المصدر / وكالات
التهمت ألسنة اللهب، يوم الاثنين، مساحات شاسعة من منتجع "دنيا بارك"، الواقع بين ضاحيتي "بن عكنون" و"زرالدة" في الجزائر العاصمة، وفرضت على المنطقة حصاراً بفعل سحب الدخان التي تلبدت بها سماء العاصمة وحجبت الرؤية بشكل شلّ بالكامل حركة السير.
ودفعت قوات الدفاع المدني وحدات الإطفاء لمحاصرة الحريق المهول الذي أتى على أشجار ومعدات كبيرة، ما خلّف خسائر بليغة بحسب المعطيات المتوفرة.
واستغرق إخماد النيران، التي لم تشهدها من قبل منطقة حضرية بقلب العاصمة بهذا الحجم، نحو 6 ساعات، فيما فتحت مصالح الشرطة والدرك الجزائريين تحقيقات منفصلة لكشف ملابسات الواقعة.
ورجحت مصادر مطلعة لــ"إرم نيوز" أن يكون الفعل متعمدًا لطمس معالم فضيحة فساد كبيرة ضربت أكبر منتجعات البلاد وظلت قبل أسابيع محل جدل سياسي وإعلامي بسبب ضلوع مسؤولين نافذين في القضية، بينهم وزراء وزعماء أحزاب سياسية موالية للحكومة.
وأطلق وزير السياحة والصناعات التقليدية عبد الوهاب نوري، تصريحات مدوية بثها التلفزيون الرسمي وكشف فيها أرقامًا لأول مرة تفيد باستيلاء شخصيات متنفذة على هكتارات من الأراضي التي خصصتها الدولة لإنشاء أكبر منتجع سياحي في البلاد.
وقال الوزير نوري المقرّب من عائلة بوتفليقة إنه وقف بنفسه على ارتكاب خروقات تم فيها انتهاك العقار السياحي وتجاوز القانون، مؤكدًا أنه وقّع على قرارات إلغاء 96 عقد استفادة مع فتح تحقيق في طريقة توزيع الأراضي وبيعها عقب اطلاعه بنفسه على ممارسات النهب التي تعرض لها منتجع "دنيا بارك".
ويعتبر "دنيا بارك" من المشاريع التي راهن عليها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة منذ مجيئه للسلطة، حتى يظهر للعالم الغنى البيئي للبلاد في شكل منتزه سياحي بمواصفات عالمية على مساحة إجمالية تفوق 1000 هكتار، حيث يضم حدائق نباتية ومساحات خضراء وملاعب ومرافق عامة مخصصة للنزهة والاستجمام بكلفة تتجاوز 5 مليارات دولار.
وتعاطت وسائل إعلام محلية بشكل لافت مع تصريحات نارية لوزير في حكومة عبد المالك سلال، وقدمت أسماء 4 وزراء تعاقبوا في وقت سابق على المسؤولية، وهم الشريف رحماني وزير البيئة السابق، وعمارة بن يونس وزير السياحة السابق، وزعيم حزب “الحركة الشعبية الجزائرية” والوزيرة دليلة بوجمعة ووزير السياحة السابق عمار عول وهو حاليا عضو بمجلس الأمة.
وتأتي الحادثة في وقت تشهد فيه الجزائر تقلبات سياسية وبعد ساعات من انسحاب عمار سعداني من قيادة حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم بعد اتهامات خطيرة وجهها لمسؤولين بارزين وزعماء أحزاب سياسية بينهم الجنرال توفيق قائد المخابرات العسكرية السابق، وعبد العزيز بلخادم رئيس الحكومة والمستشار السابق لرئيس الجمهورية والزعيمة اليسارية لويزة حنون والناشط السياسي رشيد نكاز ورئيس حزب “جيل جديد” جيلالي سفيان وغيرهم.