المصدر / وكالات
يبدو أن الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب تراجع عن فكرة نقل سفارة بلاده في إسرائيل من تل أبيب إلى مدينة القدس، وهو الوعد الذي كان قد قطعه على نفسه إبان حملته الانتخابية، حسبما أفادت مجلة "نيوزويك" الأمريكية ونشرته "الجزيرة".
وبدلا من تنفيذ تعهده هذا، فإن ترامب يسعى لتبني خطة "أكثر طموحا" تتمثل في إحياء عملية سلام "الشرق الأوسط الكبير".
ونقلت المجلة عن جو سكاربورو -وهو مذيع بقناة (أم أس أن بي سي) التلفزيونية الذي كثيرا ما استضاف ترمب- القول يوم 23 يناير/كانون الثاني الجاري إن تلك الخطة تأتي في أولوية أجندة الرئيس الجديد.
ورغم أن البيت الأبيض لم يعلق على تقرير سكاربورو فإن شون سبايسر السكرتير الصحفي لترامب قال بعد يوم من ذلك إن نقل السفارة لن يحدث في وقت قريب.
وبعد ساعات من المحادثة الهاتفية التي جرت بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد مسؤولون إسرائيليون أن الزعيمين لم يعطيا موضوع نقل السفارة كبير اهتمام.
وأشاد محللون لقضايا الأمن الوطني بتأجيل نقل السفارة ووصفوا ذلك بالقرار الذكي، حتى ولو لم يفكر ترامب في إطلاق مبادرة جديدة بشأن سلام الشرق الأوسط.
وقال آرون ديفد ميلر المستشار السابق لستة وزراء خارجية أميركيين إن "الجهاديين والإيرانيين سيستغلون" نقل السفارة إذا ما حدث "أيما استغلال".
ورأت "نيوزويك"، أن الخوف من ردة فعل إسلامية عنيفة هو ما يؤرق الزعماء الإسرائيليين، ونسبت المجلة إلى مصادر دبلوماسية أن بعض كبار معاوني نتنياهو الأمنيين نصحوا نظراءهم في البيت الأبيض سرا بأن نقل السفارة ليس من مصلحة إسرائيل على الأقل في الوقت الراهن.
وفي تقريره التلفزيوني، أشار سكاربورو إلى أن ترامب سيسعى لاتفاق سلام بين إسرائيل والدول العربية، ولكن ليس بالضرورة أن يكون بين إسرائيل والفلسطينيين.
وبينما يعكف ترامب وفريق أمنه الوطني على تقييم إمكانية إطلاق مبادرة سلام في الشرق الأوسط، فإن المدافعين عن نقل السفارة الأميركية إلى القدس لم يرفعوا الراية البيضاء بعد، فقد نشر روبرت ساتلوف المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى الموالي لإسرائيل مؤخرا خطة مفصلة يقول إنها ستساعد في المضي قدما بنقل السفارة دون إثارة احتجاجات الفلسطينيين.
ويقترح ساتلوف في خطته إقامة مقر مؤقت للسفارة في القدس الغربية بينما يجري بناء سفارة جديدة، على أن تشدد إدارة ترامب على أن عملية النقل لن تؤدي إلى وأد مطالبة الفلسطينيين بالقدس الشرقية التي يمكن حلها بالمفاوضات.