المصدر / وكالات
أكد العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، ضرورة تقييم العواقب وما قد يسببه نقل السفارة الأمريكية إلى القدس من غضب على الساحة الفلسطينية والعربية والإسلامية، وما يشكله ذلك من مخاطر على حل الدولتين وذريعة يستخدمها الإرهابيون لتعزيز مواقفهم.
جاء ذلك خلال اجتماعين منفصلين عقدهما الملك عبدالله الثاني، فى العاصمة الأمريكية واشنطن، اليوم الأربعاء، مع قيادات مجلس النواب الأمريكي، ورئيس وأعضاء لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ.
وذكرت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا" أنه جرى، خلال اللقاءين، بحضور الملكة رانيا العبدالله، تناول تطورات الأوضاع الإقليمية، خصوصا ما يتعلق بعملية السلام والأزمة السورية، وجهود محاربة الإرهاب، فضلا عن بحث العلاقات بين البلدين.
وأبدت قيادات مجلس النواب وأعضاء اللجنة اهتماما كبيرا بموقف الأردن حيال عدد من القضايا الإقليمية وعلى رأسها الأزمة السورية، وتثبيت وقف إطلاق النار ومحاربة الإرهاب، وما قد يترتب من آثار لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وسبل احداث تقدم فى عملية السلام، إضافة إلى سبل تعزيز الدعم الأمريكى للأردن وما يراه جلالة الملك من أولويات لابد من العمل بها فى الفترة المقبلة لضمان استقرار المنطقة، وإيجاد حلول لعدد من النزاعات والأزمات فيها.
واستعرض الملك عبدالله الثاني، خلال اللقاءين، رؤيته حيال قضايا المنطقة وأزماتها، حيث شدد فيما يتصل بالقضية الفلسطينية، على أهمية عدم اتخاذ سياسات تؤجج حالة الإحباط على الساحة الفلسطينية نتيجة توقف العملية السلمية.
وفيما يتعلق بتحدى الإرهاب، أكد الملك عبدالله الثانى أنه لا يقتصر على المنطقة العربية، لافتا إلى أن هناك ترابطا كبيرا بين الإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط ومناطق أخرى على الساحة الدولية.
وقال العاهل الأردنى إن التحدى يكمن فى تعزيز التعاون الدولى وتبادل المعلومات فى محاربة الإرهاب، الذى لا يرتبط بجنسية محددة أو جهة خارجية، بل يأتى فى كثير من الأحيان من الداخل، خصوصا اذا شعرت فئات أو أقليات بالعزلة والتهميش، مجددا التأكيد على أن المسلمين هم الضحية الأولى للإرهاب وما يقوم به الخوارج لا يمثل الإسلام بأى شكل من الأشكال.
وشدد الملك عبدالله الثاني، خلال اللقاءين، على أن الارهابيين لا يمثلون الإسلام ولا تعاليمه السمحة، مؤكدا ضرورة التعاون لحل مشاكل المنطقة، خصوصا القضية الفلسطينية والأزمة السورية لإحباط المخططات الإرهابية الساعية إلى تصدير حربها ضد البشرية، وإظهارها على أنها حرب بين المسلمين والغرب.
ودعا العاهل الأردنى إلى عدم اتخاذ أى إجراءات قد يستغلها الإرهابيون لتكريس حالة الغضب والإحباط واليأس التى تشكل بيئة خصبة لنشر أفكارهم، وأكد، فى هذا الإطار، أهمية دور التعليم فى تمكين شعوب المنطقة من تحقيق مستقبل مزدهر لها.
وفى الشأن السورى، أشار الملك عبدالله الثانى إلى أن نجاح وقف إطلاق النار فى سوريا ضرورى لضمان أمن وسلامة الشعب السورى وإطلاق العملية السلمية، ولذلك فإن الأردن يدعم الجهود المبذولة فى لقاءات استانا ويرى أن الدور الروسى أساسى فى ذلك، مؤكدا جلالته ضرورة التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا والمجتمع الدولى لتحقيق تقدم فى وقف إطلاق النار تمهيدا لإيجاد حل سياسى ضمن مسار جنيف.