المصدر / وكالات
اعتاد تنظيم "داعش" الإرهابي منذ أشهر على تبني أي هجوم إرهابي يرتكب شمال القوقاز وفي باقي الأراضي الروسية، وصولا إلى هجوم غامض وقع في وقت سابق من الأسبوع الحالي بضواحي موسكو.
- وكان الكرملين قد قلل من أهمية تهديدات "داعش" باستهداف روسيا، فيما وصفها الرئيس الشيشاني رمضان قادروف بأنها "فارغة".
وعلى الرغم من أن العديد من العصابات الإرهابية التي ما زالت تنشط في شمال القوقاز الروسي بايعت "داعش" في السابق، إلا أن ادعاءات التنظيم الإرهابي حول وقوفه وراء الهجمات الإرهابية التي يتراجع عددها باستمرار، تثير شكوكا لدى الأجهزة الأمنية الروسية.
وفي هذا السياق، قال مصدر أمني روسي إن المحققين يدرسون فرضية وجود صلات بين منفذي هجوم بالاشيخا ومتطرفين، لكن هذه الفرضية ليس رئيسية، إذ لم يتم الكشف عن أي صلة من هذا القبيل حتى الآن.
وكانت الأنباء الأولية قد تضاربت حول ملابسات الهجوم الغامض الذي وقع يوم الأربعاء 17 أغسطس/آب في مدينة بالاشيخا بشمال شرق موسكو. وكان الهجوم الذي نفذه مسلحان بساطورين على نقطة تابعة لشرطة المرور، قد أسفر عن إصابة شرطيين أحدهما بجروح بالغة، فيما لقي المهاجمان حتفهما برصاص رجال الأمن.
وأظهرت التحقيقات أن المهاجمين هما شيشانيان يبلغان من العمر 21 و18 عاما، اشتريا الساطورين قبل تنفيذ الهجوم بـ20 دقيقة. ورجحت الشرطة أن يكون الدافع وراء الهجوم هو السعي للاستيلاء على أسلحة رجال الأمن أو الانتقام بسبب خلاف نشب بين المهاجمين والشرطيين في وقت سابق.
ولم تذكر مصادر أمنية شيئا عن احتمال وجود دوافع إيديولوجية متطرفة وراء هجوم بالاشيخا.
لكن تنظيم "داعش" سارع إلى تبني هذا الهجوم، واصفا منفذيه بأنهما "مقاتلان من الدولة الإسلامية".
وفي هذا السياق، قال مصدر في الأجهزة الأمنية الروسية أن المحققين يدرسون فرضية وجود صلات بين منفذي هجوم بالاشيخا ومتطرفين، لكن هذه الفرضية ليس رئيسية، إذ لم يتم الكشف عن أي صلة من هذا القبيل حتى الآن.
ولا شك في أن هجوم بالاشيخا يعيد إلى الأذهان هجوم قطار فورتسبورغ في ألمانيا، والذي نفذه يوم 18 يوليو/تموز لاجئ أفغاني يبلغ من العمر 17 عاما. وهاجم الشاب ركاب القطار باستخدام ساطور وخنجر، وأسفر هجومه عن إصابة 5 أشخاص، قبل أن تتم تصفية المهاجم. وأعلن "داعش" أن منفذ الهجوم كان من عناصره في أوروبا.
لكن الصمت من جانب الاستخبارات الروسية يدل، على الأرجح، على عدم وجود أي صلات مباشرة بين منفذي هجوم بالاشيخا وقادة العصابات الإرهابية في القوقاز. والاستنتاج الطبيعي من هذا الأمر، هو أن "داعش" لا يتمتع بأي نفوذ فعلي على الإرهابيين في القوقاز، ولذلك يضطر إما لتبني أي هجوم حتى لو كان فاشلا، في أراضي روسيا على الرغم من عدم وجود له أي دور في تدبيره، أو لتجنيد شباب عبر الإنترنت التفافا على قادة الخلايا الإرهابية في أراضي روسيا لتنفيذ هجمات حكم عليها بالفشل بسبب عدم امتلاك هؤلاء الشباب أي خبرة قتالية.