المصدر / وكالات
فاض بها الكيل ولم تعد تحتمل أفعاله الماجنة، فقررت أن تكشف السر الذي حبسته في داخلها خمس سنوات، عندما أيقنت أن شقيقتها أوشكت أن تكون هي الأخرى ضحية لرجل لا يراعي الحرمات،
فنطقت بالحقيقة الصادمة لتنجو بها من الهلاك، وتصدر كتيبة الإعدام حكمها ويتم تنفيذه من دون ترك أي فرصة أمام الجاني للدفاع عن نفسه، بعدما استقرت في وجدانهم جريمته التي لا تغتفر.
على شاطئ مدينة الإسكندرية عاشت ندا أحلاماً وردية مثل أي فتاة في سنّها... حلمت بالحب الطاهر وفارس يأتيها على جواد أبيض يحملها ويطير إلى عالم من السعادة والفرح.
أدركت الصغيرة أن سعادتها لن تكتمل إلا وهي تحمل شهادة تقدم لها العون، وتكون سلاحاً يساعدها في تعليم صغارها، لتضمن لهم مستقبلاً واعداً من دون أن تدرك أن هناك من يتربص بها ليقتل تلك الأحلام في داخلها.
بداية الكارثة
كانت المسكينة في الرابعة عشرة من عمرها، عندما وقعت عليها عينا الذئب تريد أن تنهش جسدها وهي طفلة بريئة، مستغلاً تلك البراءة في خداعها والتلاعب بأحلامها، ليحدث ما جعلها تودّع طفولتها مُجبرةً.
كانت الساعة تقترب من الحادية عشرة مساء، عندما اصطحبت سعاد أبناءها وعادت إلى منزلها بعدما فشلت في الوصول إلى زوجها، الذي أغلق هاتفه ولم يمر عليها في منزل شقيقها الذي ذهبت إليه في زيارة كما وعدها.
طرَقات عدة على الباب من دون أي استجابة، أدركت معها سعاد أن زوجها ليس في الداخل، فاستخدمت مفتاحها الخاص حتى تتمكن من الدخول، إلا أن مشهداً في الداخل جعلها تتسمّر في مكانها ولا تقوى قدماها على حملها.
جثة
في الداخل وجدت سعاد زوجها جثة هامدة على الأرض، يرتدي ملابس غريبة، ومن خصره يتدلى «شورت» قد يخجل ابنها الصغير من ارتدائه بفعل ألوانه الصارخة، وفي جواره وجدت أجزاء من أعضائه التناسلية وقد تم تقطيعها.
ارتبكت سعاد ولم تعد تعرف ماذا تفعل ولا كيف تتصرف، لكن صرخات أبنائها كانت كفيلة باستدعاء الجيران الذين سارعوا في إبلاغ الشرطة بوقوع جريمة قتل داخل المبنى من دون معرفة الجاني.
الجريمة كانت غامضة، والوصول إلى الجاني كان أشبه بالمستحيل، فالقتيل يعمل في إحدى شركات الاتصالات في إحدى الدول العربية، ويقضي في البلاد إجازة سنوية شارفت على الانتهاء، وكان سيعود خلال أيام الى عمله.
دافع الجريمة
سفر المجني عليه منذ عشرات السنين جعله لا يمتلك أي علاقات في مصر قد تكون سبباً في خلافات ترقى إلى حد ارتكاب جريمة بهذه الوحشية، لكن الهيئة التي وجد عليها تشير إلى أن الأمر وراءه علاقة نسائية، فملابسه الفاضحة تنم عن ذلك.
لم تكن الملابس السبب الوحيد وراء هذا الاعتقاد، فالرجل أصر على زوجته في هذا اليوم أن تصطحب الأبناء وتذهب لزيارة شقيقها على أن يلحق بها، مما يشير إلى أنه كان يرغب في إخلاء المنزل ليظل بمفرده.
معلومات رجال المباحث كانت كفيلة بوضع تصور للجريمة، لكنها لم تنجح في كشف أي خيوط تقود الى مرتكبها، حتى جاء الخيط على لسان واحدة من الجيران، عندما قالت إنها شاهدت شخصاً يشبه خطيب ابنة شقيق زوجة المجني عليه يحضر بصحبة آخر الى العقار.
مفتاح اللغز
كلمات قالتها المرأة من دون أن تدرك أنها ستكون مفتاح لغز مقتل جارها، حيث بدت على الفتاة علامات التوتر فور سؤالها عما إذا كانت تعلم بأمر تردد خطيبها على العقار من عدمه، ليتأكد الجميع من أنها تعرف شيئاً تريد أن تخفيه.
