المصدر / وكالات
نقل موقع “شؤون خليجية” عن مصادر داخل السعودية، أن ترتيبات تجرى داخل الأسرة الحاكمة في السعودية للقبول بالتغيرات التي من المحتمل صدورها قريبًا، وتتضمن تنصيب الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، ووزير الدفاع، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ملكًا فعليًا للبلاد، على أن يكون الملك سلمان “خادم الحرمين الشريفين والملك الوالد”، وهو “استنساخ” للتجربة القطرية، عندما عين الشيخ حمد ابنه “الشيخ تميم” أميرًا للبلاد، وصار الشيخ حمد “الأمير الوالد”، ولم يحسم الوضع بالنسبة لـ “ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير الداخلية، الأمير محمد بن نايف”، الذي يوصف بـ “الرجل القوي”، ويحظى بقبول دولي للنجاحات التي حققها في مجال مكافحة الإرهاب، والملفات الأمنية الضخمة التي يديرها, والضربات الاستباقية التي وجهها للخلايا المسلحة، والانتهاء من قوائم الموضوعين على قوائم الإرهاب والمطلوبين، سواء بالتصفية أو تسليم أنفسهم.
السلطة الفعلية.. الآن
المصادر قالت لموقع “شؤون خليجية”، إن الترتيبات قطعت شوطًا كبيرًا، ويتم تهيئة الأجواء لإعلانها، خاصة أن السلطة الفعلية الآن في يد “بن سلمان”، وهو الذي يدير الأمور المهمة السياسية والعسكرية والاقتصادية، وصولًا إلى ما أطلق عليه مؤخرًا “برنامج التحول الوطني”، الذي يستهدف قياس أداء الأجهزة الحكومية من خلال 551 مؤشرًا حول 17 مكونًا رئيسًا، والذي وصف في الإعلام المحلي بـ “الانطلاقة الاقتصادية والتنموية الكبرى”، ولكن يجري الآن تهيئة العائلة الملكة للأمر الذي يحظى بدعم “البعض”، ولكن يجد معارضة قوية من “البعض” الآخر، خاصة من الأمراء الستة الكبار الذين رفضوا تقديم البيعة للملك سلمان ولولي العهد وولي ولي العهد، ووصفها بـ “غير الشرعية”، وأنه لا “سمع لها ولا طاعة”، كما جاء في البيان الصادر من الأمير طلال بن عبد العزيز، أحد السته الكبار.
الدوائر المقربة من الأسرة الحاكمة في السعودية، والخبراء المهتمون بالشأن السعودي رصدوا العديد من الأمور التي تدفع في اتجاه التعجيل بإعلان الترتيبات في هرم السلطة، أولها التحركات المفاجئة للملك سلمان وزيارته لإخوته وأخواله السدارى، فقد زار الملك سلمان أخاه الأمير طلال بن عبد العزيز في منزله، ورافقه خلال الزيارة، نجله الأمير الطيار خالد بن سلمان، فيما استقبلهم أبناء الأمير طلال بن عبدا لعزيز، الأمير خالد بن طلال والأمير الوليد بن طلال، ونشر الأمير خالد بن طلال بن عبد العزيز، صور الزيارة عبر حسابه في تويتر.
زيارات الأخوال “السدارى”
كما قام العاهل السعودي الملك سلمان بزيارة، لأخواله “السدارى”، وطبقًا لما نشره موقع مقرب من دوائر “بن سلمان” فإن الملك سلمان استذكر، خلال الزيارة، ذكرياته مع خاله الأمير الشاعر خالد الأحمد السديري، عندما كان أميرًا لنجران، وقصيدة الأمير السديري، التي قال فيها:
“ما غير أنا وأنت يا سلمان
نمسي ونصبح على الدامة
توه صغير وعلمه بان
وعلوم سلمان قدّامه
يا جاهلين في أخو سلطان
عدو لياليه وأيامه
باكر إلى سفط الجنحان
يراوز الصيد قدامه
يشبع على جرته سرحان
من وادي أبها إلى الشامه”.
وتحدث الملك سلمان عن ترابط وقرابة القبائل السعودية، فيما مازح ابن خاله قائلًا: “أنت من شباب الغلاط، أنت غاطي”.
