المصدر / وكالات
بقدر الرسائل التي أرادت حركة حماس عبر ذراعها المسلح كتائب الشهيد عز الدين القسام، إرسالها إلى إسرائيل، بعدما أفرجت عن جزء من أرشيف خطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، ضمن شريط مصور بثته “قناة الأقصى”، إلا أن بعضا من تلك اللقطات، أظهرت حرص الحركة على تأمين هذا الجندي بشكل دقيق من خلال وحدة مقاتلة مختارة “كوماندوس″ أثناء عملية التبادل، في الجانب المصري من معبر رفح، خشية من “عملية خيانة” ترتكب هناك.
فالرسائل التي بعثت بها حماس بعدما قرر القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام محمد الضيف “أبو خالد” كشف جزءا من تفاصيل خطف شاليط خلال ست سنوات في غزة، بأن ظهر الجندي الإسرائيلي الذي أطلق سراحه ضمن صفقة خرج بموجبها 1027 أسير فلسطيني على دفعتين، وهو يأكل ويشرب ويتنزه على شاطئ بحر غزة، خلافا لم كان سائد بأنه يقبع في سجن مظلم لا يمكن أن يرى منه أحد، أو أن يتعقبه أو يصل إليه أحد، وهو أمر سجل علامة فشل كبيرة للاستخبارات الإسرائيلية التي يبدوا أنها تعقبته بخلاف خطط مختطفيه.
لكن ذلك لم يكن بعيدا عن حمل الشريط المصور لجزء من حياة شاليط في غزة، أيضا حرص حماس وجناحها المسلح على تأمينه حتى وهو في الأراضي المصرية قبل تسليمه لبلاده، ووصول أسرى فلسطين إلى غزة والقاهرة ومنها انطلق عددا منهم لعواصم عربية وتركيا.
وهنا يشير ظهور وحدات الكوماندوس في حماس في الجنب المصري من المعبر، توقع قادة عز الدين القسام، لأي عمل استثنائي إسرائيلي في المعبر المصري، أو أنها لم تكن تثق بترتيبات مصر الامنية خلال التبادل.
ففي يوم اتمام الصفقة وخروج شاليط من غزة بعد ست سنوات، والذي صادف يوم 18 – 10 – 2011 ، قامت مصر بقطع شبكة الاتصالات في مناطق الحدود المصرية، وحدث تشويش حتى على الاتصالات في الجانب الفلسطيني.
ويومها خرج أفراد وقادة من كتائب الشهيد عز الدين القسام من غزة بأكثر من موكب من عدة أماكن للتمويه على المكان الذي خرج منه شاليط، وتجمعت المواكب جميعا وهي عربات رباعية الدفع من ذات الموديل، في جهة معبر رفح البري الفلسطيني، قبل أن يدخل واحد منها إلى الجانب المصري.
فكان برفقة شاليط في العربة عدد من قادة القسام، أبرزهم أحمد الجعبري، القائد السابق لكتائب الشهيد عز الدين القسام بغزة، كما ظهرت في الصور خلال عملية التبادل وهي الصور المتداولة.
وأضيف إلى الصور السابقة لقائد جناح حماس المسلح السابق الشهيد احد الجعبري خلال تسليم شاليط لمصر، أنه كان محاطا بعدد كبير من رجال القسام المسلحين الذين غطوا تقريبا كل جوانب معبر رفح البري من الجهة التي تشرف عليها مصر.
وفي شريط ذكريات شاليط في الأسر، وما حمله من رسائل لإسرائيل، ظهرت لقطات توضح دخول شاليط برفقة عدد كبير من مقاتلي وحدة الكوماندوس، حتى أن أفراد من الوحدة ظهروا لثوان معدودة في الشريط وهم يؤمنون قاعة السفر المصرية بكامل عتادهم وسلاحهم الرشاش.
وسبق وأن كشف عن أن وحدة القسام التي دخلت لتأمين شاليط حتى وصول الاسرى الفلسطينيين كانت معها أوامر بقتلة حال حصلت أي خيانة، وهو ما ذكره الأسير المحرر في صفقة شاليط عبد الحكيم حنيني، في لقاء تلفزيوني سابق، قال فيه أن الجعبري أبلغهم أن وحدة كاملة من جنود القسام الاستشهاديين دخلوا مع شاليط لمعبر رفح البري، يضعون أحزمة ناسفة على أجسادهم لتفجيرها وقتلة حال حدثت أي خيانة.
ولم يظهر الشريط الجديد إن كان أفرادا من الوحدة رافقوا شاليط الى “نقطة الالتقاء” التي جرت بين الحافلات التي تقل الاسرى الفلسطينيين من الجانب الاسرئيلي إلى الجانب المصري، وبين السيارة التي أقلت شاليط من الجانب المصري للجانب الإسرائيلي، حتى تتم الصفقة.
ووقت إتمامها كان هناك حديث ان الترتيبات شملت تأكد الفلسطينيين من أن كافة الاسرى الذي جرى الاتفاق على اطلاق سراحهم موجودين في الحافلات، وكذلك أن تأخذ إسرائيل إشارة بوجود شاليط حيا.