المصدر / وكالات
دعت تركيا إيران في خضم تبادل الاتهامات بين أنقرة وطهران بزعزعة الاستقرار في المنطقة، وعشية انطلاق مفاوضات ما بات يسمى بـ"جنيف 4" السورية إلى "مراجعة سياساتها الإقليمية".
واعتبر حسين مفتي أوغلو الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية التركية في بيان نشر على الموقع الرسمي للخارجية التركية الثلاثاء 21 فبراير/شباط، "أن إيران لا تتردد في إرسال اللاجئين إلى مناطق القتال، وأن على طهران مراجعة سياستها الإقليمية".
وتأتي التصريحات التي يتبادل إصدارها مسؤولو البلدين في الأيام الأخيرة، بعد هدوء نسبي في العلاقات، أعقبه تعاون ملحوظ استند إلى البراغماتية ومبادئ الحفاظ على أمن المنطقة وتوازناتها، حيث انخرطا في جهود أستانا ورعاية وقف إطلاق النار في سوريا، ما انعكس تهدئة غير مسبوقة ووقفا للقتال هناك، لا يزال صامدا منذ مطلع العام الجديد.
ففي نهاية الأسبوع الماضي، اتهم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إيران بـ"تشييع سوريا والعراق"، وذلك بعد تحذيرات أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في جولته الخليجية الأخيرة، من "خطر القومية الفارسية"، ما حمل طهران على استدعاء السفير التركي وتبليغه الاحتجاج على تصريحات رؤسائه.
طهران من جهتها، ردت على الطرح التركي بالتحذير من مغبة نفاد صبرها، وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي تحلي بلاده بالصبر على تركيا في سياساتها، مشيرا رغم ذلك إلى أن للصبر حدود. وقال: "نعتبر تركيا بين جيراننا المهمين، وهي تلقت منا قدرا كبيرا من الدعم ولاسيما في أعقاب الانقلاب الفاشل الذي تعرضت له. نأمل في أن يتحلوا بالمزيد من الذكاء في تصريحاتهم تجاه إيران، كي لا نضطر للرد".
الملفت في ألسنة لهب الاتهامات المتبادلة بين البلدين، استمرار ارتفاعها مع قرب موعد المفاوضات السورية المزمعة في جنيف الخميس 23 فبراير/شباط، والتي تحضّر لها الأمم المتحدة على قدم وساق وسط خلاف بينها وفصيل "الهيئة العليا للمفاوضات السورية" المعارض في تأويل عبارة "الانتقال السياسي في سوريا".