المصدر / وكالات
تجتمع المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري اليوم في الرياض بغية توحيد الموقف والرؤية حيال الحل السياسي، قبل اجتماع نيويورك بشأن الأزمة السورية المزمع عقده يوم 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري، في وقت اعتبرت روسيا أن من السابق لأوانه الإعلان عن مشاركتها في اجتماع نيويورك.
وتناقش المعارضة في اجتماعها الخروج برؤية موحدة لمستقبل سوريا وفقاً لبيان جنيف 1، واختيار وفد تفاوضي من أجل المرحلة التفاوضية حسب بيان اجتماع فيينا 2، الذي أعلنته مجموعة العمل الدولية حول سوريا.
وقال مصدر مشارك في اللقاءات التحضيرية إن بنود البحث ستركز على "التوافق حول الحل السياسي وتشكيل وفد من المختصين يمثل الأبعاد السياسية والعسكرية والأمنية والمجتمعية والقانونية، لموازاة وفد النظام"، مرجحا أن يراوح عديد الوفد لمؤتمر نيويورك بين عشرين وأربعين شخصا.
وأوضح المصدر أن انطلاق المؤتمر سيكون الساعة التاسعة من صباح الأربعاء على أن تعقد الأربعاء والخميس جلسات متتابعة مدة كل منها ساعة ونصف الساعة، يديرها رئيس مركز الخليج للأبحاث عبد العزيز بن صقر "كجهة مستقلة".
وستبحث في اليوم الأول بنود تشمل "الثوابت الوطنية للتسوية، ومفهوم التسوية السياسية، والعملية التفاوضية، والمرحلة الانتقالية"، على أن يركز اليوم الثاني على "الإرهاب، ووقف إطلاق النار، وإعادة بناء سوريا"، بحسب المصدر المطلع على جدول الأعمال المبدئي.
وكان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية قال إن المملكة دعت إلى مؤتمر للمعارضة السورية في الرياض بين الثامن والعاشر من الشهر الجاري، وذلك انطلاقاً من دعمها للحل السياسي في سوريا، واستناداً إلى مؤتمر فيينا الثاني الذي عُقد الشهر الماضي.
وأضاف المصدر أن المملكة وجهت الدعوة لكل شرائح المعارضة السورية المعتدلة بمختلف تياراتها وأطيافها العرقية والمذهبية والسياسية، داخل سوريا وخارجها.
وقال المصدر إن الدعوات وجهت بعد التشاور مع الأطراف الدولية الفاعلة والمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا.
وحسب الخارجية السعودية، فإن المملكة ستوفر كل التسهيلات لتتمكن المعارضة السورية من إجراء المفاوضات في ما بينها بشكل مستقل، والخروج بموقف موحد وفق المبادئ المتفق عليها في مؤتمر جنيف 1.
أبرز المشاركين
وأفادت تقارير بأن أبرز فصائل المعارضة السورية التي ستشارك في الاجتماع، هي حركة أحرار الشامالإسلامية وجيش الإسلام ونور الدين زنكي وفيلق الشام، والفرقة الساحلية الأولى والثانية، وغيرها من فصائل الجيش الحر.
من جانبه، أوضح رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد خوجة أن الهدف من الاجتماع هو توحيد المعارضة السورية على اختلاف فئاتها وتياراتها وأطيافها، والاتفاق على كيفية الفترة الانتقالية في سوريا.
وأضاف "سنعلن عن رؤية جديدة، فنحن متفقون إلى حد كبير حول سوريا ما بعد بشار الأسد، وبعد الآن لن نسمح بالقول إن المعارضة السورية غير موحدة"، مشيرا إلى أن بيانا مشتركا سيصدر عن اجتماع الرياض.
تصريحات كيري
وفي باريس قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن نيويورك قد تستضيف يوم 18 ديسمبر/كانون الأول اجتماعا دوليا بشأن سوريا وذلك عقب تحدثه مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وقال كيري للصحفيين إنه تحدث مع بان عن سوريا والحاجة لمفاوضات ترعاها الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار عندما يمكن تحقيق ذلك.
وأضاف الوزير الأميركي أن الاجتماع يعتمد في جزء منه على نتيجة المؤتمر الذي تنظمه السعودية لممثلي المعارضة السورية.
في هذه الأثناء اعتبرت روسيا الثلاثاء أن "من السابق لأوانه" الإعلان عن مشاركتها في المؤتمر الدولي المقبل بشأن النزاع السوري يوم 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري في نيويورك، معتبرة أنه لن يكون مفيدا إذا لم يف المشاركون فيه بالتزاماتهم.
وجاء في بيان للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا "نظرا إلى الطريقة التي تتقدم فيها الأمور، نعتقد أن من السابق لأوانه الإعلان عن استعدادنا لتلبية الدعوة إلى اجتماع نيويورك".
وأضافت المتحدثة أنه "من أجل إحراز تقدم.. نعتقد اعتقادا جازما أن من الضروري اتخاذ القرارات بالتوافق. ومن أجل ذلك، فمن الضروري قبل كل شيء تأمين حضور جميع المشاركين من دون استثناء".
وكانت العاصمة النمساوية فيينا شهدت اجتماعين، الأول يوم 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والثاني يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بهدف إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
وشارك في الاجتماعات 17 دولة، تمثل مجموعة الاتصال الخاصة بسوريا، إضافة إلى ممثلين عنالاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وأُعلن في الاجتماع الثاني عن خريطة طريق لمرحلة الحل السياسي في سوريا تتمثل بمرحلة تفاوضية مدتها ستة أشهر، تتضمن مفاوضات بين فصائل المعارضة والنظام، بإشراف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، تبدأ في الأول من يناير/كانون الثاني ولغاية 30 يونيو/حزيران القادم بغية التوصل إلى تشكيل حكومة مؤقتة واسعة الصلاحيات استنادا لاتفاقية جنيف.
وخلال فترة الأشهر الستة سيتم بحث مصير الأسد، تليها مرحلة انتقالية تمتد لـ18 شهراً، يتم خلالها وضع دستور جديد للبلاد والذهاب إلى الانتخابات.