المصدر / وكالات
كشفت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية فى تحقيق لها أن أعضاء وجنود الجيش الأمريكى يرتكبون المئات من جرائم الاعتداء الجنسى على الأطفال من أقاربهم، فيما تمنع وزارة الدفاع الشعب من معرفة تفاصيل الجرائم والعقوبات مما يثير دعوات بتغيير سياسة الوزارة بشأن سجلات جرائم الاعتداء الجنسى.
1500 اعتداء جنسى على الأطفال فى بيوت أفراد الجيش الأمريكى
وحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فإن بيانات حصلت الوكالة عليها من وزارة الدفاع الأمريكية أظهرت أنه تم تسجيل أكثر من 1500 حالة اعتداء جنسى على أطفال يتم رعايتهم من قبل أحد أفراد الخدمة فى الجيش الأمريكى، خلال الفترة من 2010 و2014، وأكثر من 800 من تلك الحالات كان المجندين هم مرتكبو الاعتداء بحقهم.
وحسب بيانات حصلت عليها الوكالة فإن حالات الاعتداء بحق هؤلاء الأطفال يتورط الجنود فى غالبيها، ويليهم ذكور من أفراد الأسرة. وكان معظم الجناة من الجنود الذكور فى سلاح مشاة البحرية بالجيش، من رتب العريف والرقيب ومساعد الرقيب فيما تورط ضباط فى 49 حالة اعتداء.
الكونجرس يطالب وزارة الدفاع بالمزيد من الشفافية
وأشارت الصحيفة إلى ان هذا التحقيق يأتى فى أعقاب تقرير سابق للوكالة كشف أن غالبية السجناء الموجودين فى السجون العسكرية أدينوا فى جرائم جنسية تستهدف الأطفال أكثر من أى جرائم أخرى، وأن النظام القضائى فى وزارة الدفاع يمنع كشف تفاصيل الجرائم والعقوبات.
وبعد نشر التحقيق السابق فى نوفمبر طالب 3 من أعضاء مجلس الشيوخ من الديمقراطيين، وزارة الدفاع الأمريكية برفع ما وصفوه "ستار السرية" الذى يحيط بنظام القضاء العسكرى، وطالبوا بأن تتيح الوزارة الوصول بسهولة إلى سجلات محاكمات جرائم الجنس.
وقالوا إن حالات الاعتداء الجنسى على الأطفال ليست مدرجة فى التقرير السنوى لوزارة الدفاع الذى يتم تقديمه للكونجرس بشأن الاعتداءات الجنسية، وأشاروا إلى أن التقرير يركز فى المقام الأول على حوادث البالغين.
السجن 30 عامًا لمجند بالبحرية يعتدى جنسيًا على طفلة فى الثالثة
وسلطت الوكالة الضوء على قضية "هارون ماسا" المجند فى البحرية الأمريكية والذى تمت محاكمته بتهمة الاعتداء الجنسى على ابنة صديقه وزميله فى البحرية التى تبلغ من العمر 3 سنوات، كما تورط فى التقاط صور فاضحة جنسيًا للفتاة.
وحسب صحيفة "huffingtonpost" تم كشف جريمة "ماسا" فى وقت مبكر من مارس 2014، حين بدأت الطفلة تشكو من ألم شديد فى المنطقة التناسلية وكوابيس كثيرة مع زيادة واضحة فى ساعات النوم، وبعد نقلها للمستشفى تغيرت حالتها وبدأت تضحك وتقفز على السرير، ورغم أنها شخصت بوجود عدوى فى المسالك البولية إلا أن الحالة النفسية للطفلة أثارت شكوكا بشأن تعرضها للتحرش الجنسى.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا تم كشفه من خلال السجلات الطبية أما التحقيقات مع "ماسا" فلن يتم الكشف عن تفاصيلها حتى بضعة أشهر.
وأضافت أن "ماسا" أدين بعد محاكمة عسكرية العام الماضى بالاعتداء على طفل وإنتاج المواد الإباحية وفقًا لسجلات المحكمة، وبموجب شروط اتفاق قبل المحاكمة أقر بأنه مذنب وحوكم بالسجن 30 عامًا.
وأشارت وكالة الأسوشتيد برس إلى أن الأرقام التى كشفتها بيانات حصرية حصلت عليها من وزارة الدفاع تكشف المزيد من الحقائق بشأن قضايا الاعتداء الجنسى على الأطفال التى يرتكبها أفراد الجيش الأمريكى، ولكن لا يزال حجم المشكلة غير مؤكد نظرًا لغياب الشفافية فى الإجراءات القانونية فى الجيش، وقالت الوكالة أن هذه الأرقام أقل بكثير من أن تقدم صورة كاملة.