تستعد مدينة لاس فيجاس Las Vegas الأمريكية لاحتضان معرض CES 2016، أول معرض تقني في العام 2016، في الفترة بين 6 و9 من شهر يناير/كانون الثاني الجاري، وهو حدث حرصت على القيام به منذ عام 1967.
التقنيات التي سيتناولها المعرض ليست جديدة كُليًا أو لم يُسمع بها حتى الآن، فالحدث بشكل أساسي يهدف إلى تسليط الضوء على بعض المُنتجات، بالإضافة إلى التقاء الشركات مع شركائهم حول العالم لإعطائهم نظرة بسيطة عن الأجهزة المُستقبلية.
في شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 2015 قرر ممثلي المعرض عدم السماح لأجهزة الركوب Hoverboard، التي نالت شعبية كبيرة في العام الفائت، بدخول موقع المعرض، لكن هذا القرار لن يُعكر صفو التقنيات التي من المُمكن أن يُسلّط الضوء عليها.
الهواتف الذكية
لا تُركّز الشركات بشكل كبير على إطلاق هواتفها الذكية خلال المعرض، إذا أنها تُفضّل أن تعقد حدثًا خاصًا للحصول على التغطية الإعلامية الكافية، لكن هذا لن يمنع بعض الشركات مثل سامسونج من استعراض هواتفها القادمة مع بعض الشُركاء بشكل شبه سرّي بعيدًا عن عدسات الصحافة.
شركة هواوي Huawei ستخطف الأضواء بشكل كبير بكل تأكيد، فهي تستعد للكشف عن هاتفها الجديد Huawei Mate 8 الذي يُعتبر من أبرز الهواتف الذكية حسب رأي أهم المُختصين بالتقنية في العالم العربي، وفي العالم أيضًا. كما تُخطط الشركة للكشف عن علامتها التجارية الجديدة Honor الموجهة لأسواق الولايات المُتحدة الأمريكية.
أما شركة إل جي LG فهي دائمًا ما تستغل الفرصة لاستعراض أبرز أجهزتها، ففي نسخة العام الماضي كشفت النقاب عن هاتفها الوحيد GFlex 2 ذو الشاشة المُنحنية، ومن المُمكن أن تُطلق بشكل رسمي نسخة جديدة من الهاتف نفسه أو هاتف بمواصفات عالية آخر.
عُشاق أجهزة إتش تي سي HTC وسوني Sony بحاجة للانتظار حتى بداية المعرض بشكل رسمي، فلا توجد الكثير من الشائعات حول أجهزة قادمة، إلا أن عنصر المفاجأة دائمًا ما يكون حاضرًا خصوصًا أن المُنافسة توسعت في العام الفائت، وبالتالي فإن السرّية مطلوبة بشكل كبير من شركات لا تقف على أرضٍ صلبة في مجال الهواتف الذكية.
الأجهزة التقنية القابلة للارتداء
تسعى كل الشركات بكل تأكيد إلى دخول مُعترك الأجهزة التقنية القابلة للارتداء كالساعات الذكية على سبيل المثال لا الحصر، لكن المُستخدم لم يجد حتى الآن ضرورة لشراء هذا النوع من الأجهزة بسبب الكثير من العوائقأهمها التوافقية مع الأجهزة الذكية، وعمر البطارية القصير، وأخيرًا نوع الوظائف التي تقوم بتأديتها والتي حتى الآن لم تفرض نفسها بشكل قوي.
بدورها شركة سامسونج أثارت الركود برياح تغيير جديدة في هذا النوع من الأجهزة، حيث أعلنت رسميًا عن نيّتها الكشف عن ثلاثة أجهزة تقنية قابلة للارتداء خلال مُشاركتها بالمعرض مُتمثّلة بحزام ذكي، ورباط للمعصم يقوم بنقل الصوت عن طريق جسم الإنسان، وأخيرًا قُفّازات ذكية لاستخدامهم مع نظّارات الواقع الافتراضي.
