المصدر / وكالات
في لقاء مع الممثلة الدائمة للأردن في الأمم المتحدة دينا قعوار، على هامش مؤتمر صحافي حول الشباب واعتماد مجلس الأمن للقرار 2250 الذي تقدم به الأردن، طرحت "القدس العربي" اللندنية، مجموعة من الأسئلة على السفيرة قعوار وهي على أبواب انتهاء عضوية الأردن لمجلس الأمن في نهاية كانون الأول/ ديسمبر الحالي، لتحتل مصر المقعد نفسه للسنتين المقبلتين.
وتمحورت الأسئلة لقعوار حول ارتفاع نسبة التوقع لدى العرب عامة والفلسطينيين خاصة خلال عضوية الأردن الأكثر التصاقا بالقضية الفلسطينية، بأن يتم الضغط باتجاه حلحلة الجمود الذي وصلت إليه القضية في ظل التعنت الإسرائيلي وانشغال العرب بقضاياهم المحلية، فلماذا بعد سنتين من العمل لم يتم إحراز أي تقدم؟.. ولماذا لا أحد يعرف مصير البيان الرئاسي الذي تقدمت به فرنسا حول تأمين الحماية للشعب الفلسطيني؟ ولماذا لا يعرف مصير مشروع القرار الذي تقدمت به نيوزيلندا حول تجميد الاستيطان مقابل العودة للمفاوضات وتجميد التوجه للمنظمات الدولية؟
استفاضت السفيرة قعوار في الإجابة، مؤكدة أولا أن السنتين الماضيتين كانتا شديدتين بالنسبة للأردن وتميزتا بالعمل الدؤوب والمتواصل من خلال العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن على كثير من القضايا من بينها قضايا الإرهاب وتأمين المساعدات الإنسانية لسوريا وموضوع حماية التراث وغيرها من القضايا العديدة بما فيها القضية الفلسطينية.
وقالت «علينا أن نقر في البداية أننا إذ نغادر مجلس الأمن فإنه لن يغادرنا. ومن سوء الحظ أن الكثير من القضايا العربية وحتى الأفريقية المطروحة على جدول أعمال المجلس لا يتمكن المجلس باستمرار أن يحلها جميعا بسبب طبيعة المجلس نفسه».
واضافت «وأود أن أشارككم في مشاعر الإحباط لفشل مجلس الأمن في تحقيق أي تقدم على المسار الفلسطيني. وكما تعرفون فنحن أكثر بلد له علاقة ومسؤولية عندما نتحدث عن الأزمة الفلسطينية أولا كعرب، وثانيا كجيران، وثالثا هناك أعداد كبيرة من الفلسطينيين الذين يعيشون في الأردن بوضعية اللاجئ. أضف إلى ذلك أن معظم القضايا التي تبحث في أية عملية سلام تهم الأردن مثل وضع اللاجئين والقدس والمياه والأمن والحدود، فأي حل أو تقدم نحو الحل يهم الأردن بشكل مباشر ونعمل على الاستثمار فيه. وأود أن أقول إن هذا الأمر ليس سهلا وأقول هذا بنوع من الإحباط. ليس هذا الأمر سهلا داخل مجلس الأمن».
وتابعت القول «من جهة أخرى أود أن أؤكد أننا عملنا بكل طاقاتنا خلال السنتين الماضيتين على قدر ما يمكن تحقيقه ضمن الظروف المعروفة. فبعد وصولي شخصيا في الأول من آب/ أغسطس 2014 تقدمنا بمشروع قرار في الثالث من ذلك الشهر حول القدس وكنا نضغط باتجاه التصويت عليه إلا أنه كان هناك قرار بسحبه ولم نكن نحن أصحاب سحب القرار. وعدنا مرة أخرى وقدمنا مشروع قرار في كانون الأول حول تحديد موعد لإنهاء الاحتلال لكن مشروع القرار لم ينجح، في الحصول على تسعة أصوات إيجابية. كما أننا أصدرنا بيانا صحافيا مهما حول الأحداث الأخيرة في القدس واستخدم البيان لأول مرة مصطلح «الحرم الشريف» فقط.
وتساءلت السفيرة قعوار «هل هذه إنجازات كافية؟.. بالتأكيد لا؟. فالحديث عن الإنجازات يوحي بأن هناك حالة من الإحباط وأنا أتفق مع هذه الحالة. وللحقيقة فهذه مسألة صعبة وأحيانا نجد صعوبة في تمرير مثل هذه المسائل أحيانا لوجود معارضة حقيقية داخل المجلس وتلك أمور لا نتحكم فيها».