العودة المفاجئة لرئيس هيئة البيعة
وكانت العودة المفاجئة لرئيس هيئة البيعة الأمير مشعل بن عبد العزيز للسعودية، بعد فترة غياب طويلة وكان يرفض العودة، طبقًا لدوائر مقربة إليه، وكان “مشعل” رفض البيعة لـ”بن سلمان” و”بن نايف” وتنحية “مقرن” عن ولاية العهد، والالتفاف على الأمر الملكي المحصن الصادر من الملك عبدالله بموافقة هيئة البيعة بتنصيب “مقرن” وليًا لولي العهد، وهو المنصب الذي استحدث له خصيصًا، ولم يكن من قبل منذ تأسيس السعودية، وكانت توترت أنباء عن رفض “مشعل بن عبد العزيز” العودة إلى المملكة بعد تعيين “بن سلمان” وليًا للعهد، وخلافات بينه وبين الملك سلمان، ولكن من الواضح أن صفقات تمت رجع بمقتضاها “مشعل” للسعودية، وأعلن “عبد العزيز بن فهد” أصغر أبناء الملك فهد العودة للمملكة، بعد فترة طويلة قضاها خارج المملكة متنقلًا بين بريطانيا وإسبانيا، حيث أعلن “عبد العزيز” عبر حسابه في تويتر عودته للسعودية خلال يومين، وكذلك الحديث عن صفقة بين “بن سلمان” والأمير المعارض سعود بن سيف النصر، الذي كان من أبرز المعارضين لتولية “بن نايف” وليًا للعهد، و”بن سلمان” وليًا لولي العهد، وخصص حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” للهجوم على “بن سلمان”، واتهمه بالسطو على المال العام، وكان يصفه بـ “الجنرال الصغير”، ونشر “بن سيف النصر” بيانات منسوبة لأحد أفراد الأسرة المالكة ضد الملك سلمان ونجله “محمد بن سلمان”، وأن حالة من الغضب تسود الأسرة الحاكمة من تصرفات “بن سلمان”، والدعوة لخلع الملك سلمان وابنه وابن نايف، وتنصيب الأمير أحمد بن عبد العزيز الملك.
تحركات مكثفة..؟؟
ينظر المختصون في الشؤون السعودية، إلى تحركات الملك سلمان وزياراته لإخوته من الأمراء المعارضين لتنصيب ابنه “محمد بن سلمان”، وليًا لولي العهد، وابن شقيقه “بن نايف” وليًا للعهد، أنها مقدمات للترتيب لتنصيب ابنه ملكًا، وخاصة أن هذه الزيارات لم تحظ بتغطية إعلامية رسمية, وسربت من قبل أمراء في العائلة، كذلك إسكات الأصوات المعارضة من أبناء العائلة، ونزع فتيل التوتر والخلافات داخل الأسرة، وإغلاق ملفات بعض الأمراء التي أثارت جدلًا واسعًا، خاصة ملف الأمير عبد العزيز بن فهد، المتورط في قضية اختطاف الأمير سلطان بن تركي الثاني عبد العزيز آل سعود (مواليد 1968)، وهو أحد أبناء الأمير تركي الثاني بن عبد العزيز آل سعود، الذي اختطف من جنيف، وهناك دعوى أمام القضاء السويسري ضد “عبد العزيز بن فهد”، والشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية الحالي، بتدبير اختطاف “سلطان بن تركي” وتخديره وإعادته للمملكة.
اختطاف “سلطان بن تركي” من جنيف
وقد اتهم “سلطان بن تركي” الحكومة السعودية باختطافه، وهو من أوائل من طالبوا بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية شاملة في السعودية، فقد طالب في عام 2003 م بالشفافية ومكافحة الفساد الهائل في وزارة الدفاع وغيرها، ودعا إلى توسيع نطاق المشاركة السياسية واستقلال القضاء وغيرها من إصلاحات، وبسبب هذه المطالب جرى اختطافه من جنيف ونقله بعد تخديره، ثم وضعه رهن الإقامة الجبرية بمنزله في الرياض، ووجه “سلطان بن تركي” اتهامه لوزير الدولة آنذاك عبد العزيز بن فهد والشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية، بعد لقائه بهما في سويسرا بتدبير اختطافه من داخل قصر الملك فهد بجنيف، بعد أن دخلوا عليه أشخاص ملثمون وقيدوه وخدروه ونقلوه إلى الطائرة التابعة للأمير عبد العزيز إلى الرياض.
