المصدر / وكالات
بحثت الإدارة الأمريكية إمكانية تزويد "المعارضة المعتدلة السورية" بأسلحة مضادة للطائرات، لمواجهة المقاتلات الروسية، حسبما نقلته صحيفة "واشنطن بوست"، الأحد 23 أكتوبر/تشرين الأول.
وبحسب الصحيفة فإن واشنطن درست خطة "لإمداد الفصائل التي تؤيدها إدارة الاستخبارات المركزية الأمريكية بعدد كبير من الوسائل النارية"، موضحة أن الحديث دار حول الأسلحة التي "قد تساعد هذه الفصائل في الدفاع عن نفسها من الطائرات والمدفعية الروسية".
وأضافت "واشنطن بوست" أن الإدارة الأمريكية ناقشت هذه الخطة في أثناء اجتماعاتها الأخيرة بشأن الأمن القومي وأنها لم تصدق عليها ولكن لم ترفضها أيضا، الأمر الذي يشير إلى ارتيابية متزايدة في البيت الأبيض بشأن توسيع برنامج إدارة الاستخبارات المركزية الذي بموجبه تم تدريب آلاف المسلحين السوريين، وتزويدهم بأسلحة خلال السنوات الـ3 الماضية.
وذكرت الصحيفة أن هذا البرنامج السري كان "عنصرا محوريا في الاستراتيجية الأمريكية الرامية إلى الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد بغية استقالته"، غير أن نشاط وحدات من القوات المسلحة الروسية في سوريا زاد الشكوك الأمريكية في التوصل إلى نتائج هذا البرنامج.
وبحسب الصحيفة فإن أوباما يعتزم "تسليم مستقبل هذا البرنامج إلى الرئيس الأمريكي الجديد" الذي سيخلفه في البيت الأبيض.
ونوهت "واشنطن بوست" إلى أن بعض المسؤولين في البيت الأبيض، بمن فيهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أعربوا عن ارتيابهم بشأن توسيع برنامج إدارة الاستخبارات المركزية الأمريكية، مشيرين إلى أن الأسلحة (التي يتم تزويد المعارضة السورية بها) قد تسفر عن مقتل عسكريين روس ما يؤدي إلى مواجهة مع موسكو.
وذكرت الصحيفة أن بعض الممثلين في الإدارة الأمريكية يعتقدون أن توسيع هذا البرنامج لن يؤدي إلا إلى مذبحة دموية في سوريا، وأن فصائل المعارضة السورية لا تحرز نجاحا كبيرا في ميدان القتال، مضيفين أن موسكو قد أخذت زمام المبادرة ومن غير المحتمل محاربة قوات الأسد من دون محاربة القوات الروسية.
وواصلت "واشنطن بوست" أن أنصار توسيع البرنامج يعتقدون أن الاستخبارات الأمريكية ساهمت في تشكيل القوى السياسية المعتدلة في سوريا التي كانت تمثل تهديدا جديا للأسد قبل السنة الماضية، مضيفين أن "الجيش السوري الحر" لم يتعرض للضربات الروسية وهو القوة الوحيدة في سوريا التي تستطيع مواصلة الحرب ودفع موسكو للتراجع عن الأسد في إطار التسوية السياسية.
وبحسب الصحيفة فإن "الشخصيات المحورية في إدارة أوباما" أصروا على أن المهمة الأولية يجب أن تتلخص في محاربة تنظيم "داعش" وليست في مواجهة الأسد.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن بعض شركاء واشنطن، بمن فيهم تركيا، أعربوا عن خيبة أملهم من التراجع المحتمل عن هذا البرنامج السري. وأعلنت أنقرة أنها "ستبدأ باتخاذ إجراءات أحادية الجانب بشأن توريد الأسلحة الثقيلة" لجماعات مسلحة سورية مؤيدة من قبلها.
أما فيما يخص معركة حلب فتعتقد الإدارة الأمريكية أن هذه المعركة ستستغرق أشهر طويلة، وحتى إذا جرى سقوط المدينة في أيدي القوات الحكومية فإن المعارضة السورية ستفتح جبهات جديدة أخرى، حسب ما ورد في الصحيفة.
يشار إلى أن البيت الأبيض وإدارة الاستخبارات المركزية الأمريكية رفضت التعليق على هذه المعلومات.