المصدر / وكالات
تغيب الحوثيون عن جلسات اليوم الرابع من مشاورات سويسرا بسبب التطورات في محافظة الجوف.
وسيطر الجيش اليمني والمقاومة الشعبية الجمعة على مدينة "الحزم" مركز محافظة "الجوف" شمالي البلاد، بعد معارك عنيفة مع الحوثيين، حسب مصدر في المقاومة.
وقال مصدر يمني حكومي إن وفد "الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح"، غاب عن جلسة اليوم الرابع من مشاورات مدينة بال السويسرية مع الحكومة اليمنية الجمعة.
وذكر المصدر، أن الحوثيين أبلغوا المبعوث الأممي أنهم لن يشاركوا في الجلسة بسبب ما أسموها بـ"التطورات الميدانية في الجوف" شمالي اليمن، والتي خسروا مواقع كبيرة فيها لصالح القوات الحكومية.
وأضاف المصدر أن "الحوثيين لم يلتزموا أيضا بما تم الاتفاق عليه في أجندة المشاورات، حيث لم يتم فك الحصار عن مدينة تعز وإدخال الإمدادات الإنسانية، وأيضا الكشف عن مصير المعتقلين السياسيين والعسكريين، والإفراج عنهم".
وكانت قوات الجيش الوطني الموالي للحكومة الشرعية قد سيطرت على مواقع استراتيجية في محافظة الجوف على الحدود السعودية وسيطرت على مدينة الحزم، عاصمة المحافظة، بعد معارك عنيفة على مدار اليومين الماضيين.
وأضاف المصدر أن المقاومة دخلت المجمع الحكومي (مبنى المحافظة)،وأحكمت سيطرتها على بقية أنحاء المدينة.
وأشار المصدر إلى أن المقاومة اقتحمت اليوم معسكر "اللبنات" الاستراتيجي شمال شرق محافظة "الجوف" وتمكنت من تحريره بعد حصاره لعدة أيام.
كما اكد المصدر سيطرة المقاومة والجيش على مديرية "الغيل" جنوب مدينة "الحزم"، وتواصل الاشتباكات في المواقع التي لا يزال الحوثيون يسيطرون عليها باتجاه منطقة "مفرق الجوف".
وأشار المصدر إلى مقتل 7 من الحوثيين خلال معارك تحرير المحافظة، دون ذكر مزيد من التفاصيل حول الضحايا في صفوف المقاومة والجيش.
وسيطر الحوثيون منتصف يونيو/حزيران على مدينة "الحزم" مركز محافظة "الجوف" بعد معارك عنيفة مع المقاومة الشعبية.
ويبدو أن هذه التطورات قد أجهضت جميع الجهود التي قام بها المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد للتقريب بين الفرقاء على مدى الأيام الثلاثة الأولى لبدء المفاوضات.
وقالت مصادر مقربة من جلسات الاجتماع إن الحوار بين الحكومة اليمنية الشرعية وجماعة الحوثي الشيعية الانقلابية جرى الخميس في قرية ماجلينجن المعزولة.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة في جنيف إن الاجتماع المعزول "جاء بناء على طلب المبعوث الخاص (اسماعيل ولد الشيخ أحمد) الذي تمنى أن يكون اللقاء في مكان معزول أملا في فرص نجاح المحادثات وحمايتها".
كما اقترح المبعوث الخاص توفير صلاة جماعية يؤديها أعضاء الوفدين في بداية لقاء ماجلينجن، لكن التطورات الميدانية في الجوف وفي غيرها من جبهات الصراع تعقد على ما يبدو مهام ولد الشيخ أحمد.
وكشفت مليشيات الحوثي ولأول عن مصير وزير الدفاع في حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي اللواء محمود الصبيحي.
وقالت مصادر دبلوماسية مطلعة في جنيف ان وفد الانقلابيين رفض تقديم قوائم بأسماء المختطفين لديهم، واكتفوا بالتأكيد على أن وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي على قيد الحياة.
وواجهت محادثات السلام اليمنية في "بال" السويسرية عثرات متلاحقة، خلال اليوم الثالث لبدء المحادثات التي بدأت يوم الثلاثاء.
وتتركز الخلافات حول طلب الحكومة الإفراج عن المعتقلين السياسيين كما تنص المسودة في 18 ديسمبر/كانون الأول، لكن الحوثيين وصالح يرفضون ذلك.
وبحسب المصادر فإن الحوثيين وصالح يريدون أن يتم وقف الغارات الجوية تماما قبل الإفراج عن المعتقلين وهو ما ترفضه الحكومة. ويصر الحوثيون على تسمية المعتقلين السياسيين أنهم أسرى.
وبحسب مصدر مطلع فقد أسفرت مشاورات اليوم الثالث التي جرت الخميس، عن تشكيل لجنتين احداها لتسهيل وصول الإغاثة الى المدن اليمنية والأخرى عسكرية، لمراقبة وقف إطلاق النار.
وكان الحوثيون أعلنوا عن سماحهم لعدد من شاحنات الإغاثة الى مدينة تعز التي يحاصرونها منذ شهور، الا أن لجنة الإغاثة نفت ذلك، مؤكدة أن ما أعلنه الحوثيون مجرد ادعاء.
ونفى بيان لائتلاف الإغاثة الإنسانية بالمدينة المنكوبة، وصول أي معونات أو مساعدات إنسانية إلى الأماكن والأحياء المحاصرة في المدينة، وإن المساعدات ما تزال في مناطق خارج المدينة.
وكان بيان لمنسق الشؤون الإنسانية لدى مكتب الأمم المتحدة جيمي ماكغولدريك، قال فيه أنهم استطاعوا إيصال المساعدات الإنسانية الى الأماكن المحاصرة في المدينة.
غير إن بيان ائتلاف الإغاثة، قال إن المعونات لا تدخل الى المناطق المحاصرة أو يتم تخزينها في أماكن غير محددة من قبل برنامج الغذاء العالمي، وأضاف بأنه مازالت المدينة تعاني من الحصار الخانق.
وتابع "مازالت المستشفيات تعاني من نقص حاد في مادة الأكسجين وهناك عشرات الوفيات التي قضت بسبب عدم القدرة على التعامل معهم في غرف الطوارئ والعمليات نتيجة انعدام الأكسجين".
وأكد البيان على إرسال مراقبين على الأرض لتوزيع المساعدات حسب الخطة المعتمدة من قبل برنامج الغذاء العالمي، وفك الحصار عن المدينة وإيجاد ممر آمن لمرور المساعدات والمواد الإغاثية والطبية الهامة.
وقال "ما لم فإننا نحمل المنظمات الدولية كافة المسؤولية على ما يحصل للأبرياء، في مدينة تعز من تجويع وقتل جراء القصف والحصار المتعمد ومنع دخول المعونات وخاصة اسطوانات الأكسجين والمستلزمات الطبية والغذائية".
وشكلت اللجنة الثانية من شخصيتين عسكريتين من كلا الوفدين برئاسة خبير عسكري لبناني كلفته الأمم المتحدة برئاسة اللجنة، للإشراف على وقف إطلاق النار وتثبيت الهدنة التي تبقى منها 4 أيام.
وستعمل لجنة وقف إطلاق النار كمجموعة اتصال لنقل الموقف على الأرض، بحسب المهام الموكلة اليها.