“سعود بن سيف النصر”.. والمصير المجهول
ويرى مراقبون أن “سعود بن سيف النصر”، خشي من مصير “سلطان بن تركي”، ولذلك توقف عن التغريدات في حسابه على “تويتر”، خصوصًا بعد أن تخطى “الضوء الأحمر” وانتقد العاهل السعودي شخصيًا، بعد أن كانت انتقاداته تنصب على نجله “بن سلمان”، ففجأة توقف “بن سيف النصر”، دون سابق إعلان، وكانت آخر تعريدة له في 10 سبتمبر الماضي، والتي علق فيها على خطاب “نذير عاجل لكل آل سعود”، وقال: إن “معظمه يوافق ما كنت أقوله في كثير من تغريداتي، وليس لدي تحفظ إلا على جزء بسيط لا يؤثر في قوة الخطاب”، ونصب “بن سيف النصر” أحمد بن عبد العزيز ملكًا شرعيًا، وقدم في آخر تغريدات له قبل أن يتوقف اعتذرًا عن التأخر، وأرجع ذلك “بسبب ظروف شخصية”، وقال إن هذه الظروف “لا تزال تشغلني، لكن الأحداث تتسارع ووجدت نفسي ملزمًا بأن أعلق على ما يجري رغم الظروف”، وقال: “أؤيد الدعوة التي وردت في الخطاب- (نذير عاجل لكل آل سعود)- لمبادرة أبناء الملك عبدا لعزيز بالتحرك ولحاق بقية الأسرة بهم، لاستدراك الأمر ومنع الفوضى التي ستدمر الجميع”، مضيفًا: “أنا على يقين أن أي مشورة عاقلة في الأسرة ستنتهي بإجماع على والدنا الأمير أحمد بن عبدا لعزيز حفظه الله، والتعجيل بذلك هو الوسيلة لمنع السقوط”.
خطاب “نذير عاجل لكل آل سعود”
وقال “بن سيف النصر”: “كما جاء في الخطاب، فقد بلغت التجاوزات حدًا خطيرًا يؤذن بالانهيار الشامل، وسكوتنا على التجاوزات الأولى هو السبب في تراكمها لهذا الوضع المدمر، وبهذه المناسبة أحيي ابن العم الذي أعد الخطاب وأرجو من بقية الأسرة أن لا يكتفوا بقراءته وتأييده سرًا، بل يبادروا بالعمل بما جاء فيه عاجلًا غير آجل، ومثل دعوتي للأسرة فإني أدعو كافة الشعب لتحويل محتوى الخطاب لضغط شعبي، عسى أن يكون ذلك وسيلة تدفع المترددين من أبناء العم للعمل بما جاء فيه”، وصمت “بن سيف النصر” من 10 سبتمبر حتى الآن، على غير عادته عندما كان يتوقف عن التغريد، فقد كان يعلن ذلك, بل ويعتذر أن تأخر.
هل تتم دعوة هيئة البيعة للاجتماع؟
وبعودة رئيس هيئة البيعة “مشعل بن عبد العزيز”، تدور تساؤلات حول إمكانية دعوة “هيئة البيعة” للاجتماع وتنصيب “بن سلمان” ملكًا، أسئلة مطروحة، خصوصًا بعد احتواء حالة الغضب داخل الأسرة من “بن سلمان”، وإخماد الأصوات المعارضة، والمعروف أن “محمد بن سلمان”، نال 28 صوتاً من أصل 34 صوتاً من أعضاء هيئة البيعة، ليكون ولياً لولي العهد، ووفقًا لمصادر من داخل الأسرة الحاكمة، فإن عدد الذين وافقوا وأيدوا ترشيح الأمير محمد بن سلمان لمنصب “ولي ولي العهد” بلغ 28 صوتاً من أعضاء هيئة البيعة، الذين يبلغ عددهم 34 عضوًا، ورفض 6 أعضاء، وبذلك تكون الموافقة بالأغلبية العظمى، ومن ضمن الموافقين بـ”نعم” من أبناء المؤسس الأمراء: بندر ومشعل وتركي وعبدا لإله ومشهور، ومقرن بن عبد العزيز، ومن أحفاد المؤسس الأمراء: محمد بن فهد، خالد بن عبدالله، خالد بن طلال.