الكاميرات وأجهزة التلفاز
تراجعت أهمية الكاميرات الاحترافية بشكل كبير أمام التقنيات الحديثة التي استحوذت على اهتمام وسائل الإعلام العالمية، على الرغم من انتظار الكثيرين لها، لكن هذا لن يمنع شركات مثل كانون Canon، ونيكون Nikon، وأوليمبوس Olympus، أو باناسونيك وسوني من استعراض بعض الكاميرات الجديدة التي تأتي بشاشات عالية الدقة تعمل باللمس، فضلًا عن تصاميم جذّابة تجعل حملها أسهل وتجربة استخدامها مُحببة أكثر، بعد سنوات طويلة من استخدام تصاميم تقليدية.
في المُقابل، يُعتبر CES 2016 حلقة الوصل الأبرز بين مُتتبعي أخبار أجهزة التلفاز والشركات المُنصّعة لهذا النوع من الأجهزة. الشاشات المُنحنية بدقّة 4K كانت الأبرز في العام الماضي، لكن دقّة 8K موجودة بالفعل لكنها بحاجة للمزيد من الوقت حتى تكون متوفرة بين أيدي المُستهلكين، لذا فمن المُمكن أن تستعرض الشركات أبرز ما توصلت له في هذه الدقّة للوقوف على موعد صدورها بشكل رسمي للمُستهلك.
صعوبة توفير دقّة 8K تُساهم بها الكثير من العوامل، أهمها عدم وجود مُحتوى وفير، وبالتالي شراء أو توفير شاشة بهذه الدقة ليس له أثر كبير لحين توفير مُحتوى، دون نسيان التكلفة العالية أثناء تصنيعها، والتي يجب الحد منها بشكل كبير لتتمكّن شريحة كبيرة من اقتنائها.
طائرات دون طيار Drones وسيارات ذاتية القيادة
تويتر، وفيس بوك، وجوجل، وأمازون شركات دخلت بالفعل هذا المجال من خلال أجهزة وبراءات اختراع حصلت عليها لوظائف مُختلفة، لذا فالشركات المُنّصعة لن تفوت الفرصة أبدًا في استعراض أبرز وأحدث طائراتها في البلد الأم لتلك الشركات العملاقة، وهو ما حصل بالفعل في معرض جيتكس 2015 الذي تنافست الشركات فيه لعرض أحدث طائراتها.
وتتصدر شركتا جوجل وتيسلا Tesla أخبار السيارات ذاتية القيادة، لكن هذا لا يعني مُشاركتهم في المعرض بشكل رسمي، إلا أن بعض شُركائهم الاستراتيجيين مُشاركين بالفعل للكشف عن ما وصلت إليه التقنية في هذا المجال.
إنترنت الأشياء IoT والواقع الافتراضي
لم تصدر الكثير من الشائعات حول إنترنت الأشياء IoT في الفترة الأخيرة، لكن أنظمة مثل أندرويد من جوجل، وآي أو إس iOS من آبل دعمت هذا التوجه التقني الذي بدأ بالفعل بتغيير مفهوم المنازل والمكاتب، والذي يتوفر بأسعار في مُتناول الجميع، لذا فهذا النوع من التقنيات سيكون مُتواجدًا وبقوّة في معرض مدينة لاس فيجاس.
أخيرًا وليس آخرًا، الواقع الافتراضي Virtual Reality، الذي حقق قفزة هائلة في عام 2015، فالبداية كانت معيوتيوب الذي بدأ دعم هذا النوع من المحتوى، لتقوم جوجل فيما بعد بإطلاق تطبيق خاص لتصوير مقاطع تدعم هذه التقنية، وصولًا إلى فيس بوك التي دعمت مُشاركة مقاطع فيديو بزاوية 360 درجة حتى دون استخدام نظّارة.
ولا يُمكن الحديث عن الواقع الافتراضي دون الحديث عن نظّارة سامسونج Gear VR التي توفرت في الأسواق مع نهاية عام 2015، والتي أطلقت سامسونج لها مجموعة من التطبيقات من أبرزها مُتصفح للإنترنت.