المصدر / وكالات
عتبر الخبير العسكري الإسرائيلي ألون بن دافيد، في مقال كتبه بصحيفة معاريف، أن عملية تل أبيب تعتبر نموذجا جديدا من الهجمات الاحترافية تم التخطيط لها بدقة، وأشار كاتب آخر في موقع "ويللا" إلى التحاق البعض من عربإسرائيل (فلسطينيي 48) بـتنظيم الدولة الإسلاميةفي بؤر التوتر.
وقال بن دافيد إن انخراط هؤلاء في موجة العمليات التي تستهدف الإسرائيليين ليس أمرا جديدا، لأن هناك شبانا آخرين نفذوا عمليات سابقة، لكن الجديد -وفقه- هو أن يستخدم منفذ عملية تل أبيب سلاحا ناريا، وهو أسلوب جديد في عمل الهجمات المعادية لإسرائيل، كما يراه.
وأشار الكاتب إلى ما وصفها "الطريقة الاحترافية" في تنفيذ العملية ووصفها بالأمر اللافت، باعتبار أن المنفذ تعمد عدم حمل هاتف خلوي معه، حتى لا يتم تعقبه من خلاله، وهو ما يعني أن العملية من بدايتها حتى نهايتها خضعت لتخطيط دقيق مسبق، وأن المنفذ عرف من البداية ما هو مقدم عليه، من خلال إبدائه برودة أعصاب غير معهودة على منفذي عمليات سابقين.
وأضاف أن الغالبية العظمى من عرب إسرائيل لا علاقة لهم بمثل هذه الهجمات ضد اليهود كالتي نفذت في تل أبيب، مشيرا إلى أنه التقى الأشهر الأخيرة العديد من الشبان العرب الذين لديهم طموحات بحياة جميلة، ولا تجذبهم مقولات تنظيم الدولة أو الخلافة الإسلامية.
وأشار إلى نظرة هؤلاء إلى العالم العربي وكيف يرونه يتمزق حولهم، ويغرق في بحيرة من الدماء -وفق بن دافيد- ويعرفون أنه في أي عملية مفاضلة فإن وجودهم بإسرائيل سيكون الخيار الأفضل.
وأوضح الخبير العسكري أن نتائج استطلاع للرأي أجري أخيرا بين عرب إسرائيل، أشار إلى أن 15% منهم أبدى دعمه لأفكار تنظيم الدولة، دون أن يعني ذلك اقتناعا كاملا بهذا التنظيم، لأنه من الناحية العملية فإن أعداد المنضمين أو المتعاطفين مع التنظيم من عرب إسرائيل عددهم أقل بكثير من أي جالية إسلامية أخرى بالعالم الغربي.
|
قوات أمن الاحتلال استنفِرت بحثا عن منفذ عملية تل أبيب (رويترز) |
تنظيم الدولة
وختم بن دافيد مقاله بالقول إن كل عملية أو هجوم -كالذي شهدته تل أبيب يوم الجمعة- يثير من جديد هواجس الخوف بين اليهود والعرب داخل إسرائيل، وفي حال ارتفع مستوى العنف لدى عرب إسرائيل-كما يقول- فإن اليهود لاشك أنهم سيتعرضون للمزيد من الهجمات الدامية، لكن العرب سوف يعانون أكثر.
وفي السياق ذاته، تحدث المراسل العسكري لموقع ويللا الإخباري أمير بوخبوط عن انخراط عرب إسرائيل في العمليات الهجومية ضد إسرائيل، ووصف ذلك بـ"القنبلة الموقوتة" في ضوء أن منفذ عملية تل أبيب الأخيرة من عرب إسرائيل.
وزعم بوخبوط أن بعض عرب إسرائيل ينضمون لصفوف تنظيم الدولة ويسافرون إلى سوريا، والبعض الآخر يخططون لتنفيذ عمليات داخل تل أبيب وإيلات، حتى لو كان الحديث عن أعداد قليلة.
لكن هناك الكثير مما يمكن لأجهزة الأمن الإسرائيلية القيام به لوقف هذه الظاهرة، مع العلم أن الجمع بين عاملي الإحباط واليأس من الوضع الذي يعانيه المجتمع الفلسطيني، بجانب الأيديولوجيا المتطرفة التي تغسل دماغ الشبان عبر شبكات التواصل الاجتماعي، قد يؤدي أخيرا لإنتاج عمليات دموية بصورة خاصة.
وأضاف: قوات الأمن الإسرائيلية لا تركز مهامها المكثفة في منطقة محددة داخل المدن والبلدات العربية داخل إسرائيل، لأنها عثرت على متعاطفين مع داعش (تنظيم الدولة) من مناطق الناصرة، شرقي القدس، وحتى في بلدة حوارة بالنقب، حيث خرج منها مهند العقبي منفذ عملية بئر السبع التي أسفرت عن قتل جندي إسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي حين بدأت الموجة الحالية من العمليات الفلسطينية.
وبلغة الأرقام، فإن التقديرات الأمنية الإسرائيلية تشير إلى وجود ما بين مئة و150 عربيا إسرائيليا سبق أن اعتقلوا أو قاتلوا في صفوف تنظيم الدولة بما يقل عن 1% من عدد السكان العرب، وهي نسبة ضئيلة جدا، لكن لا يمكن بحال من الأحوال التغاضي عن الوضع الصعب الذي يعيشون فيه، ومن إمكانية تبني مواطنين آخرين لمثل هذه الأفكار الراديكالية