المصدر / وكالات
لفتت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، الى أنها حصلت على لائحة مقدّمة من تركيا إلى روسيا تحمل مقترحات بأسماء وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات الأستانة، مشيرة الى أن اللائحة تظهر طغياناً واضحاً لدور الفصائل المحسوبة على تركيا في تحالف "درع الفرات"، التي تحمل في طياتها عصباً وجذوراً "إخوانية"، يصل حدّ التماهي مع "حزب العدالة والتنمية" التركي، مع غياب شبه تام للفصائل التي تُحسب صافيةً على السعودية، كفصائل "الجبهة الجنوبية" التي غُيبت في الأصل عن وقف إطلاق النار.
وفي هذا السياق، رأت مصادر سورية متابعة لملفّ المفاوضات في دمشق، أن "حضور ممثّلين عن جيش الإسلام عبر مُمَثِّلَين هما يامن تلجو ومحمد بيرقدار، لا يعكس الحضور السّعودي بعد أن قبضت تركيا على الجماعات الإرهابية، مخرجةً السعودية وحتى قطر من القرار في الميدان، لذلك تحرص أنقرة على تمثيل الفصائل التي تتّخذ من تركيا رئة للدعم المادي والعسكري بمعزلٍ عن مصدره، فيما غيّبت الفصائل التي تستخدم الأردن منصّة لاستقبال الدعم الخليجي".
وأوضحت أن أكثر من مصدر سوري أمني وسياسي، يربط بين الدور الذي يعطى لـ"أحرار الشام" في منطقة وادي بردى، والمحاولات التركية لتعويم الحركة، كمفاوض "مدني" لحجز مكان لها في المستقبل السوري. كذلك تستفيد الحركة، من تعامل إيران معها كقوّة موجودة بالأمر الواقع، خصوصاً في ما يتعلّق بالمفاوضات حول الفوعة وكفريا والزبداني، ومن الروابط التي تحتفظ بها الجمهورية الإسلامية مع بعض الحركات ذات الأبعاد الإخوانية كحركة حماس و"حزب الحريّة والعدالة" في مصر، علماً بأن هناك شبه ابتعاد إيراني عن مفاوضات الأستانة.
وأشارت المصادر الى أن "الضجيج حول مسألة اندماج الفصائل، ولا سيّما السّجال داخل أحرار الشام حول الاندماج مع جبهة فتح الشام "جبهة النصرة" لا تعكس حقيقةً الاختلاف الفقهي أو العقائدي بين التنظيمين، التي تكاد تكون روحاً واحدة"، مذكّرة بكلام أبو محمد الجولاني في مقابلته الأخيرة مع قناة "الجزيرة" القطرية، عن أن مقاتلي "أحرار الشام" هم بقيادة "الجبهة"، حتى ولو قرّرت الحركة قتال "النصرة" أو فكّ الالتصاق عنها.
وبحسب المصادر المعنيّة في المفاوضات، فإنّ "أحرار الشام الإخوانية تهدف من خلف هذا السجال إلى إيهام صنّاع القرار في الغرب بوجود اختلاف عن "النصرة"، من دون أن يكون ذلك واقعاً فقهيّاً أو فكريّاً، بعد أن غيّر إخوان سوريا استراتيجيتهم منذ ثمانينيات القرن الماضي وانتقلوا من التنظيم العلني إلى العمل السرّي وتحوّلوا إلى عصب السلفية الجهادية في العالم"، مذكرة بما قاله الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلته مع صحيفة "الوطن" المحلية في تعليق حول حماس، مؤكّداً أن سوريا دعمتها "ليس لأنها إخوان، بل لأنها مقاومة، لكن ثبت في المحصّلة أن الإخونجي في أي مكان يضع نفسه فيه، يبقى من الداخل إخونجي إرهابي منافق".