المصدر / وكالات
قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يواصل السير على خطى الرئيس المخلوع حسني مبارك، في الفساد وإسكات أصوات معارضيه وتكريس القبضة الأمنية.
وفي تقرير مطوّل لها نشرته اليوم الخميس، قالت الصحيفة إن المصريين "الذين كان يرون في السيسي مصدرا لحفظ الدولة المصرية، وصلوا إلى قناعة -بعد ثلاث سنوات من استيلائه على الحكم- أنه يواصل مسيرة الفساد القديمة الجديدة في البلاد".
وتناول التقرير وصفا لحالة مصر -بعد ثلاثة أعوام من الانقلاب العسكري الذي أوصل السيسي إلى سدة الحكم فيها، وانتزعه من أيدي جماعة الإخوان المسلمين برئاسة الرئيس المعزول محمد مرسي- يرى أن "الانتقادات القاسية الموجهة إلى السيسي وصلت ذروتها، ولا سيما في المجال الاقتصادي، وأن هناك اعتقادا سائدا في مصر بأن عهد الفساد الذي كان منتشرا في زمن مبارك آخذ بالعودة في عصر السيسي".
كما استشهدت الصحيفة بعدد من وقائع الفساد، وذكرت أن شهر يوليو/تموز الماضي شهد فتح 64 ملفا فساد خاصة في مجالي تخزين القمح والوقود، وأدى ذلك لأن تجمد شركة "بلومبرغ" استثماراتها في مصر البالغة قيمتها 250 مليون دولار.
كما تطرقت الصحيفة إلى طبيعة المشاريع التي تستحوذ على اهتمام السيسي، فقالت إنه يركز على المشاريع الكبيرة مثل التوسع الذي قام به في قناة السويس بقيمة ثمانية مليارات دولار، لكن صندوقها المالي آخذ بالتناقص مع مرور الوقت منذ بدء عملها، وهذه هي السنة الثانية التي تشهد فيها إيراداتها تراجعا وخسائر تصل قيمتها 210 مليون دولار".
القبضة الأمنية المشددة في الشوارع تحول دون الحراك الحرّ للمصريين ضد السلطة (الجزيرة)
وعن مدى صلابة أركان النظام الحالي، أشارت الصحيفة إلى أن النظام الذي يقوده السيسي "مكون من تحالف يبدأ بالليبراليين وينتهي بالسلفيين مرورا بالكنيسة القبطية وصولا لبقايا نظام مبارك، وهو يشهد في الآونة الأخيرة حالة من التآكل بصورة تثير انزعاج أجهزة الأمن المصرية وقلقها، مما حدا بها للتوصية بعدم رفع أسعار الوقود بسبب سوء الوضع الاقتصادي للمصريين".
وأوضحت أن الأشهر الأخيرة شهدت خروج "انتقادات واسعة في الأوساط الليبرالية المصرية ضد السيسي بسبب إجراءاته الاقتصادية، والاعتقالات الجارية في أوساط نشطاء حقوق الإنسان، والقوانين الصارمة التي تحد من حرية التظاهر. وكما كان الحال في نظام مبارك، فإن نظام السيسي اليوم يركز اعتماده على أجهزة الأمن، وتفعيل العنف من قبل أفراد الشرطة تجاه المواطنين المصريين".
كما أن رجال النظام القديم لمبارك بدؤوا يعودون للمواقع الرئيسة في الدولة، والاستقلال الذي تريده الصحافة المصرية يتم المس به يوما بعد يوم، وهو ما يؤكده كتاب ومفكرون مصريون كبار، كانوا يرون في السيسي ضوءا في آخر النفق، لكنهم باتوا اليوم يحذرونه من مستقبل أسود قد ينتهي بفقدانه سلطته في هذا العام.
وأوضحت الصحيفة أن كثيرا من المصريين يرون أن الأوضاع الداخلية في البلد آخذة في التدهور، "لكن الملفت أن تحذيرات الخبراء المصريين من سوء هذه الأوضاع لا تصل الغرف المغلقة للسيسي ومستشاريه، في ظل احتمال لجوء مصر للاقتراض من البنك الدولي مبلغ 12 مليار دولار، مع أنها لا تعرف كيف ستعيدها".
وختمت الصحيفة بالقول إن مؤيدي السيسي "باتوا أكثر جرأة في انتقاد سلوكه السياسي وإجراءاته الاقتصادية، لكن النظام يواصل اتخاذ المزيد من إجراءات الحد من حرية التعبير، بالتزامن مع عودة رجال مبارك من البوابة الخلفية للدولة، مما دفع كثيرا من أوساط المثقفين والنخب المصرية للقول صراحة إنه لا فرق بين أجهزة الأمن السائدة اليوم في عهد السيسي، وتلك التي كانت حاكمة زمن مبارك".