المصدر / وكالات
فى أول خطاب وجهه للشعب الأمريكى يوم تنصيبه رئيساً ، تعهد دونالد ترامب بمحو ما أسماه "الإرهاب الإسلامى المتطرف" من على وجه الأرض، فى تكرار لعبارات مماثلة حرص خلالها الرئيس الأمريكى على التأكيد على اعتزامه تبنى نهجاً أكثر حزماً فى الحرب على الإرهاب، وتدشين إدارة أمريكية جديدة تتبنى مواقف مغايرة لسلفه باراك أوباما، ألا أن ترامب، وبعد أقل من شهرين على ولايته ضم بين صفوف إدارته من استطاع الخروج مبكراً عن النص، وتبنى مواقف مخالفة فى 3 ملفات، ربما تكون محطات لصدام محتمل داخل البيت الأبيض.
بخلاف مواقف الرئيس الأمريكى، خرج الجنرال هربرت رايموند ماكماستر، مستشار الأمن القومى الجديد، الذى لم يمضى أسبوعاً على توليه مهامه ليعلن صراحة رفضه الرؤية التى يتبناها ترامب حول الجماعات الإرهابية.
وعكس موقف ماكماستر لجوء ترامب إلى استخدام مصطلح "إرهابى" بشكل غير محدد، فلم يسلم المهاجرون من نعتهم بالإرهاب فى خطب الرئيس الأمريكى وتغريداته على موقع التواصل الاجتماعى تويتر، كما أن الأخير برر قراره بحظر رعايا 7 دول ذات غالبية مسلمة برغبته فى اخراج "الأشخاص السيئين" من أمريكا على الرغم من تقرير استخباراتى تابع لوزارة الأمن الداخلى دحض أسباب اعتبار الدول المحظورة مصدراً للإرهاب.
ماكماستر الذى شارك فى حرب الخليج الأولى وأفغانستان والعراق، تبنى ـ بحسب مصادر ـ موقفاً مخالفاً فى رؤيته للإرهاب، حيث نقلت وسائل إعلام أمريكية ووكالات أنباء عن الحضور فى أول اجتماع مغلق لمجلس الأمن القومى الأمريكى الخميس الماضى، قولهم أن الجنرال الجديد قال إن "الجهاديين الإرهابيين لا يمثلون دينهم، وأن تنظيم داعش يمثل انحراف عن الإسلام ولذلك فهم ليسوا إسلاميين"، بحسب ما نشرته شبكة "سى إن إن" فى تقرير لها الاحد.
وخلال الاجتماع، شدد ماكماستر على أن استخدام مصطلح "الإرهاب الإسلامى المتطرف" لا يساعد الولايات المتحدة فى عملها المشترك مع الحلفاء لهزيمة الجماعات الإرهابية.
فيما صرح أحد المشاركين فى الاجتماع لصحيفة الجارديان البريطانية إن "ماكماستر" أشار إلى أن تلك العبارة تعد هجومًا على "دين بأكمله" وأنه "لا يتفق مع ذلك".
ومنذ تعيينه خلفًا لمايكل فلين، عرفت الصحف الأمريكية المستشار الجديد "ماكماستر" - نقلًا عن مصادر مقربه منه - بأنه عنيد، وصارم، وذو آراء حادة، ولديه ميل للصراعات واستعداد للمعارضة، متسائلة كيف سيتفاهم "ماكماستر" مع رئيس لا يحب أن يقول له أحد أنه على خطأ، إذ وصل الأمر أن أعلن ترامب عن قائمة من وسائل الإعلام الدولية الممنوعة من حضور مؤتمراته الصحفية، بعد أن اتهم الإعلام الأمريكى بأنه "كاذب" و"عدو الشعب الأمريكى".
وقال مسئول بالإدارة الأمريكية لـ"سى إن إن" إن هناك "اختلاف واضح فى الرأى" بين ترامب وماكماتسر فى استخدام تعبير "الإرهاب الإسلامى المتطرف" ولكنه ليس اختلاف كبير، مضيفًا أن ذلك لا يعنى أن مستشار الأمن القومى الجديد عارض الرئيس أو قال له أنه على خطأ.
وقال بيتر منسور، كولونيل متقاعد بالجيش الأمريكى، والذى خدم مع ماكماستر بالعراق عام ٢٠٠٧، إن مستشار الأمن القومى الجديد "بالطبع لا يرى أن الإسلام هو العدو"، حسبما نقلت عنه قناة فوكس نيوز الأمريكية.
وأضاف "بيتر" أنه يعتقد أن ماكماستر "سوف ينأى عن النظريات التى يتم طرحها فى البيت الأبيض عن وجوب التعامل مع الوضع الحالى باعتباره صدام حضارات.
وقال مصدر آخر للشبكة الأمريكية أنه يرى أن "ماكماستر" اعتبر روسيا خصمًا وليس صديقًا، وهو ما يمثل النقيض من موقف الرئيس الأمريكى وتقربه من نظيره الروسى فلاديمير بوتين. كما دافع "ماكماستر" ـ خلال الاجتماع ـ عن النظام العالمى بعد الحرب العالمية الثانية، مؤكدًا أهمية الحفاظ على السلام والأمن، وهو ما يتعارض مع كبير مستشارى البيت الأبيض ستيف بانون، الذى انتقد كيان الاتحاد الأوروبى.
كما ترى بعض وسائل الإعلام الأمريكية أن موقف الجنرال "ماكامستر"، المعروف بعداءه لروسيا، قد يكون مختلف عن آراء سابقه الجنرال المتقاعد مايكل فلين، ٥٧ عاما، والذى قدم استقالته على خلفية تضليله للبيت الأبيض فيما يتعلق باتصالاته مع المسئولين الروس.
وادعى "فلين" فى احدى تغريداته السابقة التى أثارت جدلًا كبيرًا أن "الخوف من المسلمين مبرر" وقد طالبه مسئولون بحلف الناتو أن يراجع تصريحاته إزاء المسلمين.
وبعد تعيينه، نفى مقربون من الرئيس ترامب احتمالات نشوب صدام بين المستشار الجديد والرئيس الأمريكى، فصرح جيمس كرافانو، مسئول بفريق ترامب الانتقالى، لصحيفة ديلى بيست، أن ماكماستر لم يكن ليقبل الوظيفة لو لم يكن يحترم ترامب، كما أن ترامب لم يكن ليعرض المنصب عليه إذا لم يكن ينتوى الاستماع لآرائه.
ورحب الكثير من السياسيين بتعيين ماكماستر، من بينهم السناتور "جون ماكين"، الذى أصبح مؤخرًا من أكثر منتقدى الرئيس ترامب، ولكنه أثنى على اختياره للمنصب، قائلًا أنه المستشار الجديد "يعلم كيف الطريق للنجاح".