المصدر / وكالات
علقت الكاتبة جوليت صامويل على ما فعله أهل منبج السورية من حلق الرجال لحاهم وكشف النساء وجوههن بعد تحرير المدينة من حكم تنظيم الدولة، بأن ما فعلوه كان تعبيرا عن أهم الحريات الأساسية التي يمكن أن يمتلكها الإنسان، ألا وهي أن يكون هو صاحب القرار في هيئته وملبسه.
وقالت إن هذه هي الحريات التي يعتز بها الغرب وهذا هو ما ينادي به، وعدم اكتراث حكوماتنا بما يرتديه المواطن -سواء كان متماشيا مع الذوق العام أو منافيا له- وما يأكله وما يستمع إليه، هو السمة المميزة لسلطة الدولة الإنسانية والمعتدلة.
وأردفت الكاتبة في مقالها بصحيفة تلغراف أن عمدة مدينة كان الفرنسية ديفد ليسنار لم يبدُ متفقا مع هذا النهج الغربي، عندما أصدر مؤخرا مرسوما حول ما يجب على الناس ارتدائه على الشاطئ، مستهدفا "البوركيني" (burkini، وهي كلمة مشتقة من البرقع أو النقاب و"البكيني"، ويسمى أحيانا بلباس السباحة الشرعي) وهو ما بات يطلق على لباس السباحة الذي ترتديه النساء المسلمات ويغطي الجسد من الرأس إلى القدم.
ورأى العمدة في هذا الزي الذي "يعرض بشكل متفاخر الانتماء الديني"، أنه يمكن أن "يخل بالنظام العام"، وربما حتى إظهار "الولاء للحركات الإرهابية".
وانتقدت الكاتبة هذا التصرف بأنه ليس هناك أي دليل مطلقا على أن النساء اللائي يرتدين هذا اللباس لهن صلة بالإرهاب، وليس هناك سبب مقنع يفيد بأن حظره سيساعد في إحباط "الإسلاميين المتطرفين" في فرنسا، والأرجح أنه سينفر ويزعج المسلمين المعتدلين.
وألمحت الكاتبة إلى أن "البوركيني" موضة جديدة نسبيا، وأنه لا يتعارض مع القانون الفرنسي الحالي الذي يمنع تغطية كامل الوجه، وهو أقرب إلى بدلة الغوص بغطاء رأس مثبت بها. وختمت مستهجنة بأنه بالرغم من أن بدلة الغوص لا تشكل إخلالا بالنظام العام أو الإساءة إلى شعور أي شخص بالنظافة الصحية، لكن "البوركيني" في فرنسا يشكل تهديدا خطيرا للحضارة!
وفي السياق كتبت المستشارة في مركز الدراسات الشيعية الأكاديمية في بريطانيا هدى جواد، أن حظر "البوركيني" هو معاداة للنساء، وأن المنادين بالمساواة بين الجنسين في العالم يغضون الطرف عن ذلك.
وقالت الكاتبة في مقالها بصحيفة إندبندنت إن ربط شكل الملبس المستوحى من الثقافة والدين -الذي تختاره المرأة لكي تشعر بالأمان من نظرة المجتمع الجنسية لها أثناء مشاركتها في هواية عادية جدا- بـ"جماعة إرهابية"، هو سلوك يُصنف على أساسه المواطن ذهنيا في عقلية شريكه في الوطن بأنه "ليس منا" في أوقات الأزمات الوطنية.
وتساءلت الكاتبة مستهجنة: منذ متى أصبح "البوركيني" عملا من أعمال الولاء للحركات الإرهابية؟ وهل محلات الملابس الشهيرة مثل مارك آند سبنسر تعلم أنها بمحاولتها زيادة أرباحها واستغلال الفجوة في سوق الملابس المشبعة، أنها بذلك تبيع وتروج للولاء لتنظيم الدولة؟
وقالت إن هذا الهوس العلماني الفرنسي بموضة ملابس النساء المسلمات وحجابهن يختزل أبسط حقوق الإنسان، وهو حق تقرير المصير وحرية التعبير. وليس هناك أبلغ من وصف الكاتبة الهندية سوزانا أرونداتي روي بأن "إكراه المرأة على خلع النقاب بدلا من تمكينها من الاختيار، هو فعل من أفعال العنف والإذلال والاستعمار الثقافي".
وختمت جواد بأنه بدلا من أن يمد عمدة "كان" وأنصاره يد الأخوة، فإنهم ينفرون المسلمين، إن لم يكونوا يدفعونهم إلى أحضان المحرضين على التطرف.