المصدر / وكالات
منطقة الحرفيين بمدينة السلام فى القاهرة أحدي المحافظات المصرية ، كانت مسرحاً لأحداث جريمة دموية هزت أرجاء العاصمة حيث قام شاب يدعى طاهر حفظى، 21 سنة، بقتل والدته صباح محمد راشد، 38 سنة، خنقاً بعدما تعدى عليها بالضرب ومزق شعرها، ولم يكتف بذلك بل تعدى على والده حفظى فواز، بالساطور، فى محاولة لقتله هو الآخر، لكنه نجا من الموت بأعجوبة.
«الوطن» انتقلت إلى شارع مصطفى الشرقاوى بمنطقة الحرفيين، حيث تقيم أسرة الضحية ووالداها وشقيقاتها، حيث أكدوا أن المتهم كان يتمتع بصحة نفسية سليمة ولم يكن يتعاطى أى نوع من أنواع المخدرات، بالعكس كان الجميع يشهد له بالأدب والأخلاق خاصة أنه قد تعلم ودرس بالأزهر علاوة على حفظه أجزاء من القرآن الكريم.
والدة الضحية سيدات حسن، 70 سنة، قالت «ابنتى كانت أفضل أخواتها وأجملهن وكانت محبوبة من الجميع، ولم أتخيل يوماً أن نهايتها ستكون بهذا الشكل وعلى يد فلذة كبدها»، وأضافت «كل ما أنتظره من القضاء هو أن يأخذ حقها منه، ونارى ستظل مشتعلة إلى أن يأخذ إعداماً على جريمته، ولو رأيته بعينى سأشرب من دمه وآكل كبده بأسنانى وأوزع شربات احتفالاً بموته».
واستكملت «كانت عندى يوم وفاتها وتناولنا الغداء معاً ثم تركتنا وعادت لمنزلها لتحضير الطعام لابنها الذى قتلها، وبعد أقل من ساعتين فوجئت باتصال يخبرنا أن زوجها مصاب بالمستشفى، فأسرعنا إليه لنجده فى حالة سيئة، وأخبرنا أن ابنه تعدى عليه بالساطور، وطلب منا أن نتوجه للشقة للبحث عن صباح ابنتى لأنه لا يعرف أين هى وعندما سأل نجله المتهم عليها قال له إنه لا يعرف.. وقال: أنا خايف عليها ليكون الواد موتها زى ما كان عايز يموتنى روحوا الشقة دوروا عليها».
أضافت أمام ضابط الشرطة «وقبل أن نكتشف الجريمة الكبرى رفض الأب اتهام نجله بالشروع فى قتله، وقال بمحضر الشرطة أن لوحاً زجاجياً سقط عليه وأصابه وكان ذلك خوفاً على غضب صباح عندما تعلم أنه تسبب فى حبس ابنها».
محمد راشد، 75 سنة، والد الضحية قال: «دخلنا الشقة وبحثنا عنها فى الغرف ولم نجدها نهائياً، إلى أن فوجئنا بها جثة هامدة بداخل البلكونة ومغطاة بأكوام من الملابس القديمة، وحالتها كانت سيئة جداً فشعرها كان ممزقاً وكانت رقبتها مخنوقة بإيشاربها».
وأضاف: «وقتها لم أستطع أن أتمالك أعصابى وسقطت على الأرض من هول الصدمة، لدرجة أننى لم أنطق بكلمة عندما سألنى ضابط الشرطة، واكتفيت بقولى: اقبضوا عليه وهاتوا حق بنتى».
شقيقات الضحية أكدن أنه لم تكن هناك خلافات بين شقيقتهن الضحية ونجلها، وأن ما حدث كان مفاجأة لهن، وأشرن إلى أنها كانت تجمع الأموال من أجل شراء غرفة نوم جديدة لابنها القاتل كى تزوجه معها فى نفس الشقة مطلع العام المقبل.
وأضافت شقيقتها «سماح» أن نجل شقيقتها كان يعامل والدته بشكل سيئ فى الآونة الأخيرة بعدما أتم خطبته على فتاة كانت دائماً تفتعل خلافات مع والدته وكانت تكرهها، وهذه الفتاة هى السبب فى الجريمة، وهى التى دفعته لارتكابها من أجل الاستيلاء على الشقة، وهى أيضاً من قامت بإخفائه بمعاونة شقيقها بعدما ارتكب جريمته».
أما المتهم الذى تم حجزه فى قسم شرطة السلام فقد أكد: «أنا ندمان أنى ماقتلتش أبويا زى ما قتلتها لأنهم كانوا عايزين يفرقوا بينى وبين حب عمرى»، بعدها رفض استكمال الحديث قائلاً «أنا قلت إللى عندى وماعنديش كلام تانى».
أما «محمود طلبة» حارس عقار بالمنطقة فقد أكد أن أسرة الضحية والمكونة من زوجها ونجلها الثانى غادروا المنزل منذ الوفاة وسافروا للإقامة بقريتهم بمحافظة المنيا، وقال عن يوم الحادث: «فوجئت بحفظى فواز زوج الضحية ووالد المتهم يهرول إلى خارج العقار وهو غارق فى دمائه ويصرخ «الواد طاهر عايز يموتنى»، وقتها انشغلت مع الأهالى فى إسعاف الرجل نظراً لحالته السيئة».
وأضاف «ذهبنا به للمستشفى وبعدما اطمأننت عليه عدت مرة أخرى لعملى، فوجدت طاهر المتهم بعد نحو ساعة يغادر المكان وكأن شيئاً لم يحدث، ولم يمض وقت طويل حتى وجدت أسرة صباح المجنى عليها قد حضرت وصعدوا للشقة، وبعد دقائق معدودة سمعت أصوات صراخ واستغاثة، صعدت لاستكشاف الأمر ففوجئت بالمجنى عليها ملقاة على الأرض وقد فارقت الحياة، اتصلنا بالشرطة التى حضرت بسرعة ونقلت الضحية للمشرحة، بعدها علمت أن نجلها هو الذى قام بقتلها وأخفى جثمانها فى البلكونة ثم تعدى على والده بغرض قتله أيضاً». بداية الواقعة كانت ببلاغ تلقاه الرائد محمد السيسى رئيس مباحث قسم شرطة السلام يفيد بوفاة «صباح محمد راشد» 38 سنة، وبالانتقال إلى مكان البلاغ تبين إصابة المجنى عليها بخنق فى الرقبة بالإضافة إلى آثار صفع على وجهها. واتهم زوجها ابنه ويدعى «طاهر» بارتكاب الجريمة، وقال إنه حضر إلى المنزل فلم يجدها وعندما سأل نجله قال له إنه لا يعرف طريقها وبعدها فوجئ به يتعدى عليه بالساطور.