المصدر / وكالات
التحالف الميكيافيلي بين روسيا وإيران هو أحد التطورات المقلقة في الشؤون الدولية في هذا العقد، فهو يؤرخ لبداية أحلام إمبراطورية متبادلة لاثنين من القوى المنافسة للولايات المتحدة.
هذا ما يرصده مقال نشرته صحيفة واشنطن تايمز الأميركية، يقول إن روسيا وإيران يتعاونان للسيطرة على الشرق الأوسط، يدفعهما إلى ذلك تاريخهما الإمبراطوري في السيطرة على المناطق المجاورة، والتهديد الوجودي للغرب.
وقال كاتب المقال الدبلوماسي الأميركي السابق أستاذ السياسة والحكم بجامعة ريبون بولاية ويسكنسون الأميركية لامونت كولوتشي إن الإيرانيين يشنون حملةً دينية شيعية للهيمنة على الهلال الشيعي الممتد من إيران جنوبا إلى البحر المتوسط في الشمال الغربي، تلهمها الأحلام الجيوسياسية القديمة لإمبراطورية فارسية دفعتها طموحات ملوكها التوسعية مثل داريوس وزيركسيز وغيرهما.
السيطرة والتخويف
أما الأحلام الإمبراطورية لروسيا في القرن العشرين تحت الحكم السوفياتي، يقول كولوتشي، فقد حاولت السيطرة على أوروبا وتخويفها وتهديد الحضارة الأميركية وجوديا، وتغزو اليوم جيرانها وتنخرط في مغامرة بمنطقة الشرق الأوسط.
وأضاف أنه ومنذ 2008 أصبحت السياسة الخارجية الروسية تخدم عقيدة بوتين المكرسة في الأصل لتفكيك حلف الناتو وتثبيط حماسة الغرب للاحتفاظ بنظام صواريخ مضاد للصواريخ البالستية، والانخراط في دبلوماسية قمعية توظف النفط وتستخدم الوسائل السوفياتية العتيقة في السيطرة على الأسلحة وخفضها لتحقيق المصالح القومية الروسية.
وللربط بين التاريخ والحاضر في الحالة الروسية، قال الكاتب إن عقيدة بوتين الهادفة للهيمنة الإقليمية الروسية تستلهم السياسات القيصرية في القرن التاسع عشر والاستراتيجية السوفياتية الواسعة لتبرير العودة للأحلام الإمبراطورية.
فترة غير عادية
وقال كولوتشي إن هذه الحقبة الزمنية غير عادية، ولو كان بأميركا وطنيون يقظون يسيطرون على مقاليد الأمن القومي للبلاد، لأمسى الاهتمام بالتحالف الروسي الإيراني مهيمنا على وسائل الإعلام.
وأضاف أنه يسود اتجاه بين المفكرين الأميركيين بتجاهل القوة الروسية وطموحاتها وكذلك الإيرانية، لكن إذا انكب الناس على دراسة التاريخ العسكري الروسي والسوفياتي، وعلى دراسة الجمع المتفجر بين الاستراتيجية الفارسية الكبيرة والأيديولوجية الشيعية الدينية، فلن نجد من يمكنه تجاهل هذا التطور المقلق في الساحة الدولية.