المصدر / وكالات
نفى وزير الإعلام السوري رامز ترجمان وجود محادثات سرية مع الكيان الصهيوني بوساطة أردنية، معتبرا أي محادثات لا تفضي إلى استعادة الجولان مرفوضة كما ان الأردن ليس بموقع يؤهله ليكون وسيطا.
وقال وزير الإعلام السوري إن كل بقعة جغرافية في العمق السوري تشكل ثقلاً سيادياً وسياسياً وعسكرياً بالنسبة للدولة السورية التي تتعاطى مع كل منها بشكل متساوٍ تماماً، مبيناً أن حلب كغيرها من المناطق لها وزنها السياسي والسيادي، لكنها كانت بيضة القبان في الخطة الغربية القائمة على تقسيم سوريا، من خلال سلخ حلب عن السيادة السورية وتسميتها كما يرغبون بـ "عاصمة الشمال"، لذلك كانت هاجساً بالنسبة للقوى الغربية التي عملت بكل قوتها على منع تقدم الجيش السوري والحلفاء في المدينة وتقديم كل التعزيزات والدعم اللوجستي للمليشيات المسلحة التي كانت تنفذ الأجندة الخارجية المرسومة لها في الداخل السوري، لافتاً إلى أن الجيش السوري وحلفاءه تعاملوا مع المعركة في حلب بحساسية وبشكل مدروس نتيجة وجود المدنيين في المناطق التي دخلوها واستطاعوا تحرير القسم الأكبر منها، موضحاً أن الجيش والحلفاء مستمرون في العمل حتى إنهاء كامل الوجود المسلح في حلب.
وأضاف ترجمان خلال لقاء خاص مع وكالة أنباء فارس أن الدولة السورية عازمة ومصممة على تحرير كامل الأراضي السورية ولن تتوقف عند تحرير حلب فقط، لأن الجمهورية العرية السورية هي دولة ذات سيادة لا تقبل بالتعدي على استقلاليتها ووحدة أراضيها من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب الى الشرق، موضحاً أن جيشها قادر على دفن كل الخطط والأطماع التي تهدد هذه السيادة تحت أقدامه.
وأوضح ترجمان أن الدولة السورية كانت تسعى دوماً لخلق فرص تفاهم وفتح المجال أمام الحوار والمصالحات والتسويات والابتعاد عن العمل العسكري، لأن العصابات الإرهابية تمارس سياسة الأرض المحروقة عند إنسحابها من المناطق التي يعتزم الجيش تحريرها وبإيعاز من مشغليهم وداعميهم من أنظمة الحقد والكراهية، الأمر الذي يخلف دماراً في البنية التحتية ومؤسسات الدولة والمنشآت والمنازل التي ستكلف الدولة مبالغ طائلة لإعادة إعمارها عدا عن الكلفة العسكرية لكل عملية وغيرها من النتائج البديهية، فالحديث الذي يروجه الإعلام المعادي والشريك في الحرب على سوريا بأن الدولة السورية ترفض مقترحات الحل السياسي هو غير منطقي.
كما نفى ترجمان ما تداولته بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بما يخص محادثات سرية بين الدولة السورية والكيان الصهيوني حول الجنوب السوري بوساطة أردنية، مؤكداً أن سياسة الدولة السورية هي سياسة واضحة وعلنية، وأن الدولة السورية لا تتعامل بمبادئ التمرير من تحت الطاولة أو من وراء الكواليس.
وتابع ترجمان أن: "الجولان سوري وسيعود إلينا عاجلاً أم آجلاً، والكيان الصهيوني لا يمكن أن يتنازل بسهولة عنه لأنه من أهم العاملين على تقسيم سوريا على أسس عرقية وإثنية وطائفية لخدمة مصالحه، وبالتالي أي محادثات لا تفضي إلى استعادة الجولان هي مرفوضة، إضافة إلى أن الأردن ليس بموقع يؤهله ليكون وسيطاً بين سوريا وبين الكيان الصهيوني أو أي طرف آخر، لأنه من الدول الداعمة للإرهاب والميليشيات المسلحة التي تحارب في سوريا وخاصة في الجنوب والدلائل كثيرة".
