المصدر / وكالات
يدلي الناخبون الفرنسيون اليوم بأصواتهم في الدورة الأولى من الانتخابات التمهيدية لليمين ويمين الوسط على أن تكون هناك دورة ثانية الأحد المقبل لاختيار مرشح واحد من بين سبعة لخوض الانتخابات الرئاسية في الربيع المقبل. وينتمي ستة من المرشحين السبعة إلى حزب "الجمهوريون"، وهو حزب اليمين الرئيسي في فرنسا.
فيون مفاجأة الأيام الأخيرة
وكانت استطلاعات الرأي أظهرت في الأسابيع الماضية أن آلان جوبيه، رئيس الوزراء الأسبق (في مستهل عهد شيراك)، هو الأوفر حظاً للفوز في الانتخابات التمهيدية لليمين، يليه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، ويأتي بعدهما رئيس الوزراء السابق (طوال عهد ساركوزي) فرنسوا فيون. لكن مفاجأة الأيام الأخيرة تمثلت بصعود مفاجئ لهذا الأخير في الاستطلاعات التي توقع أحدها، والذي نشره معهد إيبسوس الجمعة، أن يحصل فيون على 30% من الأصوات، مقابل 29% لكلٍّ من جوبيه وساركوزي.
وبرأي مراقبين فقد تمكن فيون خلال المناظرات الثلاث التي جرت بين المرشحين السبعة، وكان آخرها مساء الخميس، من إقناع ناخبي اليمين ببرنامج انتخابي أعدّه بعناية منذ أشهر ويُعتبر أكثر ليبرالية من برنامجَيْ منافسَيه الرئيسيين، فيما حذّر مراقبون آخرون من الركون إلى نتائج استطلاع واحد، معتبرين أن فرص جوبيه لا تزال الأكبر، وأن منافسه الحقيقي يبقى ساركوزي، لكنهم أقروا بأن المفاجآت تبقى واردة.
تباينات حول المواقف من سوريا وإيران والسعودية
التصريحات التي أدلى بها مرشحو اليمين الثلاثة الرئيسيون، أظهرت تباينات واضحة فيما بينهم حول الاستراتيجية الواجب اعتمادها في الشرق الأوسط.
ساركوزي قال إن "الذين يعتقدون أنهم يستطيعون إرساء السلام في منطقة المتوسط من دون السعودية وإيران وروسيا لا يعرفون هذا الملف".
جوبيه وجّه في المقابل انتقادات لكل من السعودية وإيران، لكنه اعتبر أن "طهران هي التي تلعب دوراً خطيراً في المنطقة من خلال دعم حزب الله الذي يرسل الصواريخ إلى إسرائيل".
أما فيون فيبتعدُ كثيراً عن منافسيه في هذا الموضوع، ويدعو إلى تشكيل تحالف عالمي يضم القوى التي تقاتل تنظيم داعش على الأرض، خصوصاً الأكراد وحزب الله والجيش السوري النظامي رغم وصفه النظام السوري بـ"المقيت"، لكن المهم برأيه "ألا تسقط سوريا في أيدي تنظيم داعش".
ترمب شعبي أم شعبوي؟
بالنسبة للرئيس السابق ساركوزي فإن انتخاب ترمب رئيساً للولايات المتحدة يعبر عن إرادة التغيير لدى الشعب الأميركي وعن "رفض الفكر الأحادي الذي لا يأبه لمطالب الشعوب لناحية ضبط الهجرة واحترام الحدود وحماية مواطنينا من الإرهاب".
في المقابل حذر ألان جوبيه من "المخاطر التي تجرّها الشعبوية على الديمقراطية"، معتبراً أن "العالم يحتاج إلى ديمقراطية أميركية هادئة تسهم في حماية توازنه المهدد بشكل خطير".
فيون قال من جهته إنه يثق بالديمقراطية الأميركية لاحتواء دونالد ترمب الذي يجب الحكم على أعماله بالدرجة الأولى، مذكّراً بأن الرئيس الأميركي المنتخب ينتمي إلى الحزب الجمهوري "وهو ليس حزباً شعبوياً ولا يمينياً متطرفاً"، ثم إن "ترمب أصبح رئيساً لبلد فيه مؤسسات".
الاشتراكيون مشتتون
على المقلب الآخر، حيث الحزب الاشتراكي الذي ترشح عدد من أقطابه للرئاسيات، بدأ الخلاف يطفو على السطح بين الرئيس فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء مانويل فالس الذي يدعو الرئيس إما إلى إعلان ترشحه أو عزوفه عن ذلك كي يفسح المجال لآخرين، من بينهم فالس نفسه الذي قال السبت علناً وللمرة الأولى إنه مستعد لخوض معركة الرئاسيات. وأمام هولاند مهلة تنتهي منتصف الشهر المقبل ليحسم خياره، علماً أن استطلاعات الرأي تتوقع خسارته في حال الترشح. وستجري الانتخابات التمهيدية للحزب الاشتراكي على دورتين: في 22 و29 يناير المقبل، وقد سبقهما ترشح وزيرين سابقين في حكومة فالس للرئاسة، هما آرنو مونتبور الذي ترشح قبل ثلاثة أشهر، وإيمانويل ماكرون الذي ترشح قبل أيام، كما ترشح وزير ثالث هو بنوا أمون للانتخابات التمهيدية لدى الاشتراكيين.
يذكر أن الانتخابات الرئاسية في فرنسا ستُجرى على دورتين: في 23 أبريل و7 مايو من العام المقبل.