المصدر / وكالات
رأت مجلة "الـنيوستيتسمان" البريطانية أن الغرور هو المبرر الوحيد لرغبة المرشح الأمريكي دونالد ترامب في أن يكون رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.
واستهلت المجلة افتتاحية لها بالقول إن إعلان مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) جيمس كومي، في 28 أكتوبر المنصرم، عن فتح التحقيق من جديد في قضية البريد الإلكتروني لـهيلاري كلينتون – هذا الإعلان جاء بمثابة هدية من السماء لـدونالد ترامب الذي كانت نسبة تأييده قد انهارت بعد أدائه الكارثي في المناظرات الرئاسية وما انكشف من سلوكه المُشين تجاه النساء.
ورصدت "النيوستيتسمان" وصْف ترامب لفضيحة البريد الإلكتروني تلك بأنها "أكبر من فضيحة ووترجيت"، وعلقت المجلة قائلة إن هذا الوصف هو "هراء" كمعظم كلام ترامب؛ لقد كانت ووترجيت جريمة شارك فيها رئيس الولايات المتحدة و48 من أعوانه ومتآمرون وأدينوا فيها.
ورأت المجلة أنه من الحسن الحظ أن المنافسة التي قدّمتْ للمستر ترامب منصةً مهمة سوف تنتهي في 8 نوفمبر الجاري، عندما تنتخب الولايات المتحدة خليفة للرئيس باراك أوباما.
وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي لا زالت متقاربة النتائج، إلا أن المستر ترامب هو في طريقه للهزيمة؛ فلم يحدث في تاريخ أمريكا أن خاض شخصٌ واضح الافتقار للأهلية سباق الرئاسة كمرشح عن أحد الحزبين الرئيسيين على غرار ترامب.
ورأت "الـنيوستيتسمان"، أن الكذب وحده كان كفيلا بتجريد ترامب من أهلية الفوز بترشيح الحزب الجمهوري له؛ على أن الكذب ليس إلا أحد صفات سيئة كثيرة تحملها شخصية ترامب.
لقد وجّه المستر ترامب مرارًا وتكرارًا إهانات لذوي البشرة السوداء واللاتينيين والمسلمين، كما تمّ بشكل جيد توثيق تمييزه القائم على أساس الجنس وسوء نظرته للمرأة... ولقد تلقى اتهامات من كثير من السيدات بسوء السلوك، فما كان منه إلا أن اتهمهن جميعا بالكذب وتوعد بأن يقاضيهن جميعا وهو ردٌّ يتطابق مع الغرور الذي يصاحب سلوكه المتنمر.
وأكدت المجلة، أنه باستثناء الغرور، فإنه لا يوجد ما يبرر رغبة ترامب في أن يكون رئيسا... فبخلاف العديد من المليارديرات، لا يهتم ترامب كثيرا بشئون العامة، وهو يعتبر التهرب من دفع الضرائب بمثابة علامة على الذكاء، وليس لديه سجلا في الخدمة العامة، كما أنه جاهل في الشئون الخارجية.
ونوهت الـنيوستيتسمان عن أن الحل الذي طرحه ترامب لمشكلة الإرهاب في الشرق الأوسط تمثل في تفجير أعداء أمريكا والقذف بهم في هوّة النسيان وتعذيب ذويهم... كما أن من بين القادة مثار إعجابه يتميز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشعل الحروب الذي يُعتقد أن أعوانه قد تمكنوا من اختراق خوادم الحزب الديمقراطي في محاولة للسيطرة على نتيجة الانتخابات.
وأكدت المجلة أن الصفات التي ميزت ترامب بوضوح في أحاديثه ومداخلاته الإعلامية من غضب ونرجسية وتناقض - هي صفات تناسب طفلا في الثالثة عشرة من عمره.
إن المستر ترامب لم يستطع أن يُلزم نفسه بدعوة منافسته الرئيسية باسمها، مُفضلا أن يناديها بالـ "فاسدة"، ومتوّعِدًا بأن يسجنها إذا ما فاز في انتخابات الرئاسة التي حذر مُسبقا من تزوير نتائجها التي قال إنه لا يعرف حتى الآن هل سيقبلها أم لا.
وقالت "الـنيوستيتسمان"، إن الحزب الجمهوري قد جلب على نفسه الخزي إذْ سمح للمستر ترامب بإطلاق أمثال تلك التصريحات بينما التزم الحزب في معظمه الصمت.
ورأت المجلة البريطانية أن نجاح ترامب في اجتذاب تأييد الكثيرين من الناخبين ذوي البشرة البيضاء لا يعكس تميّزا في شخصيته هو بقدر ما يعكس حالة الاستقطاب المجتمعي في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكدت المجلة أن ترّشح ترامب قد منح رخصة لتفشيّ أمراض رهاب الأجانب ومعاداة السامية والتمييز ضد المرأة في الخطاب العام الأمريكي، وإذا ما فشل ترامب في الفوز بالانتخابات فمن غير المرجح أن يتقاعد من الحياة العامة بعزة وكرامة... ربما تشهد أمريكا أياما حالكة السواد في الفترة المقبلة.
واختتمت "الـنيوستيتسمان"، قائلة إن كلينتون بعيدة عن أن تكون مرشحة مثالية؛ إن ميلها إلى التكتيم فيما يتعلق بفضيحة البريد الإلكتروني- هذا الميل هو دليل ضعف، كما أنها بعيدة عن الصناعة المالية... ومع ذلك، فليست تلك إلا صغائر مقارنة بموبقات ترامب.