حاولت ندا المراوغة، إلا أنها سرعان ما انهارت واعترفت بكل شيء، كاشفة أنها السبب في مقتل زوج عمّتها عقاباً له على ما فعله بها طيلة خمس سنوات، وكاد أن يكرره مع شقيقتها الصغرى ابنة الأربعة عشر ربيعاً.
قالت ندا إن عادل زوج عمّتها، قام بهتك عرضها منذ خمس سنوات وهي في مثل سن شقيقتها، حيث استدرجها إلى المنزل في غياب عمّتها أثناء إحدى إجازاته السنوية، وصورها وهي عارية تماماً بعدما وضع لها المخدر في العصير.
الفضيحة
تبين أن المتهم قد استغل هذه الصور في تهديد الفتاة بفضح أمرها إذا لم تأت اليه أثناء وجوده في مصر ليعاشرها كما يحلو له، بعدما تيقن من أنها لن تبلغ أحداً من أهلها خوفاً مما حدث، خاصة أنهم ينتمون إلى أصول صعيدية، ومجرد معرفتهم بالأمر يعني قتلها، علاوة على أنهم لن يصدقوا أن هذا الأمر يحدث من زوج عمّتها، الرجل التقي في عيون الجميع.
عاشت ندا في صمت طيلة خمس سنوات الى أن وصلت إلى عامها الثاني في كلية الحقوق، وتمت خطبتها إلى شاب من العائلة، واتفقا على الزواج بعد انتهائها من الدراسة، وظنت بذلك أن زوج عمتها سيبتعد عنها تاركاً إياها تواجه مصيرها بمفردها.
فوجئت ندا بأن الوغد ما زال يصر على معاشرتها، ويهددها بنشر صورها العارية على مواقع التواصل الاجتماعي، ليسبب لها فضيحة سيكون ثمنها حياتها، إلا أن نظرات تفهمها جيداً شاهدتها في عيني هذا الحيوان تحدق في شقيقتها الصغرى، وملاحقات لها مصحوبة بإغراءات، جعلتها تدرك أن هناك ضحية جديدة على وشك السقوط في الفخ.
إفشاء السر
قررت ندا البوح بسر كتمته طوال السنوات الماضية، فلم تجد سوى خطيبها لتصارحه بالحقيقة، عله يتفهم الأمر ويساعدها في حماية شقيقتها من مصير لم تختره لنفسها.
محمد، 27 سنة، حاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية، ينتمي الى أصول صعيدية تحترم شرف البنات، لذا لم يكن مستغرباً عليه عندما يسمع تلك الكلمات من خطيبته أن يصمت، حيث اتخذ قراره بالاتفاق مع شقيقه عبدالمجيد، 20 سنة، طالب في كلية الهندسة، بالثأر لشرف خطيبته من رجل كان يظنه محترماً.
اتفق محمد مع خطيبته على استدراج الرجل، حيث طلب منها الاتصال به وإبلاغه أنها ستذهب اليه كما يريد، وحددت موعداً لذلك، ليقوم الرجل بإرسال زوجته وأبنائه لزيارة والد الفتاة حتى يخلو له الجو.
في الموعد المحدد لم تذهب ندا، لكن ذهب خطيبها وشقيقه، ليفاجأ الرجل بحضورهما في الوقت الذي سيطرت عليهما الدهشة من ملابسه الخليعة، وعندما استوضحا منه سبب ارتدائها، نهرهما وحاول إغلاق الباب في وجهيهما، لكنهما تمكنا من الدخول بعدما دفعاه بقوة إلى الداخل.
الجريمة
أخبر محمد الرجل بأنه يعلم بأمر علاقته مع خطيبته، وطلب منه الصور الخاصة بها، لكنه رفض منحه إياها، فوثّقه بمساعدة شقيقه ووضع لاصقاً طبياً على أنفه وفمه حتى فارق الحياة، عندها قام بنزع الشورت الخاص به وقطّع أعضاءه انتقاماً لما فعله بالفتاة.
حاول المتهمان إخفاء معالم الجريمة، فاستوليا على هاتف القتيل ومبلغ مالي للإيحاء بأن الأمر وقع بهدف السرقة، وتركا مسرح الجريمة وألقيا بالمسروقات في البحر ليمحوا أي أثر لمعالم جريمتهما، التي وقعت بدافع الشرف، لكن شهادة الجارة فضحت كل شيء.