المصدر / وكالات
يبدو أن حزب العدالة والتنمية الحاكم في المغرب يعيش خلال الفترة الراهنة انقسامًا واضحًا بسبب تنازلات سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، ورئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، أثناء تشكيل الائتلاف الحكومي، والذي رأى النور بشكل رسمي الأربعاء الماضي.
وأكد مصدر مطلع لـ "إرم نيوز"، أن عددًا كبيرًا من شبيبة حزب العدالة والتنمية، تستعد لتنظيم وقفة احتجاجية كبيرة أمام المقر المركزي للحزب، في العاصمة الرباط، تزامنًا مع انعقاد الأمانة العامة، خلال الأسبوع الجاري، ضد تنازلات سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية.
واستطرد المصدر، أن شباب حزب العدالة والتنمية يطالبون بعقد دورة استثنائية لبرلمان الحزب من أجل تقييم المرحلة، ومحاسبة المسؤولين عن تدبير مشاورات تشكيل الحكومة.
وأوضح أن تنازلات العثماني "أثارت حنق بعض القياديين في الحزب، وشبيبته أيضًا، بسبب إشراك حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في الحكومة الجديدة، وكذلك إعطاء الضوء الأخضر لتوزير أسماء عديدة خارج تفويض المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية".
وفي خضم هذا الجدل، خرج عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بتوجيه يدعو فيه جميع مناضلي حزبه إلى عدم المشاركة في هذه الوقفة وغيرها.
وجاء في توجيه لبنكيران، نشره الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية: "إن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران يوجه مناضلي الحزب والمتعاطفين معه إلى الامتناع كليًا عن المشاركة في الوقفة الاحتجاجية المذكورة أو أي وقفات أو أشكال مماثلة، مهما تكن الاعتبارات والدواعي النبيلة التي قد تكون من ورائها".
ودعا بنكيران أعضاء حزبه إلى "اليقظة والحذر أكثر في هذا الظرف الدقيق الذي يجتازه الحزب والذي يمكن تجاوزه بتحمل مسؤولياتنا أفرادًا ومؤسسات في إطار الانضباط الجماعي للقواعد والمنطلقات المؤطرة لعملنا الحزبي".
يذكر أن حزب العدالة والتنمية الحائز على المرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية، هو أكبر الخاسرين في توزيع الحقائب الوزارية، إذ إنه لم يحز على وزارات مهمة، بل نال وزارات ثانوية، بعد أن ظفر حزب التجمع الوطني للأحرار بالوزارات المهمة في المغرب مثل (السياحة، الصناعة، العدل، الفلاحة، الشباب والرياضة).
وغابت عن الحكومة الجديدة بالتحديد أسماء بارزة من قيادات حزب العدالة والتنمية خاصة تلك التي كانت مقربة من رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران؛ ما أثار ردود فعل كبيرة داخل الحزب.