وعن التنسيق السوري المصري لمكافحة الإرهاب، أوضح ترجمان أن مصر تعاني من الإرهاب وخصوصاً في سيناء عبر انتشار داعش فيها، ومصر تعي جيداً الدعم السعودي والقطري لهذا التنظيم، الأمر الذي استوجب تطابقاً في الموقف المصري مع السوري في مكافحة هذا الإرهاب، مشيراً إلى أن الدولة السورية أعلنت مراراً الانفتاح على كل من يريد مكافحة الإرهاب بشرط التنسيق مع الدولة السورية".
وأشار ترجمان إلى التغيير في المناخ الشعبي الدولي بشكل عام و الغربي الأوروبي بشكل خاص فيما يحدث في سوريا، خاصة بعد إنقشاع الضبابية حول المشهد في سوريا، وكشف الحقائق كما هي، ويؤكد ذلك نتيجة الانتحابات الأمريكية، عبر اعتراف الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بوجود إرهاب في سوريا وضرورة مكافحته، الأمر الذي سيضعف أدوات الولايات المتحدة في المنطقة أكثر فأكثر وأهمها تركيا والسعودية وقطر التي تؤجج الصراع المذهبي والطائفي في المنطقة وذلك طبعاً في حال تمكنه من تنفيذ ما يقوله.
وقال ترجمان أن تركيا هي الطرف الأكثر خسارة حالياً نتيجة المكانة التي كانت فيها قبل دخولها في الأزمة السورية، وانتقال أردوغان من سياسة صفر مشاكل مع الجوار إلى الغوص في عمق المشاكل، حيث وضع نفسه في مأزق لا يمكنه الخروج منه انطلاقاً من الداخل التركي الذي يعاني من شرخاً شاقولياً في عمقه نتيجة التململ الشعبي الواضح من الحكم الإخواني، إضافة إلى الإنهيار في العملة التركية وانخفاض معدلات النمو الاقتصادي التركي وارتفاع معدلات البطالة والمشاكل الاجتماعية الأخرى، التي هزت العرش الأردوغاني، وأجبرت أردوغان على البحث عن عنوان خارجي واللجوء إلى اللعب على الحبال بالتقرب من المتنافرين تارة إلى الروسي والإيراني وتارة إلى أمريكا والغرب.
وبين ترجمان أن التركي اليوم يبحث عن مكان له نتيجة الضياع الذي لحق به بسبب الدور السلبي الذي لعبه في سوريا وفتح حدوده للإرهابيين، وتوغله السافر في الأراضي السورية والاعتداء على سيادة الدولة الأمر الذي ينعكس عليه سلباً.
وحول علاقة سوريا بحلفائها، أكد ترجمان أن الثقة المتبادلة بين سوريا وحلفائها في روسيا وإيران جاءت نتيجة الثبات في المواقف والصمود الذي أبداه الشعب السوري، وقناعة الحلفاء أن ما يجري في سوريا هو إرهاب، والإرهاب لا حدود له فهو كالوباء الذي لا يمكن أن ينحسر في أرض واحدة، بل سينتشر ويغزو العالم مالم يتم القضاء عليه، لافتاً إلى أن هذه القناعة هي التي عززت الثبات في المواقف رغم المقاطعات الاقتصادية تجاه روسيا والعقوبات الاقتصادية ضد إيران ومحاولات الضغط عليها بعرقلة سير الاتفاق النووي.
وقال ترجمان إنه رغم كل الضغوطات التي طبقت على هذا المحور استطاع أن يصل إلى مرحلة قلب الميدان والانتصار فيه، مجبراً كل القوى الدولية المعادية على تغيير سياساتها ضده بما يتماشى مع نهوضه وإرادته، مبيناً أنه ومن دمشق ستظهر بوادر وشكل العالم الجديد والمتمثل بنهاية سياسة القطب الواحد التي أدخلت العالم في دمار أعاده عقود إلى الوراء، وسيمهد لسياسة التعددية القطبية التي تحفظ الأمن والاستقرار للعالم.
وختم ترجمان مؤكداً أن الدولة السورية لا تعول في إنهاء حربها سوى على نفسها وجيشها وأصدقائها، مستمدة القوة من صمود شعبها الأسطوري الذي ضحض كل الآمال والخطط لإسقاط سوريا.