المصدر / وكالات
اعتبرت إيران أن محاولة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب التخلّي عن الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست، لن تكون «نهاية العالم»، مشيرة إلى أن «مواقفه السلبية» تصبّ في مصلحتها. كما رأت أنها لا تستطيع أن تتمتّع بالأمن، في وقت تعاني دول أخرى «فوضى وعدم استقرار».
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إنه سينتظر تولّي إدارة ترامب الحكم، قبل الحكم على سياستها. وأضاف خلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس: «نظراً إلى أنني أتابع السياسة الأميركية منذ 40 سنة، أرى ضرورياً الانتظار قليلاً، قبل إطلاق أحكام. رأينا كيف لم تكن حكومة (الرئيس المنتهية ولايته باراك) أوباما رائدة في تطبيق الجزء المتعلّق بها في الاتفاق النووي. علينا الانتظار لنرى ماذا سيفعل ترامب أثناء رئاسته».
وأشار إلى أن إيران ترغب في توسيع علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي وغرب آسيا واليابان وكوريا الجنوبية، وزاد: «لدينا شراكة شاملة مع الصين، واختلافات مع أميركا، لكن أبواب إيران مفتوحة في هذا الشأن أمام علاقات اقتصادية مع أميركا». وتابع: «تغيّر طابع العالم، والشركات والأطراف المشاركون في دافوس ليسوا مؤثرين فحسب، بل هم لاعبون غير حكوميين مؤثرون. لا يمكننا أن نتمتع بالأمن، ما دامت الدول الأخرى تعاني من فوضى وعدم استقرار».
ولفت ظريف إلى أن «من المبكر الحديث» عن انتخابات الرئاسة في إيران، المرتقبة في أيار (مايو) المقبل، مستدركاً أن «سياساتها في الشأن الدولي ستستمر، بصرف النظر عن نتيجة الانتخابات، وهي تنشد السلام والاستقرار في المنطقة».
وقال ظريف لوكالة «أسوشييتد برس» الأميركية إن محاولة ترامب التخلّي عن الاتفاق النووي «لن تكون نهاية العالم»، مضيفاً: «يريد أن يفاجئ الناس، وسيُفاجأ» إذا فعل ذلك. وانتقد إدارة أوباما، معتبراً أنها «لم تنفّذ ما يتوجّب عليها من الصفقة، في طريقة تامة وكاملة»، لا سيّما في شأن صعوبات تواجه المصارف الإيرانية.
أما رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي فكرّر رفض بلاده «فكرة تعديل أي بند من الاتفاق النووي»، وزاد: «الجانب الفني مُغلق نهائياً ومنتهٍ، ولا يمكن إعادة التفاوض في شأن أي شيء». واعتبر أن الاتفاق مكتمل، وعلى الأميركيين «قبوله كما هو، أو رفضه وتحمّل المسؤولية».
واعتبر أن وصف ترامب الاتفاق بـ «أسوأ صفقة في التاريخ»، هو «موقف سلبي جداً»، واستدرك: «مواقف سلبية كهذه هي من مصلحة إيران. بالنسبة إلينا، يعني تمزيق الاتفاق أن أميركا ستكون معنيّة بتبرير ذلك للعالم. أما نحن فسنعيد برنامجنا النووي كما كان قبل الاتفاق، وهذا سيتم في شكل يُحيّر الأميركيين ويصدمهم. نحن لم نهدم الجسور وراءنا، وأعددنا أنفسنا لأسوأ الظروف».
في غضون ذلك، سخرت وكالة «فارس» للأنباء، القريبة من «الحرس الثوري»، من تصريحات أدلى بها الرئيس الإيراني حسن روحاني، أفادت برفع كل العقوبات المفروضة على بلاده، بعد توقيعها الاتفاق النووي. وأضاف أن «الاقتصاد الإيراني تعافى من ظاهرة الركود» التي عانى منها خلال السنوات الماضية، داعياً المنتقدين في الداخل إلى «الذهاب إلى طبيب عيون، لإبدال نظاراتهم القديمة، إذ تحول دون ملاحظتهم هذه الإنجازات».
وأفادت «فارس» بأن «النظارات التي أوصى بها روحاني لم تستطع ملاحظة الإنجازات التي تحدث عنها»، وترتبط بخفض نسبة الركود وتراجع نسبة البطالة.
إلى ذلك، تسلّم مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني التقرير الدوري الرابع من وزارة الخارجية، في شأن تطورات الاتفاق النووي، لمتابعة تطبيقه. وقال النائب حسين نقوي حسيني، الناطق باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في المجلس، إن أعضاء اللجنة يتابعون تطورات تطبيق الاتفاق من خلال تقارير الوزارة وزيارات ميدانية إلى مواقع نووية إيرانية.