة لا غرابة في أن العريضة التي تطالب باستفتاء ثان على خروج أو بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي، يتزايد عدد الموقعين عليها كل دقيقة وتقترب من ٣ ملايين موقع الآن. أي مليون موقع كل يوم منذ نتيجة الاستفتاء.