استمالة الأمراء الستة الكبار
وكان ستة من الأمراء الكبار من أبناء الملك عبدا لعزيز رفضوا مبايعة “المحمدين”- “بن نايف وبن سلمان”، وهم: الأمير بندر بن عبد العزيز آل سعود (1341 هـ / 1923م)، الابن العاشر من أبناء الملك عبد العزيز آل سعود الذكور، الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز آل سعود (1931م)، نائب وزير الدفاع والطيران السابق في المملكة العربية السعودية، الابن السادس عشر من أبناء الملك عبد العزيز الذكور، الأمير متعب بن عبد العزيز آل سعود (1350هـ / 1931 م)، وزير الشؤون البلدية والقروية سابقاً، وهو الابن السابع عشر من أبناء الملك عبد العزيز الذكور، والأمير طلال بن عبد العزيز (1350 هـ / 1931 م)، الابن الثامن عشر من أبناء الملك عبد العزيز الذكور، وشغل العديد من المناصب الحكومية في السعودية. وتزعم حركة الأمراء الأحرار التي طالبت بإنشاء حكم دستوري برلماني في البلاد، وفصل الأسرة الحاكمة عن الحكم، والمساواة بين الرجال والنساء، والأمير ممدوح بن عبد العزيز آل سعود (1939 م)، الابن الثامن والعشرون من أبناء الملك عبد العزيز الذكور، والأمير عبد الإله بن عبد العزيز آل سعود (1939 م)، (1942 م) مستشار الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، هو الابن التاسع والعشرون من أبناء الملك عبد العزيز الذكور.
طلال: لا سمع ولا طاعة ولا بيعة
الأمير طلال بن عبد العزيز أعلن عن رفضه بكل قوة لبيعة الملك سلمان و”المحمدين”، وقال في تغريدة له عبر حسابه على موقع (تويتر): “فوجئت عند نهاية العهد ما قبل الحالي وهذا العهد، بقرارات ارتجالية أعتقد بعد التوكل على الله أنها لا تتفق مع شريعتنا الإسلامية ولا أنظمة الدولة، وسبق لي أن ذكرت في هذا الموقع أنه لا سمع ولا طاعة، وبالتالي لا بيعة لمن خالف هذا وذاك”، وأضاف: وإنني أؤكد على موقفي هذا وأدعو الجميع إلى التروي وأخذ الأمور بالهدوء تحت مظلة نظام البيعة، الذي وبالرغم من مخالفته لما اتفق عليه في اجتماعات مكة بين أبناء عبد العزيز، لا يزال هو أفضل المتاح، رغم أن الأمر الذي اتفق عليه في مكة أن ينظر في تعديل بعض المواد– إذا وجد ذلك ضرورياً- بعد سنة من إقراره، الأمر الذي لم يتم وللأسف.
وتابع قائلًا: وبالتالي فإنني أكرر أنه لا سمع ولا طاعة لأي شخص يأتي في هذه المناصب العليا مخالف لمبادئ الشريعة ونصوصها، وأنظمة الدولة التي أقسمنا على الطاعة لها. ودعا الأمير طلال إلى “اجتماع عام يضم أبناء عبد العزيز وبعض أحفاده المنصوص عليهم في هيئة البيعة ويضاف لهم بعض من هيئة كبار العلماء، وبعض من أعضاء مجلس الشورى، ومن يُرى أنه على مستوى الدولة من رجال البلاد، للنظر في هذه الأمور”.
