المصدر / وكالات
طفل صغير لم يتجاوز الـ 13 من عمره، وجد نفسه مسؤولاً عن معاقبة شقيقته الكبرى، بعدما انزلقت قدماها في الوحل وضُبطت متلبّسة في أحضان عشيقها، وهي زوجة لآخر، فانتزع من قلبه براءة الطفولة وتحول إلى قاتل، حتى يستطيع والده رفع رأسه مرة أخرى.
أحداث درامية حزينة تفوح منها رائحة الدماء، في الوقت الذي وقف فيه هذا الصغير مزهواً ومعلناً انتصاره لشرفه وشرف عائلة، الذي مرّغته بالتراب امرأة مستهترة انساقت وراء دقات قلبها.
جريمة لم يتوقعها أحد، وتفاصيل يصعب أن يكون بطلها هذا الصغير، الذي وجد في صمت والده ضعفاً لا يمكن السكوت عليه، في حين كان الرجل حكيماً ورفض إنزال عقوبة قاسية بتلك الابنة، التي لا شاهد عليها سوى زوجها، فتحمل العار بدلاً من أن تتلطخ يداه بدماء ابنته.
رفض الأب تصديق ما حدث، وامتنع عن قبول فكرة أن ابنته غرقت في الخطيئة، وإن كان قد انهال عليها بالضرب المبرح فور سماعه رواية الزوج، لكن لم يسلبها الحق في الحياة، بل تركها تحيا حتى يتيقن من الأمر، إلا أن هذا الصغير رفض فكرة الانتظار.
في منطقة المعادي في جنوب القاهرة، حيث أرقى أحياء العاصمة، ثمة منطقة عشوائية تلوث أهلها بكل أنواع الجرائم، لذا كانت فضيحة الابنة أمراً عادياً يتناقله أهالي المنطقة في جلسات النميمة اليومية، وهو ما حدث بالفعل مع نبيلة.
نبيلة فتاة لم تكمل عقدها الثاني بعد، ورغم ذلك زُوّجت منذ عام لرجل لم تشارك في اختياره، فاقتادها أهلها لتقيم معه في منزل كان أشبه بالسجن.
لم يكن غريباً أن تنفر الفتاة، التي صارت زوجة بدون إرادتها، من هذا الرجل الذي فُرض عليها، فتتحول الحياة بينهما إلى معركة دامية تكون هي الخاسر الوحيد فيها، فتذهب إلى أسرتها طالبة النجدة لتصاب بالخيبة.
كان ناجح، والد نبيلة، يرفض فكرة أن تغضب الزوجة وتترك منزل زوجها، فقانونه في الحياة إذا غادرت الفتاة منزل أسرتها فلا تعود إليه إلا زائرة لبضع ساعات تعود بعدها إلى منزل الزوجية.
شعرت نبيلة بانكسار لا يوصف، وأُصيبت بخيبة أمل من تصرف عائلتها، فبحثت عن أي شخص يكون سنداً لها في الحياة، لتجد شاباً يكبرها بسبع سنوات، يمتلك مع والده محلاً لبيع المواد الغذائية في المنطقة… تعرفت عليه أثناء ترددها على المحل لشراء ما يلزمها، فعرف حكايتها وتعاطف معها، ووقع في حبها، وبادلته هي الأخرى المشاعر نفسها.
ككل يوم يبدأ بمشاجرة بين الزوجين، تلقت نبيلة بعض اللكمات التي جعلت وجهها متورماً… نظرت حولها فلم تجد سوى صديقها، فذهبت إليه تشكو همّها، ومن دون أن تدري وجدت نفسها في أحضانه تبكي بحرقة على ما أصابها.
بينما كانت نبيلة تغوص في لحظات حبّها المحرّم، دخل أحد جيرانها لشراء بعض لوازم المنزل، ليشاهدها في وضعية بدت للجميع فاضحة، فطار إلى الزوج المخدوع يحكي له ما رأت عيناه ويغالي في الكلام.
قبل أن تصل نبيلة إلى المنزل كان الزوج قد ارتدى ملابسه ليجذبها من شعرها ويسحلها على الأرض، حتى وصل بها إلى منزل والدها، وهناك ألقى بها في الداخل وأمطر الجميع بسيل من الشتائم وانصرف.
تمنت العائلة موت نبيلة على ألا تعود بهذه الفضيحة المدوية، التي باتت حديث الجميع، يتناقلون الخبر مع إضافة بعض التفاصيل التي تزيد الفضيحة اشتعالاً… خرجت عروساً وعادت بعارها، بلا أي أمل في خروجها مرة أخرى. تحدثوا لكنهم لم يتوقعوا أن يكون حديثهم سبباً في إزهاق روحها.
كل هذا حدث وشقيقها الصبي الصغير في المصنع الذي يذهب إليه في بداية الأسبوع ويعود في نهايته بمبلغ صغير يدّخره لينفق على دراسته، أراد ألا يكون مثلهم، حلم بشهادة تكون سلاحاً له في الحياة بعدما جرّده الفقر من كل شيء.
عاد الصبي هذه المرة فوجد الجميع يتهامسون عليه، من دون أن يفهم السبب، حتى جاءت كلمات أحدهم تبلغه بفضيحة شقيقته والعار الذي سيجعله مطأطأ الرأس الى الأبد، فتحركت في داخله نخوة رجل كبير وهو لا يزال صبياً صغيراً.
مثل الحيوان المفترس انطلق يبحث عن فريسته، لم يمهل نفسه وقتاً لمعرفة ما حدث والوقوف على الحقيقة، فاستل سكيناً سدّد به طعنات عدة مزّقت جسد شقيقته، ولم يكتف بذلك، بل أمسكها من رأسها بعدما خارت قواها وذبحها كخروف قدمه أضحية لشرف عائلته.
كان رجال المباحث قد تلقوا بلاغاً بقيام أحد الأشخاص بالاعتداء على إحدى السيدات، وبالانتقال وجدوا أن المتهم طفل يدعى بشير ناجح، 13 سنة، حيث عمد الى قتل شقيقته، ليبدأ في سرد اعترافاته حول الجريمة التي ارتكبها بدافع الشرف.