رسائل عبر الواتس
بنى أمراء آل سعود خلافاتهم عبر برنامج المحادثات الشهير “واتس آب”، لنشر خلافاتهم فيما بينهم، وبث الرسائل للجميع لإنقاذ البلاد مما وصفته الرسائل بالتدهور الذي ينذر بهلاك المملكة.
وكان الأمير سعود بن سيف النصر، حفيد الملك سعود بن عبد العزيز ملك السعودية الأسبق، كشف عبر حسابه في “تويتر”، تداول رسالتين منسوبتين لأحد أحفاد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، الأولى بعنوان “نذير عاجل لكل آل سعود”، والثانية متممة للرسالة الأولى ومفسرة لبعض النقاط التي جاءت فيها، والحديث، عن تداول خطاب ثالث تفيد المعلومات الأولية بأنه للأمير نفسه صاحب الرسالتين الأولى والثانية، وكانت الرسالة الأولى “نذير عاجل لكل آل سعود”، قد تحدثت عن تهميش أبناء الملك عبد العزيز، والانحراف عن الأسس والمبادئ التي وضعها في بناء الدولة السعودية الثالثة، وطالب الـ 13 من أولاد الملك عبد العزيز الذين مازالوا على قيد الحياة، بالتحرك وإنقاذ الوضع، وقال: “بينهم كفاءات وخبرات كبيرة”، و”نخص منهم الأمراء طلال بن عبد العزيز وتركي بن عبد العزيز وأحمد بن عبد العزيز، بما لهم من باع طويل، وخبرات سياسية وإدارية يعرفها الجميع، يجب استثمارها في صالح الدين والمقدسات والشعب”.
التدهور الحاد للأوضاع
وقال “بن سيف النصر”: “في ظل التدهور الحاد للأوضاع السياسية والاقتصادية، والانخفاض الحاد في أسعار النفط، والزيادة الهائلة في الدين العام، نناشد جميع أبناء الملك عبد العزيز، من أكبرهم الأمير بندر، إلى أصغرهم سناً الأمير مقرن، تبني الدعوة إلى عقد اجتماع طارئ لكبار الأسرة، لبحث الموقف، واتخاذ جميع ما يلزم لإنقاذ البلاد، وإجراء تغييرات في المناصب المهمة، وتولية أصحاب الكفاءات من العائلة الحاكمة، سواء كانوا من الجيل الأول أو الثاني أو الثالث أو الرابع”، وأضاف: “نقترح أيضًا جمع توقيعات من أبناء وأحفاد الملك المؤسس بشأن الإجراءات المقترحة، وتنفيذ ما تُقِرّه الأغلبية للصالح العام، وما زال 13 من أولاد عبد العزيز على قيد الحياة، وبينهم كفاءات وخبرات كبيرة، ونخص منهم الأمراء طلال بن عبد العزيز، وتركي بن عبد العزيز، وأحمد بن عبد العزيز، بما لهم من باع طويل، وخبرات سياسية وإدارية يعرفها الجميع، يجب استثمارها في صالح الدين والمقدسات والشعب”.
وتابع: “على هؤلاء الثلاثة بصفة خاصة وعلى أبناء المؤسس الـ 13 بصفة عامة، أن يحملوا الراية وأن يجمعوا الآراء، وأن يحشدوا الصفوف من آل عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، بقيادة الأكبر والأصلح منهم ومن أبنائهم القادرين، الذين هم كنز لا يفنى بإذن الله، للتحرك وتنفيذ ذات ما فعله الملك فيصل وإخوانه وأبناؤهم وأبناء إخوتهم عندما عزلوا الملك سعود”، وقال: “ليتولى الأصلح والأكبر إدارة شؤون البلاد والعباد. وليتم تنصيب ملك جديد وولي عهد، وأخذ البيعة من الجميع على ذلك، وإلغاء المنصب المستحدث المستغرب وهو ولي ولي العهد”.
إهدار المليارات
وفي الرسالة الثانية المتممة للرسالة الأولى، قال “بن سيف النصر” إنها تحمل إيضاحات حول الرسالة السابقة، حامدًا الله على بلوغ خطاب “نذير عاجل لكل آل سعود” زخمًا كبيرًا من التأييد والدعم، سواء من العائلة الحاكمة أو من رموز الشعب، قائلًا: إن الكثيرين منهم أبدوا مجموعة من التعليقات والاستيضاحات، التي من حقهم علينا أن نفردها ببيان مستقل، يكون بمثابة إلحاق بالخطاب السابق ومتممًا لما ينبغي إتمامه”، وقال البيان: “حين أشرنا إلى عجز الملك سلمان، إنما كنا نعني عجزه عن القيادة وإدارة شؤون البلاد والعباد اليومية ورئاسة مجلس الوزراء على نحو فعال، بسبب حالته الصحية وأمراضه العديدة، بما يضمن عدم إهدار مصالح الشعب وتطلعات الشعب. ولم يعد سرًا أن المشكلة الأخطر في وضعه الصحي هي الجانب العقلي، الذي جعل الملك خاضعًا بالكامل لتحكم ابنه محمد”.
وتابع البيان: “حين حذرنا من خطر الإسراف والتبذير منذ استلام الملك سلمان، فإننا نتحدث عن إهدار 160 مليار دولار (600 مليار ريال)، وكذلك سحب ما لا يقل عن 100 مليار دولار أخرى (375 مليار ريال) لجيب محمد بن سمان وأشقائه تركي وخالد ونايف وبندر وراكان”، واستطرد البيان: “إذا كان الكثير يعرفون عن السرقات التي تجري من خلال صفقات السلاح وتوسعة الحرمين وغيرها، فلعلهم لا يعرفون عن بند الشؤون الخاصة والحسابات الملكية الخاصة”. وأوضح أن “البند يشتمل على 50 مليون ريال يوميًا للملك (أو من يتحكم بختم الملك) لأي أمر يريده، وأما الحساب الملكي الخاص فهو حساب جار في البنك الأهلي بقيمة 9 مليارات ريال تـُلزم مؤسسة النقد بتغطية أي مبلغ يسحب منه بشكل فوري، هذا إضافة إلى 2 مليون برميل يوميًا تذهب لحساب تابع لمحمد بن سلمان باسم الملك”.
اجتماع عاجل لأفراد العائلة المالكة
وعلى خلفية الرسالتين السابقتين، فقد صرح “بن سيف النصر” لصحيفة “الغارديان” البريطانية- دون أن يذكر اسمه لدواع أمنية بحسب الصحيفة، بأن العائلة المالكة ستعقد اجتماعًا عاجلًا لمناقشة الوضع في المملكة، مشيرًا إلى أنه كتب رسالتين يطالب فيهما بإقالة الملك الحالي، وقال إنه تلقى دعمًا واسعًا من داخل الأسرة الحاكمة وخارجها وفي المجتمع بأسره. لكن لم يحظ هذا الخطاب بدعم في العلن إلا من إحدى الشخصيات الملكية المهمة، وهو ما يعد أمرًا عاديًا بالنظر إلى التاريخ السعودي الوحشي في عقاب المعارضين السياسيين، وأضاف الأمير طبقًا للصحيفة، أن “أربعة أو خمسة من أعمامه سيجتمعون قريبًا لمناقشة الرسائل المرسلة إليهم، وسيضعون خطة مع العديد من أبناء أعمامه، وهذه خطوة جيدة”.
الأمير أحمد هل خرج من السباق؟
ومن الواضح من تحركات العاهل السعودي على مستوى العائلة، وزياراته لإخوانه، وإسكات الأصوات المعارضة داخل الأسرة- بالإغراء والتهريب- واشتغال الميكنة الإعلامية لصالح “بن سلمان”، والتوجيهات الصادرة لوسائل الإعلام السعودية بالتركيز عليه وعلى نشاطاته وتحركاته في الداخل والخارج، السياسية والاقتصادية والعسكرية, خصوصًا إعلان التحالف العسكري الإسلامي ضد الإرهاب الذي أعلن أنه يضم 35 دولة, ومركزه الرياض، والضجة الإعلامية حول برنامج التحول الوطني الذي ينفذه مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ويترأسه الأمير محمد بن سلمان، وإقامة ورش عمل جمعت الوزراء مع شرائح متنوعة من المجتمع السعودي، وضمت مسؤولين ومشائخ وأعيان ورجال أعمال واقتصاديين وإعلاميين وأكاديميين، كل ذلك لتلميع وتهيئة “بن سلمان” للملك، وأنه مفتاح لحل أزمات الإسكان وانخراط المرأة في المجتمع ومشكلات التعليم، والصحة، والعدالة الاجتماعية، إضافة إلى البيئة العدلية، والخدمات البلدية، والبني التحتية، وتحديد عام 2020 موعدًا لقياس أداء تنفيذ الخطط والبرامج المطروحة من المسؤولين في الأجهزة الحكومية. وأن ورش مشروع التحول الوطني، شهدت مناقشة مطولة عن تقويم أداء الوزراء، ورفع كفاءة القطاع الحكومي، والخصخصة، مع إتاحة فرص أكبر أمام مؤسسات القطاع الخاص، بوصفها أبرز المواضيع المطروحة للنقاش، إضافة إلى التركيز على دعم المؤسسات الصغيرة، والتوسع في الخصخصة، وتفعيل مؤسسات المجتمع المدني، باعتباره رافدًا مهمًا للقطاعات الحكومية.
صحيفة “التايمز” الأمريكية قالت، إن من أبرز التحديات التي تواجه مستقبل المملكة العربية السعودية الصراع بين الأسرة الحاكمة، إضافة إلى انخفاض أسعار النفط، وحرب اليمن، والحرب في سوريا، ودور المرأة السعودية، وقالت: “هذه الحقائق الخمس تقدم لمحة عن المسار المضطرب للمملكة العربية السعودية وهي تتجه إلى عام 2016″، وقالت إن أكبر مشكلة في السياسة الداخلية السعودية هذا العام 2015م، تعيين “محمد بن سلمان 30 سنة”، في منصب الرجل الثالث في هرم السلطة، ليقوم بالدور الحاسم بصفته وزيرا للدفاع ووليًا لولي العهد، وتركيز السلطة في المملكة في يد فرع واحد من العائلة- إشارة إلى السدارى، وقالت: “هذه هي المرة الأولى في التاريخ السعودي الحديث أن السلطة تركزت في فرع واحد من العائلة المالكة، الذين يبلغ عددهم أكثر من 15000 أمير”. وتابعت: “لقد أثار الشباب محمد سلمان الجدال الشديد داخل الأسرة”، واستندت إلى تقرير “سايمون هندرسون” الباحث في شؤون السعودية، الذي أكد أنه يجري تأهيل “بن سلمان” ليلعب “الدور البارز للصعود للعرش”، وأضاف أن هذا سيحدث “هزة عنيفة في هيكل السلطة السعودي وبين أفراد العائلة المالكة”، وأشار “هندرسون” إلى أن ولي العهد الحالي، (55 عامًا) محمد بن نايف، “محبوب من الحكومات الغربية لقيادته معركة السعوديين ضد الإرهاب في الشرق الأوسط”، ولكن “بن سلمان” قام بإجراء “تعديلات في المناصب القيادية في السلطة لتعزيز قاعدة قوته الخاصة”.
الملك الوالد
ومن الواضح أنه العمل يتم على إغلاق ملف الأمير أحمد بن عبد العزيز، الذي طرحته شخصيات بارزة في الأسرة الحاكمة ليقوم بدور كبير و”إنقاذ مستقبل الأسرة”، كما تم “طي ملف مقرن”، بعد إجباره على الاستقالة من منصبه وليًا للعهد, وبذلك كل الفرص متاحة أمام الأمير الشاب “محمد بن سلمان” ليتولى الملك في ظل والده، حتى لا تضيع فرصة ذهبية منه، في حالة رحيل الملك سلمان ويتولى “بن نايف” الملك، ويعيد ترتيبات هرم السلطة من جديد كما فعل الملك سلمان، وستكون حتمًا التضحية بـ”محمد بن سلمان” على طريقة “نهاية مقرن”, فهل ينجح “محمد بن سلمان” في حسم الموقف لصالحه ويصير ملكًا متوجًا “في ظل أبيه”، الذي سيحمل لقب “الملك الوالد” كما حدث في التجربة